جمانة مرعي، صوت من ذهب

Views: 7

د. فهمية شرف الدين

سمعتها قبل ان اراها، سمعتها صوت هادر في حضور مملكة النساء التي لا تزال تتلقى الفعل عوض ان تصنعه.

كان الموضوع لا يحتمل التأجيل، فمؤتمر بكين العالمي من اجل المرأة رسم خريطة الطريق لنساء العالم.

” ايتها النساء لكن الحقوق نفسها التي للرجال، وعليكن انتن ان تتمسكن بها “.

وكان ان صدح صوتها معلناً رفضها  لان تكون الحقوق للمقايضة. فممارسة الحقوق ليست عبئاً على النساء بل هي في صلب النضال الاجتماعي وهي مسؤوليةقوى التغيير نساءً ورجالاً. التفت اليها لأتعرف على هذه الشابة التي تخطت حدود مملكة النساء. (www.ameriseed.net)

نعم لقد ظلت المقاربات لوضع المرأة في العالم العربي رهينة القراءة الاحادية التي تختزل القضية الى احد عناصرها اي الى الدور البيولوجي ويتم بالتالي تجاوز العناصر الاخرى المتصلة بالتقاليد او التقليل من اهميتها، ويحدث ذلك نتيجة للحمول النظري الفعلي الذي يجيز فصل قضية المرأة عن قضية المجتمع تارة او يخضعها تارة اخرى لاشكالية البيولوجية والجنس دون استثمار حقيقي ومفيد لهذه الاشكالية. ونستطيع ان نقول باختصار شديد، ان الرؤى المتداولة لقضايا النساء أكانت رؤى موضوعية تحيل الى الوقائع التاريخية ام كانت ذاتية هذه الرؤى التي تسود مملكة النساء ظلت تسبح في فضاء الايديولوجيا السائدة حيث الخطاب المسيطر اي الخطاب الذكوري يتساند مع السلطات السياسية في المجتمعات على اساس ان الجنس مسالة طبيعية.

جمانة مرعي

 

جمانة مرعي التي خضعت باكراً لتمييز اجتماعي كما كل بنات جيلها رفضت جميع المعادلات التي تجعل من المرأة تابعة للاسرة.

وخرجت عن القواعد المرسومة لحياة النساء .

انتسبت باكراً الى العمل النضالي الطلابي الثانوي حين انتخبت سنة 1986 واصبحت عضوة في المكتب التنفيذي سنة 1984.

  • انتسبت الى التجمع النسائي الديمقراطي عام 1987 واصبحت عضوة هيئة إدارية عام 1992 ، ونائبة رئيسة بين 2004-2010 ، واصبحت رئيسة التجمع بين 2010-2013.
  • انتسبت الى الجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة منذ تأسيسها عام 1995 ونشطت في تنفيذ حملاتها المطلبية وانتخبت عضوة في الهيئة الادارية عام 2017 .
  • عملت منذ التسعينات مع كافة الأطر النسوية الفلسطينية في لبنان ولا سيما الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية في مجال تمكين وتعزيز وحماية حقوق اللأجئات الفلسطينيات في لبنان.
  • بدأت مسيرة العمل بشكل متخصص في مجال حقوق الإنسان عام 1996 مع المعهد العربي لحقوق الإنسان ومنذ العام 1998 اصبحت مع المعهد مدربة متخصصة في مجال حقوق الإنسان عملت في كافة الدول العربية لا سيما في مجال حقوق النساء ومناهضة التمييز والعنف المسلطعلى النساء.
  • انتسبت الى الشبكة النسائية اللبنانية منذ تأسيسها عام 2003 ونشطت في تنفيذ حملاتها المطلبية
  • نشطت في التحالف المدني للإصلاح الإنتخابي منذ تأسيسه وعملت على تطوير وإدماج الكوتا النسائية ضمن كافة المطالب المتعلقة بالإنتخابات وضمن العمل الضاغط لإقرارها
  • مثلت التجمع في الشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية والمنبر المدني الورومتوسطي والمجلس النسائي اللبناني .
  • انتخبت المنسقة العامة لمنتدى النساء العربيات (شبكة عايشة) بين ايلول 2008 وت2 2011)
  • سميت منسقة لبنان لمنتدى النساء في الأوضاع الإنتقالية ( منتدى آمنة ) عام 2014
  • انتسبت الى مركز تعزيز العمل والحماية الإجتماعية –RCEP عام 2012 وانتخبت عضوة في الهيئة الإدارية عام 2013 و اصبحت الرئيسة عام 2019.
  • عملت منذ 2014 مع كافة الأطر النسوية والمدنية التي تعمل مع اللآجئات السوريات في لبنان في مجال المواطنة مع رابطة المواطنة وتمكين وتعزيز وحماية حقوق اللآجئات في لبنان.
  • ساهمت في عدد من المؤتمرات المتعلقة بالمراة وبحقوق الإنسان في لبنان وخارج لبنان بخاصة في الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والجامعة العربية
  • وشكلت جمانة مرعي مع زميلاتها الشابات حالة متقدمة في مسار الحركة النسائية اللبنانية.
  • في مسارها المدني استطاعت جمانة ان تتقدم حاملة بيدها علم حقوق الانسان وحقوق المرأة ونجحت في تحقيق طموحها في ان تشارك في القرار وتبدي رايها بحرية.

هكذا لم تتغيب جمانة مرة عن النضالات الاجتماعية التي فرضتها ظروف الحروب الاهلية في لبنان.

وهنا اريد ان اسجل لجمانة شجاعتها على اعلان موقفها، صوتها الذهبي لم يتعب لم يصدأ ، هي الفتاة التي عملت باكراً، وخرجت على المبادئ التقليدية فتزوجت من ابراهيم نصار المنتسب لطائفة اخرى متجاوزة كل العقبات مؤكدة ان الحرية ليست مسالة نظرية والموقف منها ليس نظريا بل مسألة عملانية لا بد من تأسيسها والعمل عليها.

لن استغرق في سرد سيرة حياتها، فحياتها تجربة وجدانية، عاشتها مع صديقها وزوجها وابنتيها لما وسارة.

لقد ساهمت جمانة في تغيير مفردات ومناهج العمل في الحركات النسائية، حيث اصبحت الدعوة للمساواة، مفهوماً اجرائياً وليس فقط نظرياً واذا كان مفهوم الريادة التصق عند النساء بنهايات العمر، فإنك تؤسسين يا صديقتي لريادة اخرى، هي ريادة الشابات اللواتي يحملن المشعل من الآن فصاعداً.

لك يا صديقتي كل الحب

لك اعتزازي بك وبصداقتنا التي لا تزال تتعمق حتى الآن.

 عملنا ولا نزال نعمل معاً لم يقعدك التباطؤ و لم يحبطك الوقف العدائي الذي يتولاه المجتمع الابوي.

اما بعد، فانني لن اعمد الى شكر الحركة الثقافية في انطلياس الذي ينهي القول، لان القول في الحركة وعنها ليس واجباً فحسب بل هو رغبة اريدها ان تجدد اعلان انتسابي الى هذه الحركة الرائدة، لقد عملنا معاً منذ وقت طويل، تحدينا الفكر الطائفي وتجنبنا اشكال الانتماءات الحزبية القائمة على الطائفية.

فتحية للحركة الثقافية وتحية للعاملين فيها اصدقاء ورفاق والتحية لكم جميعاً.

اما انت يا صديقتي فما كتبته عنك ليس سوى قليل من كثير لقد افرحني كثيراً ما قرأته عنك في مسار حياتك الذي كنت اجهله، فتقبلي هذه الكلمات وردة جميلة لانسانة جميلة، هي انت يا جمانة.

***

(*) القيت في تكريم جُمانة مرعي في يوم المرأة العالمي 8 آذار 2020  ضمن المهرجان اللبناني للكتاب- الحركة الثقافية-انطلياس، أدارت التكريم بريجيت كساب.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *