كفن ملوّن

Views: 436

بسكال بلان النشار 

 

تطورت حال انعزالها الى وحدة قاتلة

ثم تقدم بها الحال الى أن اصبحت ملجأها

ملجأ من الخوف!

و يا خوفها أن تزيد في انطلاقها

لتغدو سبيل احتضارها

وكفنها في قبرها…

تحتضنها وحدتها وتمرجحها،

وفيها ما ينسيها

العالم بأسره لكن قلبها

يناضل باستمرار وعن الحب بحثها

حتى تخال نبضه في معظم الاحيان… خائن لعقلها!

 

ربما إرادة الحياة أقوى من يأسها

وتوقها للمشاعر يغلب خمول أحاسيسها

ربما الهرب من المجازفة وتعقيم أفكارها

بحيث تزيل احتمالات التعرض للألم،

أو ربما، تبريد الاستنتاجات

وتجميد المبادرات،

وتفضيل السكينة على الارتجال

وتفادي المفاجآت ما جعلها

بإرادة وطيب خاطر تلبس كفنها!

وغرابة كفنها أنه ملون يزوغ به نظرها

ويزيد من امكانية تحسسها الحياة، ووجعها

أنها بأحزانها والقليل من فرحها،

غنية بشتى أنواع الصدمات والكدمات

والطمأنينة فيها مهددة بشكل دائم

والعالم مبدع في خلق الاوهام

والامور المنتظرة والتأملات

تلقى النصيب وغالبا ما تغمر خيبتها!

أهو الخوف ما شل بها

رغبة التنفس و نخوتها

أم انه الرعب أو الجبن هما

ما قاداها إلى زاوية عزلتها؟

أم إنه البحث عن الهدوء ما أقنعها

فاحتمت في صومعة ذاتها

أم انها أدركت عدم قدرتها

على مجاراة الامور بكثرة متطلباتها

لدرجة استنفاد قدراتها وطاقتها

إن على التواصل

أو التناغم او الاعتراف بوجوديتها

 

حيرة أو حرية في الاختيار

تسعى لازالة حواجز الانطواء

والارجح استيقاظ فضولها

لتكتشف اذا ما كان العالم

قد تغير في غيابها

أم انه ما زال مثابرا كسابق عهده!

أيعقل أن يحرك ذلك فيها إرادتها؟

 

علقت كفنها في خزانتها

واعتذرت منه تحسبا لعلها

من جراء حتمية تعرضها

للمناكفات والخيبات

رجعت اليه ليضمد جراحتها!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *