“قوة الشفاء في الفاكهة” (16)… العنب… الدواء المعجزة المقاوم للسرطان والحامي الأوّل للقلب والشرايين

Views: 2392

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها  “قوة الشفاء في الفاكهة” (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة السادسة عشرة.

 

 

د. أماني سعد ياسين

 العنب هو من أفضل الفواكه وأكثرها فائدةً ونفعاً حتى يستحيل علينا أن نُحصي جميع فوائده وخصائصه، وهو يؤكل رطباً ويابساً، أخضر ويافعاً، أما اليابس منه فيُسمّى الزبيب، والأخضر هو ما يُعرَف بالحصرم.

والكرمة نباتٌ مُعتَرِش يُزرع اليوم في جميع أنحاء العالم، بعد أن ظهر أوّل ما ظهر في دول غربي آسيا وجنوبي أوروبا كنباتٍ وحشي لم يزرعه أحد.

أنواعه عديدة، متميِّزة من حيث الشكل واللون والطعم، تتيح لنا فرصة اختيار النوع الذي يروق لنا منه، وجميعها مفيدٌ من القشرة حتى البذرة، وحتى الورقة الخضراء، وليس عجيباً الاستفادة من أوراق الكرمة الخضراء والمحفوظة في العديد من الأكلات الشعبية فلها فوائد لا تعدّ ولا تحصى!!

 

مكوناته

العنب هو من أكثر الفواكه فائدةً ومنفعةً وهو أيضاً أسهل الفواكه هضماً على الإطلاق.

ويحتوي العنب على 81.6¬% ماء، 0.6¬% بروتينات، 0.7¬% دهون، 16.2-% سكريات، 0.5¬% ألياف.

والعنب غنيٌّ بالفيتامينات والمعادن، بل إنه من أغنى الفواكه بها، وخصوصاً الفيتامين A والذي هو في أغلبه على شكل رتينول (41 ميكروغرام في الحصة أو القبضة الواحدة) على خلاف بقية الفواكه والخضار التي تحتوي على البيتاكاروتين (Pro–Vitamin A) وهو ما يتحول في الجسم إلى رتينول (Retinol) ومعروف أنّ الفيتامين A موجود غالباً في المصادر الحيوانية على هيئة رتينول وفي المصادر النباتية على صورة بيتاكاروتين (Beta–carotene).

إلا أنّ العنب يحتوي في الغالب على نسبة أكبر من الرتينول كما يحتوي على كمية أقل من البيتاكاروتين، وذلك على عكس الفواكه والخضار الأخرى التي لا تحتوي على أيِّ نسبة من الرتينول مع العلم أن الرتينول أو الفيتامين A هو الدافع والمحفِّز الأوّل للنمو وهو غالباً ما يُعطى للأطفال لتحفيز النمو لديهم!

أمّا من حيث المعادن الأساسية، فإن العنب يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم (210 ملغ في الحصة) كما يحتوي على نسب لا بأس بها من الكالسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والحديد.

البروانتوسياندين المستخرج من بذور العنب Grape seed Proanthocyanidine

إلاّ أنّ أهمّ ما يحتوي عليه العنب هو تلك المقادير العالية من التانين (Tannins) وخصوصاً ذلك الدواء المعجزة المعروف طبياً بالبروانثوسياندين (Proanthocyanidine) والمستخرج من بذور العنب، وهو متوفِّر في الصيدليات تحت أسماء عديدة لشركات دوائية شهيرة ومعروفة تتنافس في استخراجه وتوزيعه وتَعِد جميعها بالآثار الإيجابية المدهشة!!

ولقد أثبتت الدراسات أنّ للبروانتوسياندين آثاراً مُدهشةً في الوقاية بل وعلاج مرض السرطان كسرطان الثدي والرئة والمعدة، حتى سرطان الجلد ضمر حجمه وصغُر بعدما عولِجَ موضعياً بالبروانثوسياندين المستخرج من بذور العنب!!

كما تبيَّن أنّ له دوراً مهماً في حماية القلب والعروق والدماغ والكبد بسبب خاصيته المضادة للتأكسد فهو أقوى من مضادات التأكسد الأخرى كالفيتامينات C وE  بمراتب عدّة!

 

الفلافونويدات المحاربة للالتهابات وللسرطان

كما يحتوي العنب أيضاً على عناصر طبية ودوائية مهمة أخرى وأهمها كلوكوزيدات الفلافونويد (Flavonoids 4–5¬%)  كالكيرسيتين (Quercetin) والكامبفيرول  (Kaempferol)، وهي موجودة مباشرةً تحت قشرة العنب وخصوصاً العنب الداكن اللون، وهذه المركّبات هي ذاتها التي تضفي هذا اللون الجميل الأخاذ على العنب الأحمر والبنفسجي والأسود.

المركّبات الدوائية الفعّالة

Retinol    Betacarotene

Potassium     Proanthocyanidine

Flavonoids     Quercetin

Kaempferol    Resveratrol

Boron     Polyphenols

وكثيراً ما توصف هذه الأدوية الفعَّالة كمضادات للأكسدة ومضادات للالتهابات والفيروسات ولها مفعول قويٌ وفعّال في هذا الخصوص. كما ذُكِر لها تأثيرات مضادة للحساسية ومحارِبة للسرطان ومقويّة لجهاز المناعة في الجسم.

الريسفيراترول الدواء المعجزة

ومن الأدوية المستخلصة من العنب الريسفيراترول (Resveratrol) وهو عبارة عن عنصر دفاعي طبيعي مضاد للفطريات موجود في العنب من القشور حتى البذور، وحتى الأغصان والجذور، إلاّ أنها تتمركز أساساً في قشور العنب. وتتحوّل هذه المادة تلقائياً في الجسم إلى عنصر قوي مضادٍ للسرطان قادر على استهداف وتدمير الخلايا السرطانية!

ولقد أكّدت الدراسات العديدة التي أُجريت مؤخّراً أنّ لهذا الدواء المُعجزة أثراً كبيراً في الوقاية من مرض السرطان بل وأكثر من ذلك فإن له دوراً مؤكَّداً في منع تطوّر ونموّ الخلايا السرطانية الموجودة بالأصل، ومحاربتها حتى زوالها!!

كما بيّنت هذه الأبحاث أنّ للريسفيراترول تأثيراً إيجابياً في الحدِّ من تصلّب الشرايين فهو يُقلِّل من نسبة الكولسترول السيئ (LDL) في الدم ويمنع تضخّم الخلايا العضلية

 (Smooth muscles) المشكّلة لجدار الشرايين والتي تؤدي إلى انسداد هذه الشرايين بنسبة 70 إلى 90¬%.

لذلك يعتبر الريسفيراترول من حُماة الصف الأوّل للقلب والشرايين حيث يقف حائلاً في وجه تصلُّب الشرايين وانسدادها.

ومن الطبيعي أن ينصح الأطباء بتناول عصير العنب الأحمر كمصدر رئيسي لهذه المادة التي تحمي من الإصابة بهذه الأمراض جميعاً.

البورون المضاد لترقّق العظام

ويحتوي العنب أيضاً على معدن البورون (Boron) الذي يساعد في زيادة نسبة هرمون الإستروجين في الدم، وهو مهمٌ جداً للسيدات اللاتي بلغن مرحلة سن اليأس حيث ينخفض هذا الهرمون إلى أدنى مستوياته.

ومعروفٌ أنّ هرمون الإستروجين يشكِّل عنصر حماية للسيدات في وجه العديد من الأمراض كأمراض القلب والشرايين إضافةً إلى مرض ترقّق العظام الخطير.

وفي هذه المرحلة الحسّاسة ونتيجة فقد الإستروجين الحامي، تبدأ العظام في فقدان الكالسيوم بالتدريج ما يتسبّب بمرض هشاشة العظام. من هنا فإن زيادة هرمون الإستروجين في الدم يفيد في مكافحة هذا المرض الصامت والخطِر عبر زيادة امتصاص الكالسيوم إلى العظام وبالتالي تقوية هذه العظام والحدّ من هشاشتها وضعفها.

من هنا لا بدّ أن نؤكّد على دور العنب الفعّال والإيجابي في الحدّ من مرض ترقّق العظام مع ما يُسبِّبه من مضاعفات في هذه المرحلة العمرية.

 

في الطب القديم

لقد أطال الأطباء الأوائل في ذكر فوائد العنب الطبية ومما قيل فيه: إنه من الفواكه النافعة لأمراض الصدر، فيُعمل من عصيره مشروب ذو تأثير كبير ضدّ السعال وآفات الرئة. ووصفوا العنب كعلاجٍ شافٍ للرمل وأمراض الكِلى والإمساك.

أمّا شاي أوراق العنب ففيه خاصية إدرار البول والقبض.. ولذلك وصفه الأطباء في حالات الديزنطاريا، والإسهال وانحباس البول، واليرقان (التهاب الكبد).

وصفات طبية قديمة

وصفة رقم – 1: يُشرب 700–1400 غراماً من عصير العنب يومياً لإدرار البول وتطهير المعدة وتخفيف حمض البوليك  (Uric acid)، والتخلّص من الإمساك، وبعض حالات التسمُّم، وكذلك في حالات البواسير وإذابة الحصى.

وصفة رقم – 2 للتخلّص من السموم: تشرب ثلاثة أكواب من العصير يومياً بعد تناول الطعام بوقتٍ طويل.

وصفة رقم – 3 لغسيل الوجه وترطيبه: يُمسح الوجه باستخدام قطعة من القطن مغمّسة في العصير، يُترك الوجه مبللاً بالعصير مدة عشر دقائق أو حتى يجفّ وحده.. يُغسَل بعدها بالماء الفاتر.

 

عصير العنب الحامي الأوّل للقلب والشرايين

لعصير العنب الأحمر فوائد طبية عديدة إلا أن أهمها هو كونه بالتأكيد الدواء الأوّل المقوّي للقلب والمحارب لتصلُّب الشرايين، من هنا فهو يساعد على مكافحة أمراض القلب والشرايين التي تُعدُّ حالياً العامل الأول المسبِّب للوفاة في الدول التي تعتبر متقدمة نوعاً ما!

وقد أكّدت الدراسات العديدة التي أُجريت أنّ استهلاك عصير العنب الأحمر باستمرار يساعد على زيادة ليونة الأوعية الدموية وخفض مستوى الكولسترول في الدم وخصوصاً الكولسترول السيّئ  (LDL)، كما يساهم في منع تجمُّع الصفائح الدموية المسبّبة للجلطة.

لذا فليس عجيباً القول إن عصير العنب الأحمر هو بالتأكيد الحامي الأول والأقوى للقلب والشرايين وذلك لغناه بالكثير من العناصر الكيميائية المفيدة للقلب كالفلافونويدات (Flavonoids)  التي ارتبط اسمها طبياً بنسبٍ أقلّ من الإصابة بأمراض القلب والشرايين ونذكر بشكل خاص الكيرسيتين (Quercetin) الشهير بالدواء الحامي للقلب والشرايين والموجود في العنب بوفرة.

كما يحتوي العنب على الريسفيراترول (Resveratrol) الذي أثبتت الدراسات الكثيرة أنّه والمركّبات الفنولية (Polyphenols) الأخرى الموجودة في العنب، الحامي الأقوى للقلب والشرايين، ويُعتبر عصير العنب الأحمر والأسود أغنى المصادر بالريسفيراترول، هذا الدواء المعجزة!!

ليس هذا فقط، بل إنّ العنب يحتوي أيضاً على البروانثوسياندين، مضاد الأكسدة القوي وبالنتيجة فهو يحمي القلب والعروق كما بقية أعضاء الجسم الأخرى من الراديكالات الضارة المخرِّبة!!

ومضافاً لهذه العناصر القوية والفعّالة، هناك عنصر البوتاسيوم الهام والأساسي لحماية القلب وتقويته (210 ملغ في الحصة الواحدة من العنب)، لذا فليس غريباً أبداً أن يكون العنب أو عصير العنب غير المصفّى هو الحامي الأوّل للقلب وللشرايين، وصحيحٌ طبعاً بل ومؤكّد تماماً ما اشتهر به عصير العنب من قوّةٍ خارقة في حفظ صحة وسلامة القلب والشرايين، وذلك على أن يؤخذ منه كوب كبير في كل يوم لتحصيل الفائدة المرجوة!!

 

العنب مقوٍّ لجدار العروق

لعل أهم فوائد العنب هو أنّه يقوي جدار العروق والشرايين الصغيرة وذلك بسبب غناه بالبروانثوسياندين الذي يُبِّت الكولاجين في جدار العروق الشعيرية (Capillaries)، فيقويها ويمنع ارتشاح البلاسما إلى الأنسجة المحيطية فيمنع بالتالي تورّم هذه الأنسجة (Edema).

كما يساعد البروانثوسياندين على خفض مستويات مادة الهيالورونان (Hyaluronan) في جدران الأوردة ومعالجة العوارض المؤلمة المرافقة كالإحساس بثقل القدمين أو الأطراف بشكل عام وكذلك الألم والإحساس بالسخونة الشديدة.

ولأقصى الفائدة، يُنصح بتناول العنب بقشره وذلك مع مضغ البذور جيداً، إذ إن مادة البروانثوسياندين الفعّالة تُستخرج من بذور العنب وتباع على هيئة أقراص أو ما يُسمى خلاصة بذور العنب (Grape seed extract)، وهي توصف طبياً في حالاتٍ مرضيةٍ عدة كعلاجٍ فعّال لتورّم الأطراف وحالات تصلّب الشرايين وضعف جُدران الأوردة… إلخ. كما تُوصف أيضاً كمضادٍ قوي للمؤكسدات وواقٍ مهم من مرض السرطان.

 

العنب الدواء المعجزة المقاوم للسرطان

إذا أردنا أن نختار فاكهةً ما على أنها الدواء الأفضل المضاد للسرطان، فليس بمقدورنا إلا أن نقول إن العنب هو تلك الفاكهة بامتياز!!

تشير الإحصائيات الميدانية إلى أن البلدان التي تكثر فيها زراعة إنتاج العنب تتراجع فيها أمراض السرطان، وذلك بالطبع له تفسيرٌ علمي، فالعنب يحتوي على عناصر عديدة تبيَّن أنها تأتي في مقدِّمة الأدوية المضادة للسرطان، البروانثوسياندين (Proanthocyanidin) والريسفيراترول (Resveratrol) والفلافونويدات وأهمها الكيرسيتين (Quercetin) الموجود بوفرة في العنب!!

هذا مضافاً إلى احتوائه على الفيتامينات الأساسية المختلفة التي تساعد على مكافحة مرض السرطان والوقاية منه، وأهمها الفيتامين A الموجود في العنب على صورة رتينول وبيتاكاروتين.

ويُستخدم العنب أو عصير العنب في عددٍ من المصحات الأوروبية وبخاصةً في ألمانيا كعلاج فعّال لمرض السرطان، وتقوم هذه المصحّات بإعطاء مرضى السرطان العنب أو عصير العنب حصرياً وذلك بمقدار كيلوغرام واحدٍ إلى كيلوغرام ونصف وذلك بشكل يومي على دفعاتٍ طوال اليوم. وتستمر هذه الفترة العلاجية لمدة أسابيع أو حتى لأشهرٍ من دون تناول أيّ غذاءٍ آخر إلا الماء فقط.

وهناك عددٌ غير قليل من الأطباء الكبار في أوروبا ممن يستخدمون هذه الطريقة العلاجية الطبيعية ويفضِّلونها على سُبُل العلاج التقليدية بالأدوية الكيميائية أو الأشعة أو كليهما، وخاصةً عندما تكون الحالة ميئوساً منها طبياً فقد أدت إلى شفاء حالاتٍ عدة لم يكن هناك أملٌ في شفائها!!

ويُعتبر عصير العنب الأحمر أهم وأغنى المصادر الغذائية بالريسفيراترول، هذا الدواء المعجزة، الذي أثبتت الدراسات الحديثة أنّه أحد أفضل الأدوية المستخدمة في علاج ومنع تفشّي مرض السرطان في الجسم، والأهم من ذلك الوقاية من حدوث هذا المرض الخطير، وقد ركّزت هذه الأبحاث على الريسفيراترول الموجود في العنب بوفرة، وكذلك على البروانثوسياندين والفلافونويدات (Flavonoids) والعنب هو أغنى المصادر بهذه المواد.

هذه القدرة العجيبة الشافية والواقية في مواجهة مرض السرطان تعود إلى عوامل عِدَّة لعلّ أهمها أنه أحد أهم مضادات التأكسد وذلك بسبب محتواه من هذه العناصر الفعّالة التي سبق ذكرها. من هنا، فإن العنب يساعد على تنقية الجسم من الجذور الحُرّة الضارة وإزالة السموم الهدامة أو منع تأثيرها، ومنها سموم النمو السرطاني الخبيث ومن هذه السموم الدي أن آي بوليميراز (DNA Polymerase) وأورنيثين دي كربوكسيلاز (Ornithine de carboxylase) وكلاهما يساعد على تطوّر النمو السرطاني وتغذيته!!

ويُعتبر الريسفيراترول من أهم الأدوية التي تحارب هذه السموم وتمنع تأثيرها الهدّام على الخلايا. وهو ما يؤدي بالتالي إلى إذابة هذا الوجود الخبيث وتفكيك أنسجته وتحويل جُزيّئاته إلى مجرى الدم حيث يتخلّص منها الجسم ويدفعها خارجاً عن طريق البول والبراز والعرق. وقد أثبتت الأبحاث أنّ للريسفيراترول الأثر الإيجابي الأكيد في محاربة نشوء وبدء مرض السرطان علاوة على منع تطوّره وامتداده في الجسم إلى حدٍّ كبير!

 

العنب أقوى مضادات الأكسدة والشيخوخة

لقد أثبتت الدراسات وأهمها دراسةٌ أُجريت في العام 1998 (Bagchi) أن قدرة البروانثوسياندين المستخرج من بذور العنب تفوق بأضعاف قدرة أقوى مضادات التأكسد الأخرى كالفيتامينات C وE على التخلص من السموم والجذور الحرّة الضارة (Oxygen free radicals)! كما إن قدرة البروانثوسياندين والريسفيراترول على منع تأكسد الكولسترول الضار (LDL) له تأثير كبير في حماية القلب والشرايين إذ يمنع ترسُّب الكولسترول على جدران العروق فيحفظ بالتالي ليونة هذه العروق ويمنع تصلّبها وتضيُّقها.

هذا مضافاً إلى قدرة العنب على التخلص من المركّبات الضارة والسموم الأخرى المتولدة في الجسم نتيجة عملية الأيض والتي تؤثّر سلباً على خلايا الجسم فتؤدي إلى خلل في عمل الأعضاء الأساسية وإلى ما يُعرَف بالشيخوخة المبكِّرة.

 

العنب لتقوية الشعر ومنع تساقطه!!

طبقاً لدراسة أُجريت في العام 1998 أُعطي فيها البروانثوسياندين المستخرج من بذور العنب لعددٍ من الفئران المخبرية، كانت النتيجة أنه سرّع نمو الشعر لدى هذه الفئران بشكل لافت.

وفي تفسير هذه الظاهرة وُجِد مخبرياً أنّ للبروانثوسياندين القدرة على تحويل دورة نمو الشعر من مرحلة التلوجين (Telogen) إلى مرحلة الأناجين  (Anagen)، وفي هذه المرحلة الأخيرة أي الأناجين يقوي الشعر وتزيد كثافته وتقلّ نسبة تساقطه إلى حدٍّ كبير!

من هنا فإن تناول العنب مع مضغ البذور قد يفيد في تقوية الشعر وزيادة كثافته ويمنع بالتالي تساقط الشعر وهي المشكلة التي تعاني منها غالبية السيدات والفتيات.

 

العنب للتخلص من سموم الأدوية

لعل أكبر المشاكل في عصرنا هذا هو الإفراط في تناول الأدوية، مع أو بدون وصفة طبية، وطبيعي ألا يعرف المريض أن لهذا الدواء تأثيرات جانبية عديدة على أعضاء عدة في جسده. وقد يكون الأستامينوفن هو الدواء الأكثر انتشاراً واستعمالاً من دون أي وصفة طبية كمسكِّنٍ للألم ومخفِّض للحرارة.

ومع أنّ الأستامينوفين المشهور طبياً باسم التايلينول أو البانادول (Panadol) هو من أقلّ الأدوية المسكِّنة ضرراً وعوارضاً، إلاّ أنّ تناوله بكثرة وبكمياتٍ كبيرة له أثرٌ هدّام على خلايا الكبد وبوجهٍ خاص على الـ (DNA) الموجود في نواة هذه الخلايا (Nucleus) وقد يؤدي إلى موت هذه الخلايا وهو ما يُعرف طبياً

بـ (Acetamenophen induced hepatic damage)

وقد بيّنت الدراسات أن للبروانثوسياندين الموجود في العنب أو في بذور العنب تحديداً أثراً مهماً جداً في حماية الكبد من التأثيرات الضارة لبعض الأدوية وأهمها وأشهرها الأستامينوفين.

من هنا فإن تناول العنب أو عصير العنب بشكلٍ دائم له أثر عظيم في التخلص من سموم هذه الأدوية الكيميائية المدمّرة لخلايا الكبد وما يستتبعها من أمراض وعوارض.

 

عصير العنب مقوٍّ ومنشّط عام

ويُنصح دائماً بتناول عصير العنب كمقوٍّ عام لكلٌّ من يحتاج إلى الطاقة، فهو من الأغذية الأساسية المقوية حيث يساعد الرياضيين والعمال على أداء نشاطاتهم وأعمالهم الشاقّة، وهو بشكلٍ خاص مفيدٌ للطلاب عند بدء عامهم الدراسيّ الذي يصادف في موسم العنب!!

كما ينفع عصير العنب الأطفال الرضع فتستطيع الأم إضافته إلى غذاء الطفل عند بلوغه الشهر الرابع من العمر، وذلك بإعطاء الطفل القليل منه في البدء ومن ثم زيادة الكمية شيئاً فشيئاً. ولعصير العنب فائدة كبيرة للأطفال في هذا العمر الحساس، وخاصةً النحيلين منهم فله قدرةٌ فائقة على بناء الجسم وزيادة الوزن، كما أنه غنيٌّ بالحديد ومن هنا ينصح بإعطائه لكل من يشكو من فقر الدم أو هو معرض للإصابة به كالأطفال الرضع عند البدء بالأغذية الجامدة أو الفتيات في سن البلوغ (بدء العادة الشهرية).

 

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

  • اختَر العنب الطازج

عند شراء العنب يجب اختيار العنب المغطّى بطبقة رقيقة أو غشاوة من الغبار الأبيض ما يدل على كون العنب طازجاً، ويجب الابتعاد تماماً عن الأصناف ذات القشرة الملساء والرطبة (وكأن العنب قد غُسِل) أو التي تغيّر لونها!!

  • احفَظ العنب في البراد

يجب غسل العنب جيداً للتخلّص من الأدوية والمضادات الحيوية التي يستخدمها المزارعون للحفاظ على الكرمة، إلاّ أنه يجب الابتعاد تماماً عن نقع العنب في الماء لوقت طويل وهو ما يُفسِد العنب ومحتواه من الفيتامينات والمعادن التي تتحلل في الماء!!

لذا يُفضَّل غسل العنب جيداً بالماء ومن ثم تجفيفه بواسطة فوطة جافة وحفظه في البراد.

  • كُل العنب بقشوره وبذوره!

بما أنّ المركّبات الكيميائية الدوائية المفيدة موجودة بشكل رئيسي في القشور والبذور، لذا فإن العنب مفيد من القشرة إلى البذرة ويفضّل أكله كاملاً مع مضغ البذور لتحصيل الفائدة المرجوّة.

  • تناول كوباً كبيراً من العصير يومياً

عند تناول العصير الطبيعي يجب مراعاة عدة نقاط أساسية منها أن يكون العصير طازجاً أي يُشرب مباشرة بعد العصر، وأن تكون الكمية كافية؛ وبحسب الدراسات فإن كوباً كبيراً من العصير يومياً يؤمِّن حاجة الجسم من هذه المركبات الكيميائية الدوائية اللازمة للوقاية من أمراض القلب والشرايين وأمراض السرطان الخطيرة والمميتة.

وهل هناك ألذ وأطيب من هكذا دواءٍ مع ما له من فعالية قوية في مقاومة الأمراض وتطهير الجسم من السموم كافةً وبخاصةً السموم المتولدة من تناول الأدوية الكيميائية الشائعة!!

 

وصفات صحِّيَّة لذيذة

موس الفانيلا مع العنب الأسود

المقادير

– ½1 كوب من الجبنة البيضاء الطرية القليلة الدسم

-½  إلى ⅔ كوب سكر ناعم

-½1  ملعقة صغيرة فانيلا

–  كوب كريما جاهزة (Chantilly)

–  بضع أوراق طازجة من النعناع

للطبقة العلوية:

–  بضع حبات من العنب الأسود مقطعة شرائح

طريقة التحضير

–تُخفق الجبنة بواسطة خفاقة كهربائية حتى تصبح خفيفة منفوشة.

–يُضاف السكر الناعم والفانيلا والكريما مع الاستمرار بالخفق للحصول على كريما طرية قشدية القوام.

–يُسكب المزيج بواسطة الملعقة في أكواب خاصة للتقديم.

–يُزين كل كوب ببضع أوراق من النعناع وبطبقة علوية مكوّنة من حبات العنب الأسود المقطعة دوائر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *