جمِيلَةٌ أَنْتِ حَبيبَتي
نجيب محبوب
(المغرب)
جَمِيلَةٌ أَنْتِ حَبيبَتيِ،
كَالْحُلْمِ فِي عُيُونِ السُّعَدَاءِ.
كَالُذَّهَبِ فِي عُيُونِ الشُّعرَاءِ.
جَمِيلَةٌ أَنْتِ،
كَالْصُّبْحِ فِي مَرَايَا الْأَحْدَاقِ.
كَالْثُّرَيَّا فِي كَبِدِ السَّمَاءِ.
جَمِيلَةٌ أَنْتِ،
كَالْشَّفَقِ
عَلَى شِفَاهِ الْآفَاق.
كَالْعَبَقِ
وَ هُوَ يَحُفُّ اُلْغَيْدَاء.
جَمِيلَةٌ أَنْتِ،
كَالْحَوَرِ فِي أَعْيُنِ الظِّبَاءِ.
كَالْكُحْلِ يَرْتَسِمُ عَلَى لَحْظِ الْبَهَاءِ.
جَمِيلَةٌ أَنْتِ.
فَأَعِيرِينِي وَجْهَكِ،
إِنـِّي أُحِبُّ السِّحْرَ فِي وَجْهِ الْمَلَاكِ.
لَا تَقْتُلِينِي،
بَحْرُكِ أَمْوَاجٌ،
وَأَنَا وَحْدِي بِدُونِ أَفْلَاَكٍ.
مَلَّاحٌ فِي بَحْرِ عُيُونِكِ، تَائِهٌ.
الْمَوْجُ عَاتٍ، وَ البَحْرُ قَرَار..
حَبيبَتي،
مَا عَادَ الْقَلْبُ حِمْلا لِلْاِحْتِرَاقِ،
وَ لَا الْعَيْنُ فَيْضًا لِرَجْعِ الآهات.
فَالسَّهْمُ، سَهْمُكِ حَبيبَتي
اِخْتَرَقَ الْحُجُبَ
فَسَالَتْ مِنْ رَشْحِهِ الْعَبَرَاتْ.
وَ أَنَّتْ مِنْ وَجَعِهِ جَائِش الْجِرَاحَاتْ.
فَعِدِينِي يَا قَاتِلَتِي
بِالْوِصَالِ.
ولا تَشِحِي بِجُفُونِك عَنِّي .
لَعَّلَ خَزْرَةً مِنْكِ لِنَارِ جَوَانِحي
مُزْنٌ سَخِيّةُ الدَّمْعِ وَ السَّجَم.
واعْلَمِي يا مُعَذّبَتِي،
فَإنَّ البَيْنَ وَإِنْ يَكُ زَنَد الصَّبَابَة ِ
ومَلْذُوذ الوُجْد.
فَإنَّ لِي قَلْباً آل ألَّا يَدُقّ نَبْضُهُ
حَتَّى يَغْتَسِلَ بِطِيبِ سَنَا
طَلْقِ مُحَيّاكِ .
وَ أَقِلّي اللَّوْمَ حَبيبَتِي،
حَتَّى أَبَرَأَ مِنْ جُرْحِ السُّؤَالِ.
وَ شَجَنِ الْوَجْدِ وَ الْمُوَّال
وَ إِلَّا فَدَمِي وَ دُموعِي لَكِ
مِنَ التُّرَابِ إِلَى التُّرَابِ.
شَهِيدَا شَهِيدا فِي مِحْرَابِ حُبِّكِ الْجَائِرِ.