“قوة الشفاء في الفاكهة” (1)

Views: 831

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar ) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها “قوة الشفاء في الفاكهة (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، وفي ما يلي مقدمة هذا الكتاب القيّم، الذي سينشره الموقع على حلقات، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم:

 

د. أماني سعد ياسين

مع بداية الألفية الثالثة وما تمّ حتى الآن من ثورةٍ في الاكتشافات الطبية والدوائية لعلاج الكثير من الأمراض والعلل، لا يسعنا إلا أن نرى الازدياد الملحوظ في إقبال الناس يوماً بعد يوم، وفي أكثر الدول تطوّراً، على العودة إلى الطبيعة، والاستفادة من كل ما منّت علينا به من علاجات وأدوية متوفرة في كل ما حولنا من ماء وغذاء ونبات. قد تبدو هذه العلاجات للوهلة الأولى بسيطة ومتواضعة، إلا أن تجارب الإنسان على مرِّ العصور وحتى يومنا هذا أثبتت بما لا يقبل الشك الفوائد الغذائية والطبية الشافية لهذه الأغذية والنباتات. 

وتأتي الفاكهة في مقدمة هذه الأغذية الشافية والواقية في آن، فقد حثَّ الطب الحديث على تناول خمس حصص من الفاكهة يومياً وذلك للوقاية من أمراض القلب وتصلُّب الشرايين وضغط الدم المرتفع، وكذلك ارتفاع معدّل الدهون والكولسترول في الدم. 

لقد أثبتت الدراسات أن الاعتماد على نظام غذائي حاوٍ لكميات كافية من الفاكهة يحمي الإنسان من الإصابة بأمراض خطيرة أهمها السرطان، مرض العصر الذي حيَّر الأطباء وصُنَّاع الأدوية معاً، ولم يُكتشف له دواءٌ شاف حتى الآن. 

ولو لم يكن للفاكهة من قيمة إلا الوقاية من هذه الأمراض الخطيرة والمميتة لكفى!!.. كيف وقد استفاد العلماء من الفاكهة كدواءٍ شافٍ وفعّال لكثير من الأمراض والآفات التي استعصى على كثير من الأدوية الحديثة شفاؤها!! 

ولأجل هذا انتشرت المصحّات العلاجية التي تعتمد على التداوي بالفاكهة في عدد من الدول الأوروبية، وباتت لها شهرةٌ كبيرة في معالجة الأمراض المستعصية وبخاصة مرض السرطان ومضاعفاته. 

 

وهذا ليس مبالغاً فيه بتاتاً، فالعنب مثلاً يحتوي على مركّبين كيميائيين أثبتت الدراسات العديدة أن لهما القدرة والقوة على محاربة وتدمير الخلايا السرطانية، هذان المركّبان هما البروانثوسياندين (Grape Seed Proanthocyaniding) المستخرج من بذور العنب، والريسفيراترول الموجود في قشور العنب (Resveratrol). 

وهناك أيضاً البرتقال الذي يُستخرج من قشوره مادة الليمونين (Limonene) التي تبيَّن أن لها القدرة على القضاء على الخلايا السرطانية في الثدي لدى الحيوانات المخبرية. كما أظهرت الدراسات أن الليمونين خفّض من خطر الإصابة بسرطان الثدي بعد التعرّض لمواد كيميائية مسبِّبة للسرطان بنسبة 55-%. وهناك الكثير من المركّبات الأخرى المستخرجة من الفاكهة والتي لها القدرة على القضاء على الخلايا السرطانية ومنع انتشارها. 

كما أن هناك المئات من المركّبات الكيميائية الدوائية الفعّالة في معالجة الكثير من الأمراض موجودة في النباتات من حولنا ومنها الفواكه والخضار. 

في أيامنا هذه ومع التطوّر المذهل للطب وصناعة الأدوية، تمّ اكتشاف المواد الطبية الفعّالة في عدد من النباتات، فاستُخرج المورفين من نبتة الخشخاش، والأتروبين من نبتة البيلادونا (ست الحسن) (deadly nightshade)، والأسبيرين (الساليسين) من لِحاء (قشرة) شجرة الصفصاف، والديغوكسين (Digoxin)، الدواء الأهم في علاج أمراض القلب، من النبتة المسماة القمعية الأرجوانية (digitalis)… الخ. 

وكان للفاكهة النصيب الأكبر من اهتمام الأطباء وصنّاع الأدوية، بعد اكتشاف الفيتامينات وما أعقبه من آثار باهرة في علاج الكثير من الأمراض والوقاية منها، والأملاح المعدنية الرئيسية والألياف المفيدة للجسم، وهذه جميعها متوفرة في الفاكهة، إلا أن هذه العناصر الغذائية وحدها لا تجعل من الفاكهة دواءً شافياً بما في الكلمة من معنى!! ففي السنوات الأخيرة تمّ اكتشاف العديد من العناصر الكيميائية الميكروسكوبية الشافية، أي التي لها القدرة على الشفاء من العديد من الأمراض، وقد سمّاها العلماء العناصر النباتية الكيميائية (Phytochemicals)، ويُعتقد أن لهذه المواد قدرات عظيمة على الشفاء والوقاية من أخطر الأمراض. لقد قلب هذا الاكتشاف الطاولة على كل ما كنا نعرفه عن الغذاء وعن النباتات بشكل عام، ومنها الفاكهة، فالتفاحة، على سبيل المثال، توصف بأنها من أكثر الفواكه فائدةً للإنسان لما تحتويه من فيتامينات ومعادن وألياف، إلا أن اكتشاف مادة الكيرسيتين (quercetin) في التفاح أضاف إليها فائدة جديدة، فهذه المادة الكيميائية وحدها تمتاز بقوة خارقة على مكافحة خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد بيّنت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون مقدار ربع تفاحة في اليوم (إضافة إلى القليل من البصل والشاي وهذان أيضاً غنيّان بالكيرسيتين) انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف. 

 

وهكذا اكتشف العلماء الكثير من المواد الكيميائية الشافية الموجودة أصلاً في النباتات والفواكه، فالكيرسيتين والليكوبين والفلافونيدات والألفا كاروتين والبيتاكاروتين… وغيرها هي أمثلة على هذه الأدوية المذهلة والفعّالة!! 

امتلأت رفوف الصيدليات بالأدوية والمستحضرات المُستخرجة من الفواكه، وهي توصف في العلاج والوقاية من العديد من الأمراض. فعلى سبيل المثال، هناك الأدوية المستخرجة من الأناناس والتفاح وقشور الليمون والبرتقال وبذور العنب والسفرجل وقشور الرمّان… الخ. 

وهذه الأدوية متوفّرة حالياً في الصيدليات في أكثر الدول تطوّراً كأميركا وكندا وأغلب الدول الأوروبية، وهي تلقى إقبالاً لافتاً من الأطباء والمرضى على حدٍّ سواء!!.. 

ومن الجدير ذكره أن هذه الأدوية بدأت تغزو بلادنا العربية تحت اسم أكبر شركات الأدوية في العالم، وهي متوفرة في أغلب الصيدليات والمخازن الكبرى، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على ثقة غالبية الناس بهذه الأدوية والمستحضرات، وعزوفها عن الأدوية العادية التي إن أفادت عضواً أضرَّت أعضاء، فما من دواء إلا وله آثاره الجانبية على الكلى والكبد والمعدة والمفاصل والجلد… 

وهنا يجب التنبّه إلى أن الأقراص المركّبة من خلاصة هذه المواد، لا يمكن أن تحلّ محل الفاكهة الطبيعية، حتى ولو كانت الطبيعة مصدرها. 

إن الثمرة الكاملة لا يضاهيها أي دواء مصنّع في فائدتها وعدم سُمِّيتها، ففيها الفيتامينات والمعادن والألياف القابلة للذوبان وتلك التي لا تذوب، وكذلك المواد الكيميائية الشافية المسماة بالعناصر النباتية الكيميائية. 

 

في كتابي هذا تناولنا واحداً وعشرين وصفةً طبية كاملة كما هي موجودة في الطبيعة قد لا تنافسها أية وصفة دوائية في قوتها وقدرتها على محاربة الأمراض المختلفة وكما أحب أن أسمِّيها «الوصفة الخارقة» مذكِّرة دوماً بذاك المعمِّر الكبير بالسن البالغ 120 عاماً وهو في كامل قوته وصحته بين آلاف كبار السن الذين يتناولون يومياً ما بين عشرة إلى خمسة عشر حبة دواءٍ لعلاج الأمراض المختلفة التي يعانون منها، في حين أن كبير السن هذا يقف وقفة الشباب وما يميِّزه فعلاً عن غيره هو تناوله لمقادير كبيرة من هذه الأدوية الطبيعية التي يزرعها بنفسه في حديقته وعين الحسد تلاحقه «من أين لك هذه الصحة يا تُرى؟!». ما من إنسان لا يستطيع الإفادة من هذه الأغذية الخارقة ليتمتّع بصحة أفضل وشباب أطول وعمر مديد. أعود وأسمِّيها بالأغذية الخارقة لأن فيها مركّبات خارقة اكتُشِف بعضها وما زال هناك الكثير لم يُكتَشف بعد. 

بدأت بحثي هذا وأنا أعرف، كما العديد من الأطباء، الفوائد الكبيرة للفاكهة وغناها بالفيتامينات والمعادن وجميع العناصر الأساسية للإنسان، وحتى تلك العناصر الكيميائية المذهلة. أما ما وجدته فقد أذهلني، وهو سوف يُدهِش كل من يقرأ كتابي هذا، مع التأكيد أن هذا العلم ما زال في أوّله، وكل يوم تطالعنا أبحاث ودراسات جديدة كلها تؤكد على أهمية الفاكهة كغذاءٍ ودواءٍ! 

(يتبع)

 

 

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. مشكور على جهوك التى بذلتها من اجل تعرف القاراء باهمية الفيتامينات المتواجدة في الفواكه.
    اريد ان اشير هنا حتى ان مرض السرطان ممكن الشفاء منه بنظام غذائي معين. الطب البديل هو طريق مواز لمدرسة الطب التى نعرفها. انا لدي معرفة ولن مع الاسف متمكن منه بالغة المانية. وليست لدى بالتعبير اللغة العربية. التمنى عليك البحث بهذا المجال. ومشكوره مره اخرى.