الفنانة المصرية  Vivian Amin تكتب الحياة بالريشة واللون

Views: 1062

سليمان يوسف إبراهيم

خلال مشاركتي في مهرجان “صحبة فن دمياط”في رأس البر_ مصر؛ استوقفتني لوحة للفنانة التشكيلية vivian Amin؛فكان مني قراءة لما رأيت؛ فاستوقف صاحبة اللوحة رأيي، فطلبت مني أن أدون ما قلت؛لشد ما لفتها…فكان مني اﻵتي:

الزمن طاحون العمر؛ نظن أنفسنا نحياه؛ وهو بالواقع: يطحننا!

السر في الحياة بعد أن نأتيها أن نتمرس باﻹفادة من الوقت الذي يمر بنا فيها.

فالفنانة فيفيان أمين؛ تقدم في لوحتها مظاهر عدة من تعامل اﻹنسان مع الزمن وطرق تمضية العمر سعيا خلف مراد:

فالجميع محكوم بمرور الزمن وهم يتوالون على دولابه، صعودا فهبوطا واستواء مسير ومصير؛ من غير أن يكون لهم يد ورأي في بعض الأحيان، بما يمر بهم من أحداث وحدثان.

لكل من الناس نظرته لما يريد من توالي سني عمره: فمنهم من يجد أن يسخر عمره لجني طيبات اﻷماني؛ فيسعى دائبا نحو جني عسل الجهد،وإن كان “لا بد له من وخز إبر النحل”. وآخر نراه لا يلتفت إلا إلى البراق منها، ظنا منه أنه الباقي في هذه الدنيا طامعا بدرها من غير جوهرها…

وفي خضم بحر الحياة؛ نرى القادمين معتركها: منهم من بات في خضم يمها، وآخرون يتقلبون على مسارها. والجميع عراة إلا من إنسانية طبعها الباري في حضورهم الحي….

ومجموعة ثالثة؛ أنهكها اﻹنتظار والتأفف؛متخلين عن جيوش أحلامهم بعد أن أعياهم بإثرها السفر…

منهم من انغمسوا في الحياة: وجوههم للعمل وظهورهم لعقارب الوقت غير آبهين لكر ثوانيه؛دقائقه،ساعاته والسنين… وآخر سخر كل وقته في حراسة جوهرته؛ لا يسليها ولا يضيف عليها أختا، ومن غير أن يرصع له بها تاجا!!!

وكأني بنجوم اﻷفلاك قد استحالت ساعات حائط الفلك ترقب الناس ومسير أعمارهم غير آبهة لمصيرهم!!

وفي أسفل الرسم يتوصوص على الجميع الوقت بعين الرقيب المترقب ساعة الفراق، وقد تبدلت رؤوس عقاربها إلى رؤوس ثعابين، تتحين فرصة لدغ كل منا وإعادته إلى حيث أتى دون أن تسأله رأيه كما في سيره على درب المجيء…

فما دام مجيؤنا بغير رأي منا؛ وبجلونا عن ساح الحياة لا رأي لنا، ونحن محكومين بعبشها ما دمنا جئناها… فمن اﻷفضل بذر حقولها من بعدنا بكل مفيد يرقى باﻹنسان وعيشه، بدلا من انتظار حلول موعد الرحيل !وهو، مهما طال بنا المكوث ،نجده يدهمنا ولا زال في ثنايا البال عندنا ألف أمنية وأمنية!!!!!!

 

أيتها الفنانة فيفيان؛ لقد لونت أمسيتنا على ضفاف النيل، بما أحيا لهفة اﻹكتشاف بمن مر مركب عينيه أمام رسمك، وهو يتلمس خطوط اﻹنسانية المغرقة بواقعية على بعض سريالية تدني ما بعد من خيالك، وتقرب ما دنا من عمق التفكير في نضح ريشتك نضوجا ولمع إبداع!

فالتحية لهما إكبارا لما نتج في عالم الفن والثقافة منهما، ليكون معينا ومرجعا لمن أراد التعرف على بعض من إبداعك عن قرب! وإن أنسى؛ فلست غافلا خلفية اللوحة التي شكلتها الفنانة فيفيان أمين مرجا من نخاريب عسل تركتها للنحل من الناس أن يعمروها بطيب أفعالهم ويختموها بشمع كفاحهم، ليكون للقادمين منها بيادر حصاد وعنابر مكنوزة بما يليق بعيشهم الكريم متى أتوها قصد جني الحلوات….

رب؛ أهلني أن أكون قد أصبت بشيء مما قرأت عيناي من مشهديتك التي جمعت عمر إنسان يحياه بلوحة؛ كما ستحيا هي وتحييك في ضمير الفن المصري وعلى جدران معارضه.

عنايا – لبنان- الإثنين 16/ 2/ 2020

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *