سجدةُ العيد!

Views: 506

د. عماد يونس فغالي

العيد يُطلّ والليلة مقدّسة. في حضرةِ أمّي. هيبةُ سكونٍ خاشع. في خشعةِ الهيكلِ أصلّي!

داخلُ الهيكلِ عابقٌ بالهدوء، بالصمتِ، بالخشوع، أشعّةُ لمعةٍ قصيّة، ساهمةٌ تنحى تجاهكِ، أنظرُ! نورانيّةٌ بيضاءُ أمّي، أراكِ نبعةَ أنوارٍ قدُسيّة. طوَتْ ذاتي انحناءةٌ راكعة، في سجدة الليل، نهارُ حبٍّ يملأ العمرَ انسكابا!

 أمامَ فكرةِ أنا، ركعتِ، راجيةً أن تكون الفكرةُ أنا! أمامَ تكوّني فيكِ نطفةَ أنا، انحنيتِ، معطيةً بعضَكِ حياةَ أنا! أمام انسلاخي طفلَكِ أنا، فرحتِ، فناءَ ذاتكِ أكبرُ أنا! على ركبتيكِ الواهنتين صنعتِ قوّةً، صنعتِ رجلاً اسمُه أنا!

في خشعة الهيكلِ أمّي،لأجل ما كنتُ بكِ أنا، أصلّي! في هدأةِ حالي، في صحوةِ ذهني وصفوةِ ذاتي، أمام قامةِ أمّي، أخشع، أصلّي.

هاءنذا أمّي الليلةَ ألامسُ ثوبكِ طرافَ أهدابٍ، ألمسُ الأرضَ سجدةَ العيد،أهتف في دائم صغري: أحبُّكِ!

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *