“قوة الشفاء في الفاكهة” (9)…التمر… مهدِّئ للأعصاب، مقوٍّ للقلب، ومخفِّض لضغط الدم

Views: 844

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها  “قوة الشفاء في الفاكهة” (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة التاسعة.

 

 

د. أماني سعد ياسين

 إن التمر Date منجمٌ غنيٌّ بالمعادن والفيتامينات والسكريات، وهذا ما يجعل منه غذاءً كاملاً ودواءً ممتازاً بكل ما للكلمة من معنى. ولسنا نبالغ إذا قلنا إن التمر كان غذاء المحاربين الغزاة والأبطال. فالتمر مصدر غنيّ بالطاقة بل هو من أغنى المصادر على الإطلاق، إذ إن تناول بضع تمرات (أي ما يعادل مئة غرام/100غ) يؤمِّن للجسم ثلاثمائة كالوري تقريباً (بالتحديد 316 كالوري).

وللتمر أسماء عديدة بحسب مراحل نضجه، فهو يُسمَّى بلحاً ما دام أخضر فجًّا، ويسمّى رُطباً عندما يصبح ناضجاً طرياً، وتمراً حين يُصبح جافاً.

 

المركّبات الدوائية الفعّالة

B–complex vitamins    Vitamin A

Potassium        Phosphorus

Magnesium      Zinc

Tryptophan       Fiber

 

مكوناته

يحتوي التمر على 20¬% ماء، 73¬% سكريات (كاربوهيدرات)، 2,2¬% بروتين، 0,6-% مواد دهنية و2,4¬% ألياف.

وهو غني بالفيتامينات والمعادن بل هو من أغنى الفواكه على الإطلاق. يحتوي التمر على الفيتامين A بنسبة تعادل نسبته في أغنى مصادره كزيت السمك والزبدة. ويلعب الفيتامين A دوراً حيوياً في جسم الإنسان، فهو يحفظ رطوبة العين وبريقها، ويمنع جفافها، ويجعل النظر نافذاً ثاقباً في الليل فضلاً عن النهار. وليس غريباً أن أهل البادية يشتهرون بالنظر الثاقب والحاد على عكس أهل المدن الذين قلّما يتناولون التمر في غذائهم. ولقد أثبت الطب الحديث بما لا يقبل الشك أن نقص الفيتامين A هو السبب الأول لإصابة الأطفال بالعمى الليلي (Night blindness) كما أن للفيتامين A دوراً هاماً في زيادة النمو لدى الأطفال لذلك يسمِّيه الأطباء «عامل النمو» أو «فيتامين النمو».

ويُعتبر التمر من أهم الفواكه وأكثرها فائدة للأطفال في طور النمو، فهو يساعد على زيادة وزنهم وطولهم من دون أن يؤدي إلى الإصابة بالسمنة، وذلك بسبب فقره بالمواد الدهنية على عكس الزبدة مثلاً التي هي أيضاً من أغنى مصادر الفيتامين A.

وللفيتامين A دور أساسي في وظائف الجسم عموماً كتمايز الخلايا الجلدية، والنمو، والتناسل، ونمو العظام وتوليد خلايا الدم ونمو الدماغ. كما يقوِّي مناعة الجسم في وجه الأمراض الجرثومية والفيروسية المعدية. وله دور مهم في الحماية من الإصابة بالسرطان، فهو يمنع تكاثر الخلايا السرطانية وخاصة الجلدية منها. كما أظهرت الدراسات أن للفيتامين A دوراً فعّالاً في علاج أنواع مختلفة من الأمراض السرطانية كاللوكيميا الحادة وبعض أنواع السرطانات الجلدية، إلا أن هذه العلاجات تتم بمقادير دوائية عالية من الفيتامين A وتحت إشراف الطبيب المختص.

وهكذا، فإن غنى التمر بالفيتامين A يضعه في مقدمة الأغذية الواقية من السرطان، وقد لوحظ أن سكان البادية وأغلبهم من الفقراء الذين قد يقتصر غذاؤهم على التمر وحده، لا يعرفون مرض السرطان إذ يندر إصابتهم بهذا المرض العضال.

يحتوي التمر على مقادير عالية من مجموعة الفيتامينات B وأهمها التيامين أو الفيتامين B1 والفيتامينات B6, B5, B3, B2. وتقوِّي هذه الفيتامينات الأعصاب وتليِّن الأوعية الدموية، وهي توصف بكثرة في علاج الأمراض العصبية والنفسية وخصوصاً التيامين (B1) الذي يلعب دوراً مهماً في تقوية الإدراك والذاكرة وتحسين المزاج في كثير من الحالات العصبية، فيصبح المريض هادئاً، صافي الذهن، حادّ الإدراك ومُفعماً بالطاقة والحيوية.

كما يلعب دوراً مهماً في علاج الإصابات العصبية كالشلل والديسك وضعف الأعصاب عموماً، فهو يدخل أيضاً في تركيب غشاء الخلايا العصبية ويُسهِّل عملية انتقال الرسائل من وإلى الدماغ.

وهو يقوِّي الجسم ويُحفِّز أداءه الرياضي العضلي ويزيل آثار التعب والإرهاق.

كما يُعتبر التمر من أغنى المصادر بالفيتامين B3 الذي له ما له من آثار إيجابية في إزالة آثار التعب والإرهاق، وتقوية الذاكرة والإدراك وهو يوصف خصيصاً لمعالجة حالات القلق واضطرابات النوم (قلة النوم).

أما الفيتامين B5 والذي يُسمَّى أيضاً بانتوتنيك أسيد أو بانتوتينات (pantothenate)، فهو أيضاً له الدور البارز في حفظ سلامة الجهاز العصبي ككل. إنما ما يميِّز هذا الفيتامين هو دوره الأهم في محاربة الضغط النفسي (stress)، حيث يُدعى أيضاً «فيتامين الضغط النفسي».

وقد بيّنت الدراسات أن عملية التقدم في السن وبالهرم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقدرة على مكافحة الضغط النفسي وأن نسبة الفيتامين B5 تقلّ تدريجياً مع التقدم في العمر.

من هنا يجب التأكد من تناول المصادر الغنية بهذا الفيتامين وأهمها التمر لمكافحة الضغط النفسي (stress) وعوارضه غير المرغوب فيها على الصحة العامة وخصوصاً مع التقدم في السن.

إضافة إلى غناه بالفيتامينات، يحتوي التمر أيضاً على ثروة من الأملاح المعدنية الأساسية، وأهمها الفوسفور (60 ملغ/100غ)، في حين لا تزيد كمية الفوسفور في أية فاكهة أخرى عن العشرين مليغراماً في كل 100غ.

ويدخل الفوسفور في تركيب العظام والأسنان حتى أن 85-% من الفوسفور الموجود في جسم الإنسان يتمركز في العظام. كما يوجد الفوسفور في تركيب غشاء الخلية على شكل دهون فوسفورية (phospholipid)، وهو موجود أيضاً في تركيب الحامض النووي والنيوكليوتيد (Nucleotide) حتى قيل إن الحياة تُبنى حول الفوسفور.

وليس غريباً هذا القول إذا ما عرفنا أن جسم الإنسان يحتوي تقريباً على 700 غرام من الفوسفور، وأنه أي الفوسفور يُشكِّل 2–4-% من وزن الخلية الجافة، وهو يدخل في تركيب أهم الأجزاء الحياتية في الخلية، نقصد بذلك الحامض النووي (Nucleic acid) والنيوكليوتيد (Nucleotide)، وهذه الأخيرة هي الأجزاء المسؤولة عن حمل ونقل الجينات الوراثية الحاملة للخصائص الموروثة لكل كائن حي، والتي لها الكلمة الأولى في جميع العمليات الحيوية للخلية، كتوليد البروتينات وانقسامها وتكاثرها…

وقد أثبتت أغلب الدراسات أن إضافة الفوسفور إلى غذاء الرياضيين قبل أيام عدة من المسابقات، حسّن من أدائهم بشكل ملحوظ، ورفع من قدرتهم على تحمُّل الجهد، حتى بين أولئك الذين كانوا يتناولون غذاء قليل السعرات الحرارية.

وللتمر – كما سائر الأغذية الغنية بالفوسفور – أفضلية على جميع الأدوية المصنّعة، إذ إن أقراص الفوسفور يجب أخذها بموجب وصفة طبية للذين يعانون من نقص الفوسفور ويُحظر تناولها لأكثر من 4–6 أيام للرياضيين لما قد تتسبّب به من عوارض وخيمة أهمها نقص الكالسيوم وما يترتب عليه من آثار، هذا إضافة إلى آثارها الجانبية الأخرى وأكثرها شيوعاً الإسهال.

في حين أن التمر غذاء طبيعي غني بالفوسفور والكالسيوم والحديد بنسب متوازنة، من هنا فإن تناول بضع تمرات أفضل من شراب زجاجة كاملة من الحديد، أو حقنة وريدية من الكالسيوم، أو حتى علبة كاملة من أقراص الفوسفور، لأن هذه العناصر موجودة في التمر بصورة طبيعية يتقبلها الجسم ويمتصّها بسرعة فائقة، وأفضل دليل على ذلك اصطباغ براز مَن يتناول مكملات الحديد بالسواد وإصابة مَن يأخذ عقاقير الكالسيوم بالإمساك الشديد!!

ومن أهم ما يحتوي عليه التمر المغنيزيوم وهذا ما يضعه في مقدمة الأغذية المفيدة، فقد بيّنت الدراسات أن نقص المغنيزيوم في الغذاء قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض عديدة وخطيرة من أهمها ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والشرايين، والسكتات الدماغية (Stroke).

ويوصف المغنيزيوم للنساء الحوامل اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم، وذلك للوقاية من إصابتهن بالتشنجات الناتجة في مثل هذه الحالات.

كذلك فإن إعطاء الحوامل المغنيزيوم لمدة قبل الولادة يقي من إصابة الأطفال المولودين قبل أوانهم بالتخلف العقلي (MR) والشلل الدماغي، إذ قد يضطر الطبيب في هذه الحالات إلى توليد الأم قبل أوان الولادة للوقاية من إصابتها بهذه التشنجات الخطيرة. وكفى بهذا سبباً لحضّ المرأة الحامل على تناول التمر طيلة مدة الحمل والإكثار من تناوله قبل أوان الولادة!

إضافة إلى فوائد المغنيزيوم للحامل، بيّنت الدراسات العديدة أن المغنيزيوم ضروري للنساء اللاتي بلغن سن الإياس فهو يقي من إصابتهن بمرض ترقّق العظام (Osteoporosis) مع ما يتبعه من مضاعفات خطيرة كالكسور المتعددة في العمود الفقري والحوض وانحناء الظهر والآلام الشديدة المترافقة معه.

فقد تبيّن أن الكتلة العظمية زادت بشكل ملحوظ لدى السيدات اللاتي أضيف المغنيزيوم إلى غذائهن لمدة سنتين. كما أن للمغنيزيوم فوائد محتملة في الوقاية من نوبات الصداع، الربو، حصى الكلى وآلام وأعراض الحيض لدى السيدات.

ولو لم يكن من فائدة للتمر سوى غناه بالمغنيزيوم لكفى!!

 

التمر مليِّن طبيعي

التمر مليِّن ممتاز وطبيعي بسبب غناه بألياف السليلوز التي تساعد الأمعاء في حركاتها. يكفي لذلك تناول بضع حبات يومياً، وخصوصاً على الريق، وهو أفضل بكثير من الأدوية المليّنة والمهيّجة للغشاء المخاطي للأمعاء. فهذا الغشاء يقف سدًّا منيعاً ما بين الدم والفضلات السامة، مانعاً جذبها إلى داخل مجرى الدم مع ما يلي ذلك من آثار جانبية سيئة على الجسم والنفس.

 

التمر غذاء ودواء للمرأة الحامل

التمر دواء مقوٍّ للمرأة الحامل طيلة فترة الحمل وحتى ما بعد الولادة وهو أفضل من جرعات الحديد والكالسيوم الإضافية لأنه يخلو من العوارض الجانبية لهذه الأدوية. ويكفي تناول بضع حبات تمر مع كوب من الحليب أو عصير البرتقال الغني بحامض الفوليك الضروري أيضاً في فترة الحمل، صباحاً ومساء. وهذا يفيد أولاً المرأة الحامل فيقي من إصابتها بفقر الدم وترقُّق العظام نتيجة نقص الحديد والكالسيوم الضروريين في هذه المرحلة، وثانياً هو يحمي من إصابة الجنين بالتشوُّهات الخُلُقية، فقد أظهرت الدراسات بما لا يقبل الشك أن نقص بعض الفيتامينات قد يؤدي إلى ظهور تشوّهات خُلقُية في الجنين كالشفة الأرنبية (المشقوقة من أسفل الأنف إلى الطرف)، وعدم اكتمال الجهاز العصبي والأطراف و… الخ.

هذا إضافة إلى غنى التمر بالمغنيزيوم الذي يوصف بشكل روتيني للنساء الحوامل اللاتي يعانين من ارتفاع في ضغط الدم في أثناء فترة الحمل، وذلك للوقاية من إصابتهن بالتشنجات وكثير من المشاكل الأخرى التي قد تُصيب الأم والطفل على حدٍّ سواء.

فالمغنيزيوم قبل الولادة في مثل هذه الحالات له دور كبير في الوقاية من ولادة أطفال ذوي عاهات مستديمة كالتخلف العقلي (MR) والشلل الدماغي (cerebral palsy) إذ إن أغلب هؤلاء الأطفال يولدون قبل أوانهم. كما أنه يُستعمل لتأخير الولادة قدر الإمكان وذلك لتأمين اكتمال نمو الجنين.

 

التمر مقوٍّ للأطفال في طور النمو

التمر مقوٍّ للأطفال في فترة النمو بل هو أهم من جميع الأدوية المقوّية التي قد توصف بكثرة في هذه المرحلة العمرية فهو أفضلها جميعاً!!

ويحتوي التمر على الفيتامينات (A, B, B2, B3, B5, B6) وعلى الأملاح الضرورية كالكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والحديد وجميع العناصر الأخرى اللازمة من أجل نمو وتكامل الطفل بشكل سليم.

وتستطيع الأم البدء بإعطاء المولود معجون التمر منذ الشهر الرابع بكميات قليلة تزيدها تدريجياً، فهو يساعد على زيادة وزن الطفل ويُسرِّع نموّه العقلي والجسدي ويقوِّي أعصابه السمعية والبصرية و… الخ.

ويُعتبر التمر مع الحليب من أفضل الأدوية التي قد تُعطى للطفل في هذه المرحلة الحساسة.

 

التمر مهدِّئ الأعصاب الفعّال

يحتوي التمر على نسبة مرتفعة من الفيتامينات B (التيامين B1، B3، B5 وB6)، وهذه جميعها تقوِّي الأعصاب وتليِّن الأوعية الدموية، وهي توصف بكثرة من قبل الأطباء النفسانيين والأطباء كافة لعلاج الكثير من الأمراض النفسية والعصبية التي قد لا يُعرف لها مسبِّب.

فنقص هذه الفيتامينات في الجسم كثيراً ما يؤدي إلى قلّة النوم أو عدم القدرة على النوم والتعب والإرهاق وسرعة الانفعال، واختلال في الإدراك والذاكرة وأحياناً قد يتسبّب بحالات من القلق والاضطراب والاكتئاب، وكثيراً ما تزول هذه العوارض ما أن يُعطى المريض مجموعة الفيتامينات هذه فتحسّن حاله ومزاجه فيصبح هادئاً، صافي الذهن، حادّ الإدراك وتزول حالة القلق والاضطراب فينام بسهولة أكبر، ويصبح مفعماً بالنشاط والحيوية.

من هنا يُنصح بإعطاء كل طفل ثائر عصبي المزاج – وهذا ينطبق على الكبار أيضاً – بضع حبات من التمر مع كوب الحليب في صباح كل يوم، فلها فعل السِّحر في الحدِّ من قلقه واضطرابه!!

 

التمر مضاد للاكتئاب!!

من أهم ما يحتوي عليه التمر حمض أميني يدعى التريبتوفان الذي يتحوّل إلى الناقل العصبي المعروف بالسيروتونين (Serotonin) الذي اشتهر بأنه مضاد للاكتئاب والقلق، وأنه يعزِّز الشعور بالسعادة والراحة النفسية، ولطالما رُبطت المستويات المنخفضة من السيروتونين بالقلق والاكتئاب. وهذه العقاقير تعمل على إبقاء السيروتونين متوفراً وفي أعلى مستوياته في الدماغ ما يعطي شعوراً بالراحة النفسية والسعادة.

والتمر هو من أغنى الأغذية بالتريبتوفان، وهو يحتوي أيضاً على السكريات (الكاربوهيدرات) التي تسمح بامتصاص التريبتوفان بسرعة أكبر. كما يحتوي التمر على الفيتامين B6 الذي يشترك أيضاً في تركيب السيروتونين. وليس صدفةً أننا عندما نشعر بالاكتئاب، نشعر برغبة ملحّة لتناول المأكولات الغنية بالسكر كالشوكولا والسكاكر عموماً وهذا ما يشكو منه غالبية الناس.

كما يحتوي أيضاً على الفيتامين B3 الذي يتوفر في التمر بنسبة عالية (3,3 ملغ في كمية صغيرة منه توازي 6 حبات تمر) في حين يحتاج الجسم إلى 15 ملغ منه في اليوم وهذه تُعتبر نسبة مرتفعة جداً.

ويحتوي التمر على نسبة مرتفعة أيضاً من الفيتامين B5 0,8) ملغ/6 حبات تمر تقريباً)، وهي نسبة عالية إذا ما لاحظنا أن حاجة الجسم من هذا الفيتامين هي 5 ملغ يومياً. كما يحتوي التمر على نسب مرتفعة من الزنك وهناك ترابط دقيق بين مستويات الزنك والاكتئاب وخاصة اكتئاب ما بعد الولادة حيث ينتقل مخزون الزنك من الأم إلى الجنين قبل الولادة بيوم أو يومين!

ويمكن أن يساعد تعويض الزنك الذي تخسره الأم في هذه المرحلة في التغلب على الاكتئاب الشائع جداً ما بعد الولادة.

 

التمر منشِّط ومقوٍّ عام

يُعتبر التمر من أفضل الأدوية المنشِّطة التي تُحسِّن الأداء العضلي والجسدي وترفع القدرة على التحمُّل إلى أقصى حدٍّ ممكن، وذلك لما يحويه من عناصر مهمة كالفوسفور ومجموعة الفيتامينات B–complex والسكريات، وهذه جميعها توصف كمقوِّيات فكيف إذا اجتمعت في دواء واحد!

أشار بعض الدراسات إلى أن نقص الفوسفور قد يؤدي إلى إصابة الرياضي بتقلصات عضلية. ويحتوي التمر على 60 ملغ من الفوسفور في حدود 6 حبات تمر في حين يحتاج الإنسان إلى 700 ملغ يومياً منه، ومن أفضل ما يوصف للرياضي هو تناول كوب من الحليب (ما يقارب 200 ملغ من الفوسفور) مع بضع تمرات (60 ملغ من الفوسفور في 6 حبات تمر تقريباً) قبل أدائه الرياضي ولهذا مفعول مدهش وهو أفضل من الأقراص بكثير!!

ومن هنا ننصح بتناول التمر للرياضيين والعمال والأطفال في طور النمو والنساء الحوامل والمرضعات والكبار في السن ولكل مَن يحتاج إلى تقوية أدائه الجسدي فإن له تأثيراً لا يضاهى في هذا المجال.

 

التمر مقوٍّ للمرأة النفساء

وذلك لأسباب عدة منها أنه:

–غني بالفيتامينات والأملاح الأساسية كالحديد والكالسيوم.

–يساعد على انقباض الرحم ويمنع النزف بعد الولادة.

–مهدِّئ للأعصاب.

–مُنشِّط ومقوٍّ عام.

–مليِّن طبيعي ممتاز، ومن المعروف أن أكثر النساء يحتجن إلى أدوية مليِّنة بعد الولادة بسبب وجود القُطَب وميل الجسد إلى الإمساك.

وهذا هو تماماً ما تحتاجه المرأة النفساء وهو أفضل من كثير من العقاقير في هذا المجال.

التمر مقوٍّ ومنشِّط للذاكرة

التمر مفيد بشكل خاص للطلاب والباحثين والعلماء بسبب غناه بالمغنيزيوم والفوسفور ومجموعة الفيتامين B.

ولقد تبيّن بما لا يقبل الشك أن لهذه العناصر دوراً رئيسياً في تنشيط الذاكرة وتقوية الإدراك وتحفيز عمل الدماغ والأعصاب ومحاربة التعب والإرهاق. وهنا لا بد أن نشير إلى غنى التمر خاصة بمجموعة الفيتامين B التي هي جميعها ضرورية للحفاظ على الذاكرة وتقويتها، ومن أهم العلامات التي تدلّ على النقص الحاد في هذه الفيتامينات قصور الذاكرة وضعف التركيز وصعوبة التعلّم والنسيان بشكل عام.

ومن أهم ما يحتويه التمر الفيتامين B3 الذي يشارك في تشكيل الناقل العصبي المعروف بالدوبامين (dopamine) مضافاً إلى الحديد الموجود في التمر أيضاً بنسبة جيدة، ويشارك الدوبامين خاصةً في تنشيط الذاكرة وحفظها.

 

التمر مقوٍّ للقلب مخفِّض لضغط الدم

يحتوي التمر على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم (700 ملغ في الحصة الواحدة)، والبوتاسيوم هو بحق الحامي الأول للقلب والشرايين، فهو يعمل على خفض مستوى الضغط الشرياني كما يخفِّض نسبة الكولسترول الضار (LDL) ويرفع من نسبة الكولسترول النافع (HDL). ودائماً ما ينصح الأطباء بالإكثار من تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم لهذه الفوائد التي ذكرنا، والتمر هو من أغنى الأغذية بالبوتاسيوم وجميع الأملاح الأخرى المفيدة للجسم كالمغنيزيوم الذي له دور مهم أيضاً في حماية القلب، فهو يحافظ على انتظام ضربات القلب. ويوصف المغنيزيوم كعلاج في حالات عدم انتظام ضربات القلب (Arrhythmea) وله نتائج مذهلة في هذه الخصوص.

كما يوصف المغنيزيوم لمن أُصيب بذبحة صدرية حادة من ضمن علاج متكامل لحماية القلب وتقويته.

لهذا ولأجل كل ما سبق ذكره، يُنصح بتناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والمغنيزيوم، ولعل أهمها التمر، لحماية القلب وتقويته وخاصة لكبار السن فضلاً عن الشباب.

 

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

  • هريس التمر غذاء مثالي للأطفال

إن التمر هو غذاء مثالي للأطفال في طور النمو بسبب غناه بجميع العناصر الضرورية في هذه المرحلة العمرية الحساسة. من هنا يُنصح بإعطائه للطفل مع بدء التغذية بالأغذية الجامدة أي عند بلوغ الطفل الشهر الرابع من العمر، على أنه مقوٍّ مغذٍّ كما أنه محفّز ممتاز للنمو، ومن أسهل الطرق لإعطائه للطفل وضع هريس التمر من دون القشر طبعاً على الإصبع وتدليل لثة الرضيع الحساسة به.

  • إضافة التمر إلى أنواع الكوكتيل والحلويات

من المستحسن إضافة التمر إلى الغذاء بطرق مختلفة حيث يمكن الاستفادة من طاقته المحلية كبديل للسكر المكرّر الضار في أنواع الحلويات كالكيك والبسكويت ومخفوق الفواكه والكوكتيل، وبهذا يستفاد من عناصره المفيدة إلى أقصى حدّ.

 

وصفات صحِّيَّة لذيذة

حبات الطاقة

المقادير

* ¼ كوب سمسم

* ¼ كوب كاجو

* ½ كوب فستق (فول سوداني)

* ½ كوب تمر بدون نوى

* كوب موز مقطّع ومجفّف

* ½ كوب تين مجفّف

* كوب زبيب

* كوب جوز هند (مبروش)

* ¼ إلى ½ كوب حليب أو ماء أو عصير تفاح

طريقة التحضير

–يُخلط السمسم، الكاجو والفستق في الخلاّط الكهربائي للحصول على قطع صغيرة أو متوسطة وذلك حسب الذوق.

–يضاف التمر، الموز المجفّف، التين المجفّف والزبيب إلى الخليط. يُخلط الجميع مع إضافة الحليب أو العصير من فتحة الخلاّط بمقادير قليلة متتالية حتى تصبح العجينة متماسكة ولا تعود تلتصق بالوعاء.

–يوضع برش جوز الهند في صينية، تُغطّ فيها دوائر أو قطع الحلوى المميزة حتى تغطّى من جميع جوانبها بالجوز وتقدّم وصحتين.

ملاحظة: يمكن الاستغناء عن أيٍّ من المكسرات أو الفواكه المجفّفة المذكورة بالوصفة أو يمكن الاكتفاء بنوع واحد فقط من المكسرات أو الفواكه المجفّفة للتسهيل.

كرات التمر وجوز الهند

المقادير

* كوبان من التمر بدون نوى

* كوب برش جوز الهند

طريقة التحضير

–يخلط التمر وبرش جوز الهند في الخلاّط الكهربائي حتى تتكوّن كرة كبيرة من العجين ولا تعود تلتصق بالوعاء. يمكن إضافة برش جوز الهند إذا لم تكن العجينة متماسكة فهذا قد يعني أن التمر رطب أكثر من اللازم لهذه الوصفة. لذا يجب أن يكون التمر العادي أي المجفّف بالكامل والذي يُمضغ كالعلكة هو المستعمل في هذه الوصفة.

–تُرطّب اليدان بالماء وتقسّم العجينة إلى كريات صغيرة متساوية تقريباً، يزيّن سطحها ببرش جوز الهند وتصفّ في صينية.

–توضع في البراد إلى حين التقديم. يمكن تزيينها ببرش شوكولا أبيض أو أوراق الورد المجفّفة (12 قطعة تقريباً).

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *