قصيدة وتعليق

Views: 665

سمر الخوري

 

يرسمني البحر

امرأة بلون الماء …

يرسمني بصوت الملح

القااادم من الاعماق

….

يرسمني البحر دمعة …

وانا ….أنا …أنا الزرقة

التي

ان رحلت

رحل البحر

نجوى الشدياق حريق

 

الشاعرة نجوى الشدياق حريق

 

 

رحيل

يرسمني البحر.. قصيدة للشاعرة الصديقة نجوى الشدياق حريق. وهي لوحة السماء والبحر  عنوانها الحضور والغياب.إن حضرت  الشاعرة/الزرقة/ السماء يحضر البحر/الحبر/ الحب، أو غابت يغب البحر ويرحل، في عمق الدماء.

معادلة طبيعية ليس لها تبديل .

معادلة عشق ترفض أن يكون لها بديل.

وبين البديل والأصل لوحة تكشف ألوانها، حنانها، في لقاء البحر والسماء.

هو البحر في عمقه،رحبه، والمحار.

هي السماء في رسمها، اتساعها، والأسرار.

اللون الأزرق لون الهدوء والصفاء، يمنع الهياج والثورة. إنه لون السماء والماء، بصفائهما والسلام. وحين تغيب الزرقة من السماء يفقد البحر صفاءه، تضطرب فيه الأمواج، ويرحل الى شطآن جديدة، أو إلى الأعماق، إلى عالم الغربة والفراق.

بين البحر والسماء عناق، وفراق. لوحة بالألوان، لها في واقع القلب عنوان واحد: الحب. حب أزرق يذوب فيه الحبيبان كما الملح في الماء. حب يلتقي فيه العمقان: البحر والسماء.

قد يشبه البحر سمكة.

وقد تكون السماء قمرا.

وليس بين السمكة والقمر لقاء الا على صفحة بحر صافية، تعكس ألوان السماء.

وحين تشتد العواصف، تغيب الزرقة العليا، يختفي الحب الرابط بين خطين متوازيين لا يلتقيان إلا في حضور افتراضي يشابه الغياب.

حزن عميق في أعماق الشاعرة تظهره دمعة الملح، بعد انتهاء اللقاء الافتراضي بينها وبينه.

فالشاعرة انتقلت من الحالة المفعولية( يرسمني ثلاث مرات ..امرأة) إلى الابتداء، بعد الانفصال ( أنا ثلاث مرات). فكأنها حالة ما بعد طلاق بالثلاثة. فتنتقل المرأة من اتصال /وصال تكون فيه الضحية وهو الجلاد، إلى انفصال يعلن استقلاليتها وبداية حياتها الجديدة.

الشاعرة هي الزرقة/ السلام/ الصفاء. وحين تغيب من حياته يرحل بكل ما فيه من دموع الملح .

وتبدأ معادلة جديدة: حضوره دمعة وملح. غيابه شمعة وحلم. حضورها الزرقة والصفاء والسلام. وغيابها رحيل البحر، ولا مناص.

ما كان يجمع بين البحر والسماء رحلة سندبادية. ولكن لكل منهما عالمه الخاص.

سفره مادي أرضي جسدي إلى حيث الشهوات التي وصفت بأنها كمياه البحر  تصيب شاربها بالظمأ لا بالرتواء.

وسفرها روحاني سماوي، إلى عالم الأنوار، بعيدا من الظلال، إلى عالم الشعر المكلل بالأضواء.

وتظهر معادلة أخيرة: هو الجسد، وهي الروح. والزرقة التي تجمع بينهما هي الحياة. وحين تروح الروح يرحل الجسد. والطلاق بينهما حتمي في نهاية المطاف.

صديقتي الشاعرة نجوى، نجواك مناجاة لواقع عمر افتراضي قلق يخشى انتهاء اللون الأزرق. واللون الأزرق هو الحب الذي يساوي الحياة. ولا حياة، أو بقاء من دونه، في عالم تكثر فيه الأطياف.

صديقتي الشاعرة، طوبى لك لأنك اكتشفت سر الوجود، والخيمياء.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *