“الله يرانا”
د. محمد توفيق أبو علي
الظلم المبنيّ على ضعف و حقد وجهل، قد يحمل في أفقه مفارقة حادّة؛ حين يبدأ بصاحبه، فيوقظ ضميره على الرّغم منه، مُنْزِلًا به عقابًا لينقّيَهُ مِنْ سَوادِ ما اقترف! فلا يستجيب له، فيتعذّب مجّانًا. ومن مفارقات هذا الظلم أن يفضي لدى الظّالم، إلى نشوة عمياء، وليدة شبهة نصر تحقّق، هي-في جوهرها- أقسى أنواع الهزيمة؛ لأنّ اللّه يرى.
ومن أبشع أنواع الظّلم ذاك الذي يرتدي قناع الخداع، فيحاول الظّالم-وهو يفتك بالضّحيّة- إيهام الضحيّة نفسها، بأنّه يعاضدها فيما يستطيع؛ وينسى أنّ اللّه يرى.
