كنيسة النبي الياس في الميناء

Views: 636

د. جان توما

هذه كنيسة رفعها صيادو الإسفنج في مدينة الميناء البحرية بطرابلس، بعدما واجهتهم  أنواء كادت تقضي على كثيرين منهم، من مختلف الطوائف، فقرروا أن يعيدوا بناء كنيسة في مزار مخصوص، تقع في داخله أنقاض كنيسة متهدّمة على اسم النبي إلياس على مرمى فقش الموج تمامًا.

طلبت السلطة الكنسيّة الأرثوذكسيّة من الباب العالي الإذن بذلك عام ١٨٧٥م.، وقامت الكنيسة عامرة عام ١٨٦١م. بجهود صيادي الإسفنج، يوم كانت تجارته مزدهرة، ولتجاره نزل خاص اسمه” خان الإسفنج”، وهو ما يعرف حاليا بأرض” يزبك”.

تمّ بناء جدران الكنيسة الخارجيّة بشكل يسمح للصيادين القادمين بمراكبهم من البحر اتخاذها كبوصلة للاستدلال على الممر الآمن كي لا يصطدموا بصخور الشاطىء، بعد أن يدوروا حول صخرة يدعونها شعبيًّا ” الأليفيت” وهي تحريف شعبي لكلمة إنكليزية “Eleven feet ” لتشير إلى أن العمق هنا ١٠ أقدام ، والعبور من وراء الصخرة سالك وآمن.

هذه الكنيسة البحريّة تبقى ملتقى العابرين إلى البحر، وبات النبي إلياس شفيع الصيادين في الفضاء البحري، بعدما أشار فؤاد أفرام البستاني إلى أنّ النبي إلياس هو شفيع روّاد الفضاء، فهو أوّل من ظهرت له “مركبة من نار و خيل من نار (…) فصعد ايليا في العاصفة إلى السماء”.( سفر الملوك٢: ٢-١١).

ستبقى إيقونات الكنيسة التي تعود إلى عام ١٨٢٠م.، وقد نقلت من كاتدرائية المدينة – المبنية عام ١٧٣٥م.- إليها بعد انتهاء بنائها، شاهدة على صيادين مؤمنين، من مختلف الملامح التي لوّحتها الشمس  في مدينة بحريّة تتثاءب فجر كلّ يوم لتغفو بعد عودة أبنائها من الصيد.

لقد جاءت شهادتهم ومحبتهم وبقيت حقّة، مالحة وعذبة بآن.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *