مـزار

Views: 350

محمد إقبال حرب

التقيتها ذات عشق فألهب وميض الحب شغاف قلبينا. انصهرنا حتى ذاب الحبيب في حنايا الحبيب. ضاء كوكب جديد في مدار ما كنّا ندركه، وتسامى بنا المقام حيث شاء القدر، فخفتت الشمس وتوارى القمر. هناك حيث لا نهاية، احترقت أسرار البداية واحترق السجل، فاندثر.  اختلط بعض حبيبتي ببعضي حتى أضحى بعضنا من بعض. فما عادت سمات البشر معايير، حيث تورات الأنثى كما توارى الذكر في فراغ ليس له مستقر. فولد كائن أسمى من جنس البشر.

أفتى علماء الدين بكفرنا وأمروا برجم جسدينا، خوفاً من الفتنة والضلالة. أخافهم أن يموت الشيطان في كينونة الإنسان، ذاك الذي صنعوه للترهيب من عذاب قادم رهيب. أرعبهم توحد الأجناس في صيرورة النقاء، حيث تسقط أجناس البشر، لا أنثى ولا ذكر. خافوا أن تسقط الرذيلة، وأن تنتهي الدعارة فتسقط قوانين المعبد وجزرة الوعد الأزلي. أرعبهم أن تتوحد الأجناس ويشيع الحب بين الناس فيسمو البشر إلى كائن لا يؤمن بسننهم.

ما أخطر أن يتحرر البشر من قيود صنعها جدهم الأكبر يوم ولد بعل واينانا في معبد تجلى وأثمر، فتوارثه الكهَّان باسم الإله الأعظم والشيطان الأكبر. خافوا أن يكون الحب هو العدو الأكبر لمملكة الكهّان فتوالت فتاوى تكفير عشقنا آفة كفر وانحلال. هاج الناس يبحثون عن روح الشيطان في بعضها وبعضي وقرروا إطفاء جذوة حبنا رجماً، وكأنما الشيطان قد جاء بعدي. 

ضاقت السبل بالجاهلين فرمانا كل بحجر فأردوا بعضنا فوق بعض، وشاع حرمة دفننا علَّ مناقير الجوارح تُفرِّق بعضي عن بعضي فتفنى الرذيلة من البعض. تمرّد بعض أوصالي ووارى بعض من بعضي فهال الرعاع تراب نجاستهم على ما واريت من بعضي. فما دريت أي بعض واراه بعضي في لحد عشق أضحى مزار بعض دون بعض.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *