يومَ ولادَتِكَ

Views: 686

د. جان توما

خمسةٌ وستونَ نشيدًا، وما زالت النّصوصُ تنمو أمامَكَ، وكحبّاتِ حنطةٍ تُزْهِرُ.

تَتُوهُ مع صبيانِ الحيِّ،

 تلملمُ أرغفةَ خُبزِ الذكرياتْ.

تُسَابقُ اليمامَ على جَمْعِهَا لتَرْصُفَها في خزانةِ البال.

تأخذُكَ الّلغةُ إلى شطآنِ المحابر،

فلا مَوْجُهَا يتعَبُ من لَمْسِ قدميكْ،

 ولا رذاذُها يمتنعُ عن تقبيلِ وجنتيكْ.

خُذْ مِلْحَهَا وَضَعْهُ على الكلماتِ قبلَ أن تأخذَكَ الشّمسُ إلى فَتيلها لتحترقَ كالفراشةِ في سِحْرِ لهبِها، وجمالاتِ نورِها.

عايَنَتْ عَيناك آلافَ الوجوه، وحَفَرَتْ ملامِحَها في بؤبئهما، فصارَتْ شرايينُكَ ممراتِ عبورٍ لمناجمِ الخاطرِ وألبوماتِ الصورِ النادرة.

تغرقُ في وجدانياتِكَ، فلا الليالي تكفيك، ولا النهاراتُ تعي مضامينَكَ، وأنتَ، كما أنتَ، وحيُ القصيدةِ المكتوبةِ بعطرِ اليقينِ، والأبياتِ المتناثرةِ كشُّهُبِ فضاءِ الدوواين.

خمس وستونَ قارورةً ، كأنَّها أمسُ الذي عبر. كأنّها العطرُ الذي تَفَلَّتَ من بينِ أنامل ِحسناءَ، ظنًّا منه أنّه تحرّرَ، وما تحرّر.

خمس وستونَ أغنيةً، وفيروز والرحابنة وأم كلثوم وكبار مرّوا في هذه المفارقِ العتيقةِ، فجدّدوا كالنسر شبابَكَ كي تشعرَ بنبضِ الحياةِ التي هي اكتشافٌ لتجلياتٍ تحيطُ بكَ وما كنت تراها لأنَّ صمتَكَ كان ضجيجًا ، ولما صرتَ هدأةً وسكونًا لقيتَ أنَّ:

” هذه الدنيا كتابٌ أنتَ فيه الفِكَرُ، وليالٍ أنتَ فيها العُمُرُ،

وعيونٌ أنتَ فيها البَصَرُ”،

وسماءٌ ……هي فيه القَمَرُ.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *