نــَــوْم

Views: 334

سلمان زين الدين

 

 * إلى أُخْتي الَّتي رَحَلَتْ وَلَمْ تَرْحَلْ:

 

نامَتْ وَلَمْ تَرْحَلْ هُدى

فَبَكَتْ عُيُوْنُ الصَّوْتِ

 وَانْتَحَبَ الصَّدى

 

لا تَرْفَعوا الأصْواتَ قُرْبَ سَريرِها

كيْ لا تَطيرَ عَرائِسُ الحُلْمِ

الَّتي حَطَّتْ عَلى أغْصانِها

 

لا تَقْطَعوا اسْتِرْسالَها

في جَنَّةِ الحُلْمِ الَّتي

مِنْ تَحْتِها الأنْهارُ تُطْلِقُ شَوْقَها

كيْ لا يَفِرَّ الماءُ منْ أحْلامِها

فَتَصيرَ ظامِئَةً ثُرَيّاتُ الثَّرى

 

لا تُوقِظُوها مِنْ كَراها

حَسْبُها أنَّ المَهَمّاتِ الَّتي 

نَذَرَتْ لَها العُمْرَ القَصيرَ

قَدِ انْقَضَتْ

وَمَضَتْ تُؤدّي لِلْعُلى أقْساطَها

وَدَعُوا العُيُوْنَ النّاعِساتِ، الظّامِئاتِ

تَعُبُّ مِنْ ماءِ الكَرى

 

هِيَ لَمْ تَمُتْ

لَكِنَّها تَعِبَتْ مِنَ السَّهَرِ الطَّويلِ

تُوَزِّعُ القَلْبَ الكَبيرَ

عَلى الأُلى سَكَنوا لَها

وَتُريدُ أنْ تَرْتاحَ

منْ ضَوْءِ القَنادِيلِ

الَّتي وَقَفَتْ عَلى أطْلالِها

وَلِأنَّها سَهِرَتْ طَويلًا

كيْ يَنامَ الآخَرُوْنَ

عَلى مَواعِيْدِ النَّدى

نامَتْ وَلَمْ تَرْحَلْ هُدى

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *