عمر الطبّاع ليس كاتبًا

Views: 837

جورج طرابلسي

منذ اللحظة الأولى التي كان لي شرف التعرّف على الدكتور عمر الطبّاع، عن طريق رئيسة “ديوان أهل القلم” الدكتورة سلوى الخليل الأمين، أدركتُ أنني لم أتعرّف على “كاتب”، بل على “مكتبة”… مكتبة مكتنزة بأندر درر المعارف والجواهر الفكرية والأدبية والعلمية العالمية.

وعلى مدى أكثر من عشرين عامًا من التعامل الثقافي معه، كان لي حظ التعرّف أيضًا على جانب آخر من شخصيته الاستثنائية، ألا وهو الجانب الإنساني، المتوّج بـ”فخامة التواضع”، وما إليه من عملقة في الرقي ورفعة في النبل وسمو في الأخلاق  والشهامة…

أذكر أنني كلما كنت أنشر له نصًا في “الصفحة الثقافية”، كان يبادر إلى الاتصال بي شاكرًا، وكان جوابي الدائم على شكره: “ليس على الشمس أن تشكر الذين تشرق عليهم، بل علينا نحن أن نشكر الله على نعمة إشراق هذه الشمس علينا”…

لقد أدرك عمر الطبّاع باكرًا أن الابتعاد عن الأرض يحرر الإنسان من العتمة، وأن “الكلمة” هو الله، وأن الله هو “نور العالم”، فحمل قلمه إليه، ليتّحد به، ويزداد ذكره، على مدى الأيام، سطوعًا… 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *