وداع وطن

Views: 935

المهندس د. قاسم محمد دنش

 

وخطيت رحلة الوداع

ولم أرحل

ابحث كل يوم

اخطط، اطمح، واتهيأ للرحيل

وليس لي معه لا حب ولا وداد…

وطني الذي ربيت على عشق ترابه

لا أملك من ترابه لا عيشا ولا مسكنا

وطني الذي كبرت على أنس طيف هوائه

ما عادت رياح قمامته تبقي لا حيا ولا ميتا

وطني الذي فيه ولدت وخرجت مستغربا

فمن عالم الأجنة أتيت لعالم الدنيا

وبما انني من لبنان كانت هويتي

فلا بد للغربة ان ترافقني الدهرا…

كل يومٍ آتي بحجة تمنعني الرحيل

فمرة عنوانها دين ادعيه لتربية الأبناء

والدين فيه تائه بين تجارة الفقهاء

وكيف لو رأيت الجمعيات الخيرية

فاقت بعددها وعديدها اعداد الفقراء…

ومرة اساير عاطفتي لأجاور عائلتي

واطباء بلدي سرحوا لعبا بصحة والدي

لأقنع نفسي نهاية ان لبناني الأخضر

يريحني جماله ولن يجعلني الأشحر

فأوضب أمتعتي قاصدا جباله

لأرافق مرملة من هنا وكسارة من هناك…

 وطني…ارجوك دعني ارحل

فلا زلت تقبعني في سجنك

هنا نفايات احاطت بيوت السكان

هنا قمامة ريحها ساسة تخرب الأوطان

هنا اصداء فتنٍ من أحزاب ونواب

ولا زلت اعشق سجنك يا وطني

استيقظ كل يوم على قناصة الكهرباء

التي تقنصنا فواتير واعباء

ولي مع كل صباح مغامرات وبطولات

تردد مدية مياه، دينمو، وخزانات

و لازال أنسك يلاحقني كلما هربت منه

وبين الفينة والأخرى

أخرج من مخبئي معانقه

كعاشق ولهان اتى حبيبه

وطني…ان لم ترحلني أنت وتطردني

فلا طاقة لي بالرحيل وان عذبتني

فبتنا فيك نحب التعتير

فنادونا وأصدقوا التعبير

هنيئا لكم الشحار رغم التحذير

فلا شعارات تنفعكم اعتبروا

فلا اصلاح ولا افق ولا تغيير…

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. سيدي اوافقك الرأي وحالي من حالك اتحسر على وطن لم يعد الا شبيه الاوطان