يونان: الوباء تحذير لمن استخدموا قوتهم السياسية والعسكرية لتحقيق مآربهم

Views: 341

احتفل بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بالقداس في عيد مار يوسف، ومن أجل القضاء على وباء “كورونا” وشفاء المصابين به، في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي السرياني، المتحف – بيروت.

بعد الإنحيل، ألقى عظة تحدث فيها عن “مار يوسف، مربي الرب يسوع وحامي العائلة المقدسة. وهو أيضا شفيع الكنيسة الجامعة، وبشفاعته يحمي الكنيسة أينما كانت، لأن الكنيسة هي العائلة الروحية لجميع المؤمنين”.

وتأمل “بقديسنا مار يوسف، فالإنجيل لا يتكلم عليه كثيرا ولا يذكر لنا أي كلمة فاه بها هذا القديس، ولكنه يقول لنا إن يوسف كان “رجلا بارا”، والبار في الكتاب المقدس يعني الشخص الذي يريد أن يطبق كل ما يريده منه الله في حياته، ليس في أقواله فقط، ولكن في أعماله وسيرته اليومية، فقد كان مثالا للأبرار الذين سلموا حياتهم بين يدي الله”، طالبا “من هذا القديس أن يقوينا في هذه الأيام الكالحة التي يتخط فيها العالم، ويعطينا الشجاعة كي نتقبل ما يحدث بإيمان ووعي، ونبذل كل جهدنا لنعيش المحبة التي علمنا إياها الرب يسوع، حتى نبلغ القداسة التي إليها دعينا”.

وأكد أن “دعوتنا هي أن “نكون قديسين، وأن نتذكر أن حياتنا على الأرض هي مسيرة نحو الملكوت، ومن مار يوسف نتعلم كيف نقدم كلّ شيءالى اللرب. علينا إذن أن ننسى ذواتنا من أجل الآخرين، ونحاول أن نكون نزيهين، ونعلم الحق بضمير صالح، ونسعى الى أن نحترم الآخرين، ولكنـ في الوقت عينه، علينا أن نتذكر ونذكرهم بأننا شعب الله”.

ونوه بأننا “في هذه الأيام، نجد الكثيرين يعطون من ذواتهم، لا سيما الذين يرافقون المرضى المصابين بوباء “كورونا”، في المستشفيات وفي المصحلت وفي المنازل، ويبذلون كل ما بوسعهم ليخففوا عنهم الأوجاع ويساعدوهم كي ينالوا الشفاء”، سائلا الله “في زمن الصوم هذا، أن يمنحنا المغفرة منه على ما ارتكبناه من المعاصي والنقائص والخطايا، بسبب الأنانية والتكبر والاستئثار الفردي والجماعي بمقدرات الخليقة، متناسين الضعفاء والفقراء والمهمَّشين في مجتمعاتنا”.

وتطرق إلى ما يقوم به كثيرون من السياسيين الذين “يستغلون قوتهم السياسية والعسكرية كي يستبدوا بالشعوب الضعيفة، هؤلاء السياسيون الذين يجب أن يكونوا خداما لشعبهم بروح مار يوسف، بمعنى البذل والعطاء، ولكنهم أرادوا أن يبعدوا شعوبهم عن الله”، رافعا “الصوت باسم جميع الرعاة الروحيين الأمناء على الوديعة الإيمانية، تجاه الظلم والاستكبار، تجاه الاستحواذ على قوى المال، من عظماء هذا العالم”، ومستذكرا مسألة الإلحاد وما يسمى موت الله، والتي نتجت “في بلاد كان يجب أن تكون بلادا مسيحية بالفعل، ولكن للأسف الشديد تركوا الله ونشروا الإلحاد واللامبالاة الدينية”.

وأشار إلى أن هؤلاء السياسيين “في مقدورهم أن يكونوا أقوياء بالعلم وبالسلاح والاختراعات، ولكننا نجدهم اليوم ضعفاء مثل غيرهم أمام هذا الوباء الذي يتفشى في العالم بشكل مريع”، مشددا على أن هذا “الوباء الذي عم المسكونة هو تحذير لأولئك الذين تناسوا الله، وخنقوا صوت الضمير، فاستعملوا قوتهم السياسية والعسكرية لتحقيق مآربهم ومصالحهم الأنانية”.

وتناول الوضع الراهن في لبنان حيث “نحتاج إلى العودة التائبة إلى الله في هذه الفترة التي نجتازها مع كلّ المواطنين، فنتضافر كي نغلب الشرّ بالخير، وآفة وباء الكورونا بالوعي والتضامن، والنزاهة والمحبّة. ويجب علينا أن نلتزم جميعنا بكلّ ما يوجّهه لنا المسؤولون من إرشادات كي نتلافى العدوى، وأن نشعر بتضامننا الأخوي والإنساني”.

ووجه النداء مناشدا “المسؤولين في وطننا كي يؤسسوا صندوقا تضامنيا في الوقت الذي نجد لبنان يعاني أزمة خانقة وكثيرون يجاهرون أن البلد يجتاز وضعا مخيفا من الناحية الاقتصادية والمالية”.

وقال: “ليت المسؤولين يسعون وينادون بتأسيس صندوق لهذا الغرض، يكون صندوقا تعاضديا للموجوعين والمحتاجين والذين يعانون أزمة البطالة وقد حرموا أعمالهم، بفتح باب التبرات أمام جميع المواطنين الأسخياء”، مذكرا “أولئك السياسيين الذين سرقوا الشعب مستغلين نقائص النظام الطائفي في لبنان، فسلبوا المال من الفقراء والموجوعين ومن الذين ليس لهم عمل ليعتاشوا منه، بأن لدى هؤلاء السياسيين فرصة للمساهمة في هذا الصندوق بأكثر ما يمكن من المال المسروق”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *