“اليوم” في الأمثال الشعبية

Views: 57

د. جان توما

أدّى “اليوم” بفتراته الزّمنية الثلاث، أيّ الصباح والظهر والعصر، دورًا أساسيًّا في أمثال اللبنانيين، إذ تحمل الأمثال معاني لها علاقة بالدين والصحة والراحة. من هذه الأمثال: ” كول بالدين ولا تشتغل يوم الاثنين”،” متل الأربعا بنص الجمعة”،” هِس متل اثنين الرّاهب”، ” يوم التلاتة وْراتِة، ويوم الخميس فصّل وقيس”، ” اشتغل الحد والعيد، ولا تحتاج خيّك السعيد”. الطريف أنّ اللبنانيين اشتغلوا في أمثالهم على وقت الظهر (ربما لسلطنة الشمس في وسط السماء) ووقت العصر (ربما لارتباط العصر بمفهوم الزمن كله)، وربطوا هذين الوقتين بمواقفهم الحكمية كقولهم: ” تغدى وتمدّى”، ” تعشّى وتمشّى”، ” تغدّاه قبل ما يتعشاك”، ” متل اليّ  بيفتح دكانتو بعد العصر شو بِلّحّق يبيع ويشتري”، ” شو إلك بالقصر، قلو من مبارح العصر”، ” فوّت روحة مصر ولا تفوّت قهوة العصر”.

​هذا لا ينفي استعمال الأمثال الشعبية لمفهوم “اليوم” للتأكيد على أهميته وفرادته في تمتين العلاقات في المجتمع أو المحيط البيئي كالمثل السائر:” عاشر القوم أربعين يوم، يا بتصير منن يا بترحل عنن”، والأربعون يومًا تعود إلى العادة الطّبية القاضية بحجر ركاب السّفن في المرافئ أربعين يوما ( الكرنتينا) قبل إنزالهم لتبيان المريض من الصحيح، وفي المثل التالي :”سأل الصياد الحجل: أي يوم أجمل إيامك، قلو: اليوم إلي ما بشوف فيه وجّك”. وكما في الأمثلة التي تدلّ على دور” النهار” في المخيال اللبناني: “عرفناك بالنهار وعرفناك بالليل”،” شغل النهار مبروك”،” ما بيعرف ليلو من نهارو”، ” مكتوب ع سروج الخيل: إلي بنام النهار بيسهر الليل”،” مكتوب ع ورق الخيار، إلي بيسهر الليل بنام النهار”،” من الفجر للنجر”،” نام بكير وقوم بكير وشوف الصحة كيف بتصير”، كذلك في الأمثلة التي تدلّ على الليل: ” شغل الليل بالويل”،” شغل الليل مسخرة النهار”،” الليل ستار العيوب”.

(https://www.plu68.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *