صبي في الطريق

Views: 850

جان سالمه                    

(ترجمة د. لويس عطوي)

صبي في الطريق؟ ماذا يعني ذلك؟ وعن أي نوع من الأولاد نتحدّث؟  الطفل المتسوّل، المشرّد في الشوارع أو المعاق الذي يصّر أهله أن يعيشوا على حساب شقائه؟

كلاّ،”صبي في الطريق” إن هي إلاّ قصةّ تخيّلية تندرج في خانة الفانتازيا وقصص الجانّ والظاهرات البارا سيكولوجيّة.

فضلاً عن ذلك إنّها قصة حبّ غير اعتيادية؛ حبّ لم نسمع بمثله من قبل. ولا تقّل غرابة عنها قصص الكتاب الأخرى: المغامرة الغريبة، الرجل الكثير الأسئلة، البزّة الزرقاء… الخ.

مجموعة القصص هذه من النوع الذي يأسر مشاعر القارئ ويأخذه إلى عالم أجمل لكونه عالمًا خياليّاً تختلط مكوناته في تركيبها وتفككها حتى تظنّ الخيّال فيها حقيقة يوميّة.

ولكم سمعت أسئلة مثل:”من أين تستقي مواضيع رواياتك؟” أو “هل أشخاص قصصك وأحداثها واقعيّة حقاً كما تعيد القول مراراً؟”

كان جوابي هو دائماً ذاته: “إن أشخاص رواياتي ينتمون فعلاً إلى العالم الحقيقي وإلى الحياة، حياتي وحياتك أنت.”

وعندما أعود إلى مكتبي أتناول أشخاص قصصي وأحداثها بشيْ من التصرف: بتعديلات بسيطة من نوع المكياج (التمويه) لأسقطها من ثمّ في قصصي وهي تضجّ بالحياة والقوة.

2

إن أشخاص رواياتي إن هم الاّ أنتم يا أهلي واصدقائي وجيراني وأنا منهم بل في طليعتهم.

توقعوا إذنْ أن تجدوا ذواتكم بشكل أو بآخر في رواياتي المقبلة، حيث يكون التعرف إليكم سهلاً وتظهرون فيها دون قناع أو حجاب.

مع العلم أن أي مؤلف لا يمكنه إخفاء ذاتيته ويميل إلى تشخيص البطل المثير للإعجاب، تاركاً للآخرين الدور السيء أو الشرير الذي يحتقره القّراء.

فإذا كان بعض القرّاء يرون ذاتهم في إحدى قصصي ويرون أننّي وضعتهم في دور لا يتوافق مع طباعهم الحقيقية، فليتلطّفوا ويسامحوني؛ فلولا إشراكهم في هذا الدور الذي لا غنى عنه لاكتمال الرواية لما أبصرت هذه الكتابات النور، بما لها من قيمة بنظر البعض. 

أقول لكم شكراً لكل شيء، خصوصاً للنكهة الخاصة التي أعطاها حضوركم في رواياتي.

و إلى اللقاء في كتاب جديد حيث لن تتأخروا في اكتشاف شيء من ذاتكم، لا كما هي بل من خلال مزاج الكاتب.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *