عربة العمر، أرجوحة الزمن وفرّامة الأيام

Views: 94

النقيب جوزيف القصّيفي

هناك على حدود الايام الهاربة، نصبت أرجوحة الزمن، وكان القمر الساجي يرسل رذاذه الذهبي، جذلا، من خلف الهضبة الجرداء، فيغمر الغابة العذراء بالنور المبلل بطل المساءات المسترخية فوق أديم الأرض. وعلى إيقاعات صرير الجنادب، وعواء الذئاب الغبراء، ونقيق الضفادع، تعزف أنامل الفجاءة “سمفونية” الحياة المتدفقة كشلالات الرغبة إثر كبت قديم وافد من سحيق التاريخ.

ادفع عربة العمر امامي، اسرح شعره ، اقدم له السكاكر، امسح فمه بمنديل من ورق الورد. لكنه يغافلني ويجذبني إلى مدارات الصقيع. 

 

العمر  الشارد في ملاعب الاقدار، كمهر حرون  عصا على لجام الزمن، داسني بحوافره، والقاني في غبارة الحياة،  طائرا بلا جناحين، كأني لم “اكرج” عربته، ولم “امشط” له شعره، واطعمه السكر المعقود بيدي، كأني لم اغازله، واكتب له القصائد ، وارسم له القلوب والشفاه.

العمر يهدهدني، يرفسني، يعبث بي، و”يدفش” أرجوحتي بعنف، مغضبا القمر والشجر، وكل أعشاب الأرض وزهورها. أنه “فرامة الايام”. لا “تتسوس” اسنانه، ولا تصدئ سكينه، ولا تبرى شفار مقصلته.

 العمر طاحونة السنوات، سمانها وعجافها… وعندما تبدأ صوافنه بالصهيل، تنحني الرؤوس استعدادا ليوم الحصاد. سياف لا يرحم. دفتره كبير ، كبير ، يتسع لكل الأمكنة والأسماء. (Tramadol)  

 

قررت أن اتلف العمر بالفرح. إلا أخشى محركاته عندما تدور لتدهس وجودي، وتعيدني إلى بيت العدم مطيعا. 

سجل ايها الحوذي،  وانت على أهبة قيادة عربة العمر، أن الهازم والمهزوم، يشربان من كأس واحدة، ويتحدان في الاثير، اتحاد السحابة بالمطر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *