“قوة الشفاء في الفاكهة” (15)…الرمّان… مُسهِّل ومُطهِّر ومهضِّم طبيعي، ودبسه أفضل دواء للإنسان

Views: 3025

 خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها  “قوة الشفاء في الفاكهة” (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة الخامسة عشرة.

 

 

د. أماني سعد ياسين

عُرِف الرمّان منذ قديم الأزمان بخواصه الغذائية والدوائية الشافية، فقد حُفِرت صور على حيطان المعابد القديمة التي ما زالت حتى الآن شاهداً ودليلاً قاطعاً على عِظَم مكانته لدى الناس آنذاك.

يُعتقد أن الموطن الأصلي للرمان هي بلاد فارس (إيران) والهند، ومن هناك انتقل إلى دول حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وشمال إفريقيا.

وللرمّان أنواع كثيرة، فمنه الحلو والحامض والمز والمائي والعظمي (تكون بذرته كبيرة نسبة لمائه).

وتختلف ميزاته وخصائصه باختلاف أنواعه.

نجد الرمّان في الأسواق في فصل الصيف، ويتميّز بحبوبه الحمراء اللؤلؤية التي تستعمل لتزيين الكثير من الأطباق الشعبية. كما يُصنع منه دبس الرمّان الذي هو من مؤونة فصل الشتاء الضرورية، ويضاف إلى أنواع عديدة من الأغذية الرئيسية والسلطات وله خصائص طبية مهمة.

 

المركّبات الدوائية الفعّالة

Potassium                             Zinc

Iron                         Vitamin B1, B2, B3

Gallotannins   Piperidine alkaloids   Pellitierine

Fiber     

 

مكوناته

يحتوي الرمّان على 81,3¬% ماء، 0,8¬% بروتين، 0,7¬% دهنيات، 14,7¬% سكريات، 2-% ألياف. وفيه مقادير لا بأس بها من الأملاح المعدنية كالفوسفور والكالسيوم والنحاس والمغنيزيوم، وهو من أغنى الفواكه بالحديد حيث تحتوي الحصة الواحدة (الرمّانة المتوسطة الحجم) على 0,7 ملغ منه.

كما يحتوي على نسبة مرتفعة من الزنك (0,4 ملغ في الحصة) أما بالنسبة للفيتامينات فهو يحتوي على نسب جيدة من الفيتامينات B5, B2, B1 وكمية لا بأس بها من الفيتامين C.

وترتفع نسبة البروتين إلى حدود 9-% في بذر الرمّان الجزء الصلب داخل حبّ الرمّان، وكذلك نسبة الدهون حتى 7¬%.

أما قشور الرمّان، فهي لا تقلّ فائدة عن الثمرة (اللب)، حيث تحتوي على مقادير مرتفعة من التانين (25–28¬% غالوتانين Gallotannins)، والأكالويدات البيبيريدين (Piperidine Alkaloids) وأهمها البليتيرين (Pellitierine)، وهذا الأخير موجود بنسبة أكبر في جذع شجرة الرمّان (0,4¬%)، وفي الجذور بنسبة 0,8¬%.

والبليتيرين هو دواء فعّال يُستعمل طبياً كقاتل للديدان والآميبات، وبخاصة الدودة الشريطية، وأغلب الديدان الدائرية الشكل.

كما يُستعمل التانين في علاج الإسهال والديزنطاريا، وكمخفِّف للاحتقان في التهاب اللوزتين والبلعوم.

لأجل هذا، يستفاد من جذع الشجرة وجذورها كما يستفاد من الثمرة وقشورها وأزهارها أيضاً.

 

في الطب القديم

عُرِفت للرمّان فوائد طبية عديدة منذ القدم، فقد استُعمل كطاردٍ للدودة الشريطية ولأنواع الديدان الأخرى، وكعلاج فعّال للإسهال والديزنطاريا.

كما كان يستفاد من عصير الرمّان كغسول للفم لتخفيف الاحتقان في التهاب الحلق واللوزتين، وفي علاج القلاع (الحمو) الفموي، وأيضاً ككمادات لعلاج البواسير وتخفيف النزف الناتج عنها (للاستعمال الخارجي).

في الطب الصيني

يُستعمل الرمّان كدواء مهم في الصين لعلاج الإسهال المزمن والديزنطاريا، وخروج الدم في البراز، والديدان.

في الطب الهندي

يُستعمل في الهند لعلاج الإسهال والديزنطاريا والتقيؤ المتواصل ولتخفيف أوجاع العين (Eye pain).

 

عصير الرمّان: غسول مطهِّر للفم Antiseptic

من الوصفات الشعبية المهمة والتي تناقلها الناس منذ القِدم فائدة عصير الرمّان كغسول مطهِّر للفم ومسكّن لآلام وأوجاع الحلق، وهو يفيد بشكل خاص لعلاج القروح الملتهبة في الفم والحلق بسبب احتوائه على التانين (Gallotannins) والذي يتمركز بشكل خاص في قشور الرمّان (25–28-%)، من هنا أهمية تناول الرمّان بشحمه أو عصره جيداً.

ويُعتبر البانيكالين (panicalin) أو الغراناتين D والبانيكالاجين (punicalagin) أو الغراناتين C من أهم مركبات التانين الموجودة في قشور الرمان والتي تفيد كقابض (astringent) ومسكِّن لآلام الحلق واللوزتين وكمخفِّف للالتهاب.

كما يفيد دبس الرمّان في علاج القلاع (القالوع) حين لا ينفع أي دواء آخر وقد اختبرته شخصياً حين كنت أُعاني من هذه المشكلة تكراراً  ومن دون أن يسكِّن ألمي أيُّ علاج آخر من مسكّنات وسوائل مضمضة وحتى العلاج بالكورتيزون مع مخاطره، إلا أنني استفدتُ كثيراً من العلاج الذي كانت تصفه لي جدتي من دون أن أكلِّف نفسي عناء تجربته. وحالياً ما أن أُحسّ ببدء ظهور الحمو (Aphthus) في فمي أسارع إلى استعمال القليل من دبس الرمان مضمضةً ليلاً قبل النوم، وفي أغلب الأوقات تكفي مرة واحدة حتى يزول الحمو إذا كان حديث الظهور في حين كثيراً ما كانت تطول المشكلة أياماً وحتى أسابيع دون أية مبالغة مع وجود الكثير من الألم غير المحتمل في السابق حين كنت أنتقل من علاج إلى علاج آخر ومن مسكِّن ومخفِّف للالتهاب إلى آخر. لذا فأنا أنصح كل من يشكو من مشكلة الحمو (Aphthus) في الفم أن يستعمل هذه الوصفة الموجودة في كل منزل بشرط أن يكون دبس الرمّان ذا نوعية جيدة أي كثيفاً، حيث يُشكِّل طبقة عازلة داخل الفم. هذا ما لاحظته ولا ضير من التجربة، والتجربة خير برهان.

 

الرمّان مقوٍّ للثة مزيل لرائحة الفم الكريهة

كثير من الناس مَن يشكو من مشاكل اللثة كالتهاب اللثة والنزف الدائم والمتكرر ومنها إلى حدٍّ مزعج، حتى أن بعض الأشخاص ينهضون من النوم وفمهم مليء بالدم مع ما يسبِّبه ذلك من رائحة فم كريهة لا تزول لا بالتنظيف المتكرر للأسنان ولا بالمضمضة بالسوائل الكثيرة الموجودة في الصيدليات.

ويفيد دبس الرمّان إن وضع مساءً قبل النوم في الفم في تقوية اللثة وشدّها لما له من تأثير قابض بسبب محتواه من التانين، كما أن له أثر عجيب في منع النزف من اللثة الدامية والتخلص من رائحة الفم الكريهة إذا تكرّر استعماله بشكل متواصل.

 

الرمّان قاتل الديدان ومطهِّر الأمعاء

يحتوي الرمّان على كميات كبيرة من التانين القابض (Gallotannins) وخاصة في قشوره الداخلية والخارجية. كما يحتوي أيضاً على مادة البيليتيرين (Pelletierin)، التي استُخرجت من الرمّان في عام 1878م، وهي تُعتبر من أنجع الأدوية وأقدرها على طرد الديدان من الجسم. ويؤدي البيليتيرين – كما الإستركنين – إلى تحريك عصبي سريع ومستمر ما يؤدي إلى تشنّج الطفيليات الموجودة في الجهاز الهضمي وبالتالي دفعها إلى خارج الجسم. وهو علاج ناجع وفعّال في التخلص من الدودة الشريطية (tape worm) خاصة. وكذلك أنواع الديدان الأخرى (ring worm & Nematodes).

وهناك الكثير من الأدوية المستخلصة من قشور الرمّان أو قشور ساق شجرة الرمّان وهو متوفّر أيضاً بشكله الخام أو بشكل مسحوق (بودرة) أو سائل مقطّر (liquid extract)، حيث يستفاد منه للتخلص من الديدان وخاصة الدودة الوحيدة (الشريطية) وحده أو مضافاً إلى مسهِّل يتبعه (laxative).

ولأجل هذا يوصى بتناول الرمّان دائماً مع الغشاء الأصفر الذي يحيط بالحبوب للفائدة القصوى ولتطهير الجهاز الهضمي من الطفيليات. كما قد يفيد مغلي مسحوق قشر الرمّان أو مسحوق قشور جذع شجرة الرمّان (bark) الذي يحتوي على كميات أكبر من البيليتيرين (0,4¬%).

إلا أنه يجب الاكتفاء بمغلي قشور الرمّان في المنزل، أو اللجوء إلى الأدوية المستخلصة من جذع الشجرة والتي تحتوي على كميات مدروسة من هذه المادة لكي لا يصاب المريض بالتسمّم!

الرمّان مهضِّم طبيعي

من فوائد الرمّان المهمة أنه يقوِّي المعدة ويُعين على هضم الطعام وخاصة المواد الدسمة والشحوم بسبب احتوائه على نسبة مرتفعة من أحماض الفاكهة، من هنا فإن إضافته إلى بعض الأغذية ليس للزينة فقط بل للفائدة أيضاً!

 

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

  • تناوَل الرمّان بشحمه

كما سبق وذكرنا فإن الكثير من العناصر الطبية المفيدة موجودة في قشور الرمّان، لذا فإن كل الفائدة هي في تناول الرمّان بشحمه أو عصره جيداً حتى آخر نقطة لكي تدخل هذه العناصر في العصير ومن ثم الإفادة من هذا العصير، إن غرغرةً لتخفيف الالتهاب والألم الناتج عن التهاب اللوزتين والحلق أو الحمو المؤلم (Aphthus) في اللسان واللثة، أو بصورة كمادات موضعية لتخفيف الاحتقان والألم الناتج عن البواسير الملتهبة.

 

دبس الرمّان الدواء الأفضل للإنسان

تزخر مائدتنا الشرقية بالكثير من المأكولات التي يدخل دبس الرمّان في تركيبتها كمنكِّه أساسي، ولعل هذا من أفضل ما يميّز الطعام الشرقي الصحي عن المأكولات الدسمة المقلية والسريعة التحضير. فلدبس الرمّان خواص وفوائد عديدة نسبة إلى العناصر الموجودة فيه من الكالويدات البيبيريدين (Piperidine Alkaloids) وأهمها البيليتيرين، والغالوتانين (Gallotannins)، وهذه جميعها تفيد الجهاز الهضمي خاصة أقصى الفائدة.

لذا يجب الاستفادة من دبس الرمّان أو حب الرمّان في الطعام بشكل دائم وذلك لتطهير الجهاز الهضمي من الطفيليات، ولتقوية المعدة، وكغسول مطهِّر للفم وللجهاز الهضمي ككل بسبب خاصة التانين القابضة. ويجب اختيار دبس الرمّان الجيد الصنع والمصدر وكلما كان كثيفاً كان ذلك أفضل.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *