فرصة للتأمل

Views: 444

المحامي روك فغالي

هذه الإقامة الجبرية.اعطتني فرصة للتأمل أكثر في هذه الحياة. فتذكرت نظريتي عن مفهوم لعبة الحياة التي اكتشفتها بعد طول تجربة ومواجهة. وكنت في بعض مراحلها من لاعبي الصفوف الأمامية. فاكتشفت لعبة الحياة وكنت دائما أردد ما اكتشفته امام الأصدقاء لاسيما في مناسبات التعزية حيث تكون امام استحقاق أساسي في هذه اللعبة .فكنت اقول :” إن هذه الحياة ما هي إلا لعبة .فعندما يولد الإنسان فأول ردة فعل عنده البكاء يستقبل الحياة بصرخة عليها وينهيها بصرخة الحياة عليه .وكأن هذا المولود الجديد قد عرف مصيره مسبقا لاسيما وهو لم يكن قد ابتعد كثيرا عن منطقة الهيولى حيث يرى فيها حقيقة الامور بشكل اوضح . ولأنه يعرف بان مصيره الموت المحتوم فيبدأ بالبكاء . ولكن ما سرعان ما يهدأ بعد أن يدخل في اللعبة البشرية التي سميت حياة .فيدخل إلى عالم لذة الغرائز ثم إلى لعبة التحضير للولادة والتكاثر فيورط غيره بهذه اللعبة كما ورطوه. فيدخل في لعبة الزواج والتحضير للزواج والاحتفالات والعلم والعمل .وإلى جانب هذه اللعبة الطبيعية لعبة النجاح والفشل والسلطة والمال والسيطرة والخيار بين عبدة الله وعبدة المال وغيرها . مما تجعله يلعب هذه اللعبة كأنه في سيرك للقمار مرة هو الرابح ومرات هو الخاسر .وقد تتحول هذه اللعبة في النهاية الى لعبة “الفليبر”، حيث يصبح كل هم اللاعب أن يعّلي” السكور ” score ولكن اذا لم يضبط توازنه وأفرط في الحماسة قد يُحرم من متابعة اللعب ” “فتُتَلِت ” ويقال ” تَلَتِت معه ” .ومن لعب الفليبر في حياته يعرف معنى هذه المفردات.

ولكن بمطلق حال اذا توقفت اللعبة ام لم تتوقف تَلَتِت ام لم تُتَلِت, هناك نهاية حتمية لهذه اللعبة .مهما تذاكيت فيها، وتشاطرت، ونجحت، وسرقت، ونهبت مال الغير، والمال العام ،.اكنت مصرفي ،ام صيرفي ،حاكم، ام محكوم ،اعلامي ،ام دجال ،ومهما نجحت في رفع “سكورك ” ،بالنهاية ستنتهي اللعبة ،وتُمَرٍك لك عبارة  ” Game over “

اي انتهت اللعبة .فيأتي باقي اللعيبة ليقدروا قيمة سكورك . اذا كان عاليا، اقاموا لك دفنا لائقا، واعطوك صلاة اضافية ، وحملوك على الراحات، وقالوا فيك الشعر، والكلمات الادبية، وغيرها من مظاهر التكريم .اما اذا كان سكورك واطي فلن تجد من يحملك سوى عمال البلدية، ومن هم ملزمون لتقبل التعزية بحكم القرابة …

اما اليوم فأكثر ما يصدمك هو انك ترى لعبة الحياة قد توقفت فجأة من دون سابق إنذار. وقبل أن يُعلن أن الوقت قد انتهى .فتشعر وكأنك أصبحت في الوقت الضائع . وتحولت لعبة السكور إلى عدد حاملي البطاقات الصفراء، وعدد حاملي البطاقات الحمراء . وتوقفت لعبة الحياة بكل تفاصيلها. فتوقفت لعبة المال ولعبة السلطة ، والاحتفالات، والواجبات، والمحاسبة. وأصبح السارق مهما على سكور سرقاته، ينتظر البطاقة الصفراء ولا يعرف اذا ستتبعها البطاقة الحمراء .فتصبح الأوراق النقدية أوراقا ملونة ليس الا .والقصور صف أحجار. والسيارات تنك مع دواليب. والسلطة مهما علت وتجبرت لن تمنع عنك البطاقة الصفراء التي ستدخلك إلى حجر زجاجي والى تنفس اصطناعي، ولا تعرف متى تسمع صفارة الحكم ويعطيك البطاقة الحمراء ،ويقول لك Game over انتهت اللعبة .ومهما كان سكورك في الحياة لن تجد أحد يحملك الى التربة. كيف سكت كل شيء فجأة؟ .ابفيروس صغير تقفل الكرة الأرضية أبوابها؟ ويتوقف اللاعبون عن اللعب .والجميع ينتظر حمامة نوح ..

بالنهاية لا يبقى مرتاح الضمير الا من لعب هذه اللعبة ضمن الأصول. لا اوت out ولا فَول faol . مهما كان رقم “سكوره”هو الرابح الوحيد .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *