مات قدوتي!!!!

Views: 714

سليمان يوسف إبراهيم

صبيحة الفجيعة بوفاة معلمي القدوة  البروفسور جورج أنطونيوس طربيه

تنورين… قد هوى من رؤوسك الشماريخ اليوم قامة جبل!!!! هل وصلك الخبر أم زلزلت  رحاب مروجك قرع أجراس؟!!

عشت في رحاب صدري ووجداني ما يناهز اﻷربعين سنة، كنت لي فيها نقطة الضوء التي لا أخشى على دربي معك فيها من عتمة!!!

آه معلمي؛ هل سأقوى على متابعة مسيرة لا أتفيأ فيها ظلال رضاك عند كل محطة إنجاز أحققه مربتا على كتفي …شادا على معصمي …آخذا بيدي على دروب النجاحات مجد كلمة ؛ كنت تردد على مسامعي عند كل منعطف:”لن يبقى منا يا سليمان سوى فكرنا وما نحقق”…

 

من سيقول لي من بعدك ” تلميذي الحبيب”؟

من سيدعوني لرحلة نجاح دائم كنت تريدها لي على مدى عمر جابهنا به معا مصاعب دروب اﻷحلام نحققها؛ مصرين على فقء حصرمة في عين جهل زماننا ؟!!

آه كم هو قاس الرحيل يا معلمي!!! وأقسى ما في ضرباته الموجعات : أنه يسوط دقيق مسامنا واالوجدان على غير موعد بلا رحمة!!

قد قيل فيك الكثير؛ وسيقال في فكرك وحضورك على غياب اﻷكثر واﻷكثر…

لمن يا رجل؛ سأهرع حاملا نجاحاتي عند كل محطة نور؟؟ كنت ألقاك فيها لتلمذك مهللا مباركا؟

كم كنا نلاحق لعمر جمعنا، نقاط الضوء، قتلا لعتمة العقول!!

كم كنا نقيم اﻷفراح ونشارك بإحيائها جذلين، عند سوحة كل حبر على سطور عمر، كنا موقنين معا :أنه لن يبقي منا ولن يحفظ،إلا ما ستنطق به ألسنتنا وما ستدونه أقلامنا…

وكم شاهدنا وشهدنا على أكاليل كلمة : توجت رأسينا ورؤوس من كانوا يدعونا ﻷعراس الكلمة في دفاتر أيامهم؟!

هل من زارع بعدك يزرع في نفسي ما زرعت من سمات الرجولة والمحبة وفيض المعارف التي أقمناها معا على دروب اﻹنسان يفيء إليها عند مواسم القحط وأزمنة القيظ والجوع إلى مواقف كرامة كنت فيها السيد السيد مجتمعة؟!!

معلمي الحبيب؛ رحلت عنا فجاءة وفجيعة في زمن صقيع، سينخر صقيع غيابك ما تبقى لي من عمر أحياه من غيرك؛ ولن يدفىء أيامه سوى طيب ذكراك واستذكار منائر فكرك وضوء  هديك لي على درب، كتب علي متابعتها وحيدا!

   غادرتنا يا معلمي الحبيب؛ في زمن نخر وينخر فيه الصقيع إلى كرامة اﻹنسان في وطني التي كان هم تحصيلها يأكل حتى الفجع من أيامك ولياليك: عهدي لك أيها القدوة؛ أنني على سراط ما كنت تحلم به، من تحقيق للقيم، سائر الدرب من بعدك أنا… فعلني أستحق بعدها منك مناداتك لي “تلميذي الحبيب”.                          

              (عنايا؛ في 29 /1/ 2020)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *