صبحناكم…

Views: 670

“البسي المحبس”

د. جان توما

يوم صرخ إحسان صادق( عبدو)، في فيلم سفر برلك، عام ١٩٦٧، من عرض البحر لفيروز (عدلا): ” البسي المحبس”، لم يخطرفي باله أنّه حبسنا منذ ذلك الوقت في محبس البلد لانّ “هون بلدنا.. بدنا نرجع، انطرينا، نحنا جايين”. كثيرون اليوم يتوجّعون من أوضاع البلد خاصة، حسب “عدلا”:” لحقتك كل هل أيام، تتركني هون؟؟”.

       من الواضح النمط الرحباني في جنوحه الدائم “للنطرة”. هذه  النطرة” هي الأمل الآتي رغم كلّ المطبات. “ومهما بعدوكم، أنا ناطرة، وانتو جايين”. كم انتظرنا معهم في” المحطة” وفي” لولو”وغيرهما. وما زلنا ننتظر الترياق . ألعلّ وطن الرحابنة الذي أحبوه سيبقى جماله وتوازنه في الأغاني التي لا تموت؟ هل درى الرحبانيان أنّ الوطن الذي كانا له موّالًا وسحبة أوف ما زال على صورته المشوّشة؟وقد تبدّلت بلداته وضاعت قراه؛ ” كحلون” و”ميس الريم”و” وادي التيم”.

“عبدو” و”عدلا اسمان شعبيان اختارهما الرحبانيان  ربّما” لكي يبقى حرف “العين” في أوّلهما عينًا دائمة على الوطن المجروح. ما زال صوت “عدلا” بريًّا، يطلع من السهول والتلال كمنديل سفر يشتاق إلى المسافرين أو المهاجرين أو المنفيين، كما أنّ صوت “عبدو” بحريّ، لا صدى له، بل مدى ت” الصوت يودّي”.

رسم الرحبانيان بصوت فيروز خارطة وطن ما زال حلمًا في بال “أهل الرحبنة” الذين تمتموا أغاني الوطن الرحباني المنشود.

     لعلّنا ننتظر عودة ” عبدو” أو الوطن وقد خرجت الناس ك”فيروز “للبحث عمن وعدنا بالخاتم ،وما زلنا مع “عاصي” و”منصور” ننتظر ” بياع الخواتم” ،والمفارقة أنّ ” عبدو” و” راجح” هما إحسان صادق، صانع أحلامنا بعدما خرجت ” بنت الحارس”ولم تعد.

…إلى أن تعود ” نجمة” ننتظر الفرح والسلام والعريس،”ويوم هالعرس عرسين، شال ازرق، وبيرق عما يلوح”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *