نجوی وتعليق

Views: 971

سمر الخوري

 

زادُ غياب!

أكتب إليكِ وشوقي يزداد.

أنتظر أيضًا وبي لهفةُ لقياكِ،

ماذا أقول؟

أعدُ نفسي بكِ وأخشى ألا أراكِ…

كوني هنا، تعالي،

أملأ نفسي منكِ، زادَ غياب!!!

عماد يونس الفغالي

 

زاد الكبر

زاد غياب…عنوان مناجاة أطلقها الأديب الدكتور عماد يونس الفغالي، ذات لقاء، وقد زاد الوجد بالقمر.

بين عماد والقمر إلفة وانسجام.

يحلق الاثنان في غربة فضاء شاسع الجنبات، ولا استكانة أو سكون. ويسأل القمر العماد من يكون؟ والجواب غير مختصر

يناجي العماد مجهولة، فكرة في البال يحلم بوصالها البشر.

من هي هذه ال”أنت” وقد وصلت بين أسرار لها في عمر سلواها خفر.

أكتب إليك، يقول الفغالي، والحبر كالبحر يؤرقه العطش/الشوق/ الخدر.

يكتب الحرفَ الجريحَ إباؤه والنظر.

والرسالة تحترق بين يدي القمر، كأن البوح أشواك  بها اعتمر.

وينهمر انتظار فارغ الصبر من مآق زادها البعاد لهفة لم يبح بها وتر.

زادُ الأديب غيابٌ يملأ به اغتراب الحضور، وقد سكر.

أي وعد يحمله غيابها، في غابة المطر؟

أي خوف يستقي منه الفؤاد المستعر؟

حضورها جوع والغياب زاد السفر.

هل يشعل الديوجين قنديل المسافة في براكين الضجر؟

ويخشى ألا يراها، فهل جاعت في تباريح الريح  أرواح النظر؟

ليت هندا أنجزتنا ما تعد قال العمَريّ، فأين كمّون العماد من وعود  أُخَر ؟

وبعد السؤال يطير المرتجى جارُ الغجر.

إذا العماد يوما أراد… فهل يستجيب القدر؟

وهل تعود، وفي قاموسها الحر وُعودُ المشتهى والسفر؟

كوني هنا ، حيث الهَنا المستعر.

وبين الحضور والغياب أقلام الضباب يخطّها الموج مسافاتِ حزن واغتيابٍ وسمر.

كوني هنا، كالهواء، تملأين فراغ القلب، جِرار نور صار خمرا في السّحَر.

كوني هنا ، خمرة الخيام، ساهري القلب، فما أطال النأي عمرا، ولا قصّر الأعمار لقاء منتظر.

كوني لشاعر وجد زاد نجد للغياب.

ونستعير عبارة قيس في الجنون. ويسأل الرفاق الحائرون من تكون؟ وما به العاشق المسكون؟

ويولم الحبر الجواب: ليس في الشوق يمامة أو غراب.

ليس في البوح نأي أو اقتراب.

وضمير الأنت لا يعني غياب الضمير.

إنه اللحن المعتق في دنان الأمير.

ليس في القلب جارية، أو أنثى عارية. إنها الفكرة البارية في معجم التعبير.

ايها العاشق الكلمة، يا مشعل النقاء. كلٌّ يغنّي على ليلاه وليلاك كتاب، لقاء، ومؤتمر.

عماد يونس الفغالي، أيها القمر الغالي، وعدك الدَّيْنُ إباء ، كبرياء، وزادك في الحضور والغياب الحب والكِبر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *