مقدمات نشرات الأخبار المسائية الأربعاء 1 نيسان 2020

Views: 17

المنار

محاولةُ انتحارٍ جماعيةٌ عاشتها اليومَ بعضُ الشوارعِ اللبنانية. فما جرى ليسَ خرقاً للضوابطِ فحسب، ولقواعدِ المنطقِ والحكمة، بل لكلِّ الاحكامِ السماوية..

واِن كانَ المبررُ لدى البعضِ حاجياتِ اولِ الشهر، فكم سيكلفُنا هذا السلوكُ من مآسٍ طبيةٍ في آخرِ الشهر.؟

اِن كنتَ غيرَ مبالٍ لسلامتِكَ الشخصية، فمَن اَحرصُ على سلامةِ اولادِكَ منك، وانتَ تُعرِّضُهم للعدوى؟ ومن احرصُ على امِّكَ وابيكَ واختِكَ واخيكَ في عزِّ هذه المعركةِ العالمية ؟

اَن تفيضَ الشوارعُ بالناسِ ونحنُ في ذِروةِ النزالِ معَ اعتى عدوٍّ غدارٍ ككورونا، لهو رميٌ للنفسِ والاهلِ والاحبةِ الى التهلُكة، واِن اَسعفَتْنا الايامُ بالحدِّ من تصاعدِ الارقامِ نتيجةَ الالتزامِ بالضوابطِ والقرارات، فانَ التفلتَ سيعيدُنا بل سيَرمينا الى انزلاقاتٍ خطيرة، عَجَزَت كبرياتُ الدولِ عن مواجهتِها.

فنحنُ ما زلنا في دائرةِ الخطر، بل في عينِ العاصفةِ كما قالَ وزيرُ الصحةِ حمد حسن، فلِمَ التسرعُ والضجر، وعدمُ التحمُلِ في معركةٍ امضى اسلحتِها الصبر، وهو فخرُ اللبنانيينَ على مرِّ معاركِهم معَ كلِّ تحدٍّ، فلِمَ التهاونُ الآن؟.

” ما متنا بس ما شفنا مين مات؟” مثلٌ مصداقُه ما نعيشُه اليوم.ولا تَقتُلوا انفسَكم، انَ الله كانَ بكم رحيما..

ورحمةً بالاهلِ والوطنِ كانت دعوةُ قيادتي حزبِ الله وحركةِ امل الجميعَ الى ضرورةِ التشددِ بالالتزامِ التامِّ والصارمِ بالاجراءاتِ المقررة.. فالاجتماعُ الذي عقدتهُ القيادتانِ جاءَ لتأكيدِ التنسيقِ التامِّ في المرحلةِ الحساسةِ والدقيقةِ التي يمرُ بها لبنان. وكانت الدعوةُ الى الاسراعِ بانجازِ الخطةِ الماليةِ والاقتصاديةِ من قبلِ الحكومةِ لمحاكاةِ المتطلباتِ المعيشيةِ للناسِ لا سيما الاكثرِ فقراً منهم.. الاجتماعُ الذي اشادَ باجراءاتِ وزارةِ الصحةِ والحكومةِ اللبنانيةِ لمواجهةِ كورونا،والعملِ على اعادةِ المغتربين، وضعَ كلَ امكاناتِ حزبِ الله وحركةِ امل في خدمةِ الجهاتِ الرسميةِ والحكومية، وأكدَ انَ ما يواجهُه البلدُ يحتاجُ الى مزيدٍ من التعاونِ والتضامنِ بينَ جميعِ اللبنانيينَ والقوى السياسيةِ والمجتمعيةِ لعبورِ المخاطرِ المحدِقة..

مخاطرُ تعمُّ العالمَ الواقفَ على شفا تاريخٍ جديد، في ظلِّ متغيراتٍ اجتماعيةٍ واهتزازٍ اقتصاديٍّ لن يَسلَمَ منه أحد..

فكورونا مستمر، واوروبا تنزفُ ومعها العديدُ من الدولِ الآسيويةِ والافريقية، بل اِنَ اميركا امامَ اُسبوعينِ اسودينِ كما قالَ رئيسُها دونالد ترامب..

 

الجديد

حتى الخامسِ من نَيسانَ موعِدِ هبوطِ طائراتِ العائدين إلى الوطن ودخولِ البلادِ في مرحلةِ تحدٍ جديدة  فإننا لا نزالُ في عينِ العاصفة ودائرةِ الخطَرِ والانزلاقِ السريع إن لم نعرفْ كيف نديرُ المعركةَ ضِدَّ الفيروس  وعلى مؤشّرِ وزارةِ الصِّحة فإنّ المعطياتِ جيدةٌ نتيجةَ الالتزامِ والخوف لكنها محفوفةٌ بالخطرِ والحذَر  وبحسَبِ وزيرِ الصِّحة فقد أثبتَت أيامُ التعبئةِ العامةِ أنّ متلازمةَ سلوكِ الوباء مرتبطةٌ بسلوكِ المجتمعِ وانضباطِه  فماذا عن الشارعِ الذي يشهدُ حركةً شبهَ عاديةٍ وكأنّ وباءً لم يكن؟  

المنازلةُ معَ كورونا لم تَنتهِ  والمحظورُ المتمثّلُ في تفشي الوباء ينتظرُ على مَفرِقِ الضربِ بيدٍ مِن إجراءاتٍ حديديةٍ للحدِّ منَ السرعةِ في الاستهتار  إنها الحقيقةُ الثابتةُ في يومِ الكذِبِ وأصدقُ ما قِيلَ في هذا اليوم اعترافُ وزيرةِ العدل بأنّ مكافحةَ المحاصصةِ أصعبُ مِن مكافحةِ الكورونا  لكنّ حكومةَ الاختصاصيين أُصيبت بعدوىْ الوباءين  إذ سُجّلت أولُ إصابةٍ بالكورونا في سَريةِ الحرَسِ الحكوميّ  فيما الحكومةُ وُضعت على جهازِ التنفّسِ بفعلِ التهديداتِ بالاستقالات إذا لم تُلَبِّ مطالبَ المافيا السياسيةِ المتناغمةِ بينَ عينِ التينة وبيتِ الوسَط ومِعراب وبنشعي   كشَرَ الرباعي ُّعن أنيابِه ليكسِرَ هيبةَ الحكومةِ ومِن ورائِها هيبةَ العهد  وألّفُوا حكومةَ ظلٍّ لفرضِ الإملاءاتِ فعطّلوا التعييناتِ القضائية  وأطاح الخبيرُ تدويرَ الزوايا الكابيتال كونترول  وأثارَ زوبعةَ التعيينات وقبل أن تهدأَ أبدى استعدادَه لأن يَدخُلَ مُجدّدًا حلْبةَ “تصويبِ المَسار” كحارسٍ للجُمهورية إن كان ثمةَ موجِبٌ لذلك في أيِّ لحظةٍ وحولَ أيِّ موضوع  وبتغريدةٍ أجادَ النائب جميل السيد وصفَهم إذ قال فيهم إنّ البعضَ ظنَّ أنَّ هؤلاءِ سيخافونَ الله ويتغيّرون، جاءت تعييناتُ الحكومةِ فكَشّروا عن أنيابِهم وعادوا كلُّهم كما كانوا وإن كان مِن أحدٍ يَحُقُّ له أن يهدّدَ بالاستقالةِ فهو رئيسُ الحكومةِ حسان دياب ولْيترُكْكُم لأنيابِ الناسِ تقطِّعُكم أجزاء   وقبل الوقوعِ في محظورِ تصريفِ الأعمال، على الحكومةِ أن تفتتحَ قِسماً لإدارةِ الكوارثِ السياسية وأن يصارحَ رئيسُها اللبنانيينَ بالمتدخلين والمعرقلين  وسلوكُ أقصرِ الطرقِ إلى حِفظِ ماءِ الوجهِ يكونُ بإدارةِ الأُذْنِ الطّرشا  ومَلءِ الشواغرِ بالكفاءةِ لا بالمحسوبية  وإذا كانت مصائبُ الكورونا عند قومِ السياسيينَ فوائدُ  فقد أصبحت أزْمةُ تعيينِ نوابِ حاكمِ مَصرِفِ لبنانَ أمَّ الأزَماتِ فيما البلدُ مقبلٌ على معاركَ طويلةٍ أخطرُها الأمنُ الاجتماعيُّ والمعيشيّ  وعندما تَدُقُّ ساعةُ الجوع لن ينفعَ آلهةَ التمر الاختباءُ وراءَ الأبواب.

 

LBCI

في 21 آذار الفائت، بعد ثلاثة ايام على اعلان التعبئة العامة، كان رقم الاصابات بفيروس كورونا والذي بلغ 67 حالة، كفيلا باخافة اللبنانيين وابقائهم في منازلهم.

في هذه الفترة، كانت الاصابات “تدوبل”  كل خمسة ايام، حتى وصلنا اليوم الى “دوبلة” الاصابات كل عشرة ايام، ما يعني عمليا ان  بقاءكم في منازلكم واعتمادكم التباعد الاجتماعي فعل فعله، فانخفضت ارقام الاصابات، واعتبر اللبنانيون انهم مبدئيا ربحوا المعركة ضد كورونا .

هذا مبدئيا، لان الحقيقة مجتزئة، فعدد فحوص الـ pcr ، والتي تحدد اعداد الاصابات، لم يتعد خلال هذه الفترة الـ300 فحص يوميا، حتى وصل اليوم الى نحو خمسمئة، ومن المتوقع ان يبلغ في الاسابيع المقبلة  الالف فحص يوميا، اذا توافرت الفحوص، التي تشهد شحا عالميا.

حينها، وحينها فقط، يمكننا القول ان الحرب بدأت تميل لصالحنا، اما ما احرز حتى الساعة فليس سوى جولة صغيرة في معركة كبيرة، اي خطأ فيها سيقلب حتما كل المعايير ضد كل اللبنانيين وكل قدراتنا الطبية.

هذا ما اعلنه وزير الصحة حمد حسن الليلة، منبها الى ان الاسبوع بين 12 و19 نيسان الحالي، سيكون دقيقا، اذ ان العدوى المحلية بدأت تكبر اعتبارا من 31/3، ما يرفع خطر الانتقال الى العدوى المجتمعية، اضف اليها عودة المغتربين اعتبارا من الاحد المقبل، وهو قال حسن، تحد جديد، لكي ننجح فيه علينا الالتزام بخطة مجلس الوزراء.

على وقع كلام وزير الصحة، وتزايد تفلت انضباط الشارع  من شروط التعبئة العامة، من المفترض ان ينعقد مجلس الوزراء غدا في بعبدا، في جلسة عنوانها التعيينات المالية، التي اثارت الانقسام مجددا لا سيما على المراكز المسيحية بين التيار الوطني الحر من جهة، والمردة من جهة اخرى.

وقد اشارت آخر المعلومات، الى عدم حصول اي تطور ايجابي لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، على رغم الدور الذي يلعبه في هذا المجال حزب الله، ما يضع الجلسة امام سيناريوهان : التأجيل برمته، او عقد الجلسة وتأجيل بند التعيينات فيها.

(https://hoyoskitchen.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *