“قوة الشفاء في الفاكهة” (13)…الجوافة (Guava) مخفِّضة للكولسترول والسكّر في الدم وواقية من البروستات والإصابة بأمراض العين والقلب

Views: 82

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها  “قوة الشفاء في الفاكهة” (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة الثالثة عشرة.

 

 

 د. أماني سعد ياسين

قلّما نمرّ من أمام البقّال صيفاً من دون أن تلفت انتباهنا الرائحة الزكية والعطرة المنتشرة في المكان كلّه، وذلك بسبب هذه الفاكهة المحبّبة واللذيذة المسمّاة بالجوافة. وهي من أشهر الفواكه الصيفية التي تتميز بطعمها الفريد المحبَّب ورائحتها العطرية النفَّاذة!

وتُعتبر هذه الفاكهة الاستوائية الأصل من المصادر الغنية بالفيتامين C بل هي من أغنى المصادر على الإطلاق حيث تحتوي الجوافة المتوسطة الحجم على 322 ملغ من الفيتامين C، وبمقياس أدق 230 ملغ في 100غ من الجوافة وهي نسبة كبيرة جداً إذا ما قورنت بباقي الفواكه. فالبرتقالة من نفس الحجم تحتوي على 86 ملغ تقريباً أما الفريز (الفراولة)، وهو أيضاً من أغنى المصادر بالفيتامين C، فتحتوي الحصة الواحدة منه (10 حبات) على 92 ملغ من هذا الفيتامين.

وبما أن حاجة الجسم اليومية (كحد أدنى) من الفيتامين C هي 75 ملغ للنساء و90 ملغ للرجال، وإذا عرفنا أن الإنسان يحتاج فقط إلى 10 مليغرامات يومياً من الفيتامين C للوقاية من داء الحفر والمعروف أيضاً بالإسقربوط (Scurvey) عرفنا أهمية هذه الفاكهة في الوقاية والعلاج، إذ إن كميةً قليلةً منها تكفي في هذا الخصوص. وهذا ما توصل إليه الأطباء في أثناء الحرب العالمية الثانية حيث كانوا ينصحون قيادة جيش الحلفاء بتوزيع كمياتٍ كبيرةٍ من الجوافة على الجنود لوقايتهم من هذا الداء الخطير والمميت!!

وللجوافة أشكالٌ عديدة، بعضها كروي، وبعضها بيضاوي، والبعض الآخر يشبه شكل الإجّاص؛ أمّا لونها فأخضر إذا كانت فجّة، وكلّما نضجت اصفرّ لونها. وهنا لا بدّ من التنبيه إلى الابتعاد عن تناول الجوافة الفجّة الخضراء أي غير الناضجة لأنها قد تؤدي إلى الإصابة بالتسمم نتيجة وجود مادة «السولانين» السامة التي تزول بشكلٍ كاملٍ عند نضوج الثمرة.

 

المركّبات الدوائية الفعّالة

Vitamin C                        Vitamin E

Betacarotene B–complex vitamins

lycopene (pink guava)   Potassium

Iron Phosphorus

Zinc       Fiber

كما تحتوي الثمرة غير الناضجة على مقادير عالية من حمض التانين (Tannins) ذي الخاصية القابضة. ويجب الحذر أيضاً من الثمار الرخوة الذابلة ذات اللون المتغيِّر والرائحة الكريهة أو غير المستحبة، فهي ضارة ويجب بالتالي عدم تناولها.

أما اللُّب الداخلي للجوافة فقد يكون أبيض أو أصفر أو زهري اللون، والجوافة الزهرية اللون غنية بمادة الليكوبين (Lycopene).

 

مكوناتها

تحتوي الجوافة الصفراء على 80¬% ماء، 0.9¬% بروتين، 0.4¬% مواد دهنية، 12-% سكريات و5.3¬% ألياف. كما أنها تحتوي مقادير لا بأس بها من الأملاح المعدنية وخاصةً البوتاسيوم (322 ملغ في الحبة المتوسطة) والفوسفور والحديد والنحاس والزنك.

إلا أن ما يميِّز الجوافة عن غيرها هو أنها أغنى الفواكه بل أغنى المصادر الغذائية بالفيتامين C حيث تحتوي على 230 ملغ في كل 100غ.

وهي أيضاً أغنى الفواكه بالألياف (Fibers) المخفِّضة للكولسترول والسكّر في الدم والواقية من الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسرطان وغيرها. وتحتوي الجوافة أيضاً على كميات جيدة من الفيتامين A ومجموعة الفيتامين B.

ومن الجدير ذكره أنّ قشر الجوافة والطبقة الخارجية من اللُّب أغنى بالفيتامينات من الداخل اللزج والمليء بالبذور، لذا يُنصح بعدم تقشير الجوافة بل يجب أن تؤكل كاملةً وذلك بعد غسلها بالماء جيداً.

تحتوي ثمرة الجوافة أيضاً على عددٍ كبيرٍ من الغدد الزيتية التي تكسبها هذه الرائحة العطرية المميّزة والتي تشبه إلى حدٍّ ما الزيوت العطرية النفّاذة الموجودة في الصنوبر والتي لها ما لها من فوائد طبية عظيمة!!

والجوافة الحمراء أو الزهرية اللون غنية بالليكوبين (Lycopene)، وهو شبيه بالكاروتين (carotenoid)، وهو الملوِّن الطبيعي المسؤول عن اللون الأحمر في الفاكهة والخضار الحمراء اللون. وعلى عكس البيتاكاروتين فإن الليكوبين لا يتحول إلى فيتامين A، ومع هذا فإنَّ له فوائد عديدة وكبيرة فهو مضاد للتأكسد قوي جداً بل هو أقوى أشباه الكاروتين في هذا الخصوص!!

والليكوبين أيضاً فعّال في الوقاية من مرض السرطان وخصوصاً سرطان البروستات وسرطان الرئة. كما أنّ له دوراً محتملاً في الوقاية من الإصابة بالذبحة الصدرية والسكتة الدماغية (stroke)، وهو يحمي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين بشكلٍ مؤثر. فقد بيّنت إحدى الدراسات التي أُجريت على مجموعة من الناس أنّ له تأثيراً بارزاً في تخفيض نسبة الكولسترول الضار (LDL) في الدم.

ومن المهم معرفة أنّ نسبة الليكوبين في الجوافة الحمراء (الزهرية) قد تصل إلى 54 ميكروغرام في كل غرام من الفاكهة الطازجة وهي نسبة مرتفعة إلى حدٍّ ما مقارنةً بباقي الفواكه.

 

الجوافة والوقاية من سرطان البروستات والرئة

تحتوي ثمرة الجوافة على عدة عناصر محاربة للسرطان، هذه العناصر هي الفيتامين C والبيتاكاروتين والليكوبين وهذه جميعها لها دورٌ هامٌ جداً في الوقاية وحتى علاج بعض أنواع السرطان. وليس غريباً أبداً أنَّ بعض المصحات في أوروبا لها شهرة واسعة في علاج العديد من الحالات الميؤوس منها من المرضى المصابين بالسرطان وذلك فقط بواسطة التداوي بالفواكه. فالفواكه غنية بالفيتامينات وقد بيّنت الأبحاث أن أغلب هذه الفيتامينات لها قدرات كبيرة في محاربة السرطان والوقاية منه. (teamtapper.com)

ومن الضروري معرفة أنَّ كمية الفيتامين C اللازمة للوقاية من السرطان متوفرة بشكلٍ أكيد في أيِّ نظام غذائي سليم يحتوي على عدة حصص من الفاكهة والخضار يومياً، والجوافة هي أغنى المصادر الغذائية بالفيتامين C وهي بالطبع أفضل من أيِّ مركّب كيميائي لأن الجسم يستطيع امتصاصها بسهولة وهي لا تسبب عوارض جانبية.

كما أنّ الجوافة الحمراء أو الزهرية اللون من الداخل أي القسم المليء بالبذور غنية بالليكوبين (Lycopene)، بل قد تكون أغنى الفواكه أو حتى المصادر الغذائية بهذا العنصر المهم للوقاية من الابتلاء بمرض السرطان الخطير. فقد أثبتت الدراسات العديدة (حتى حدود 60 دراسة حديثة) أنّ هناك رابطاً معكوساً ما بين نسبة الليكوبين في الدم وبين نسبة الإصابة بمرض السرطان على أنواعه، وبخاصةً سرطان البروستات عند الرجال، وسرطان الرئة والمعدة.

وفي دراسة أُجريت مؤخراً على مجموعة من الرجال مؤلفة من 33 مريضاً كانوا على جدول الانتظار لإجراء عملية استئصال سرطان البروستات، وقد قُسِّمت هذه المجموعة عشوائياً إلى مجموعتين. الأولى (21 شخصاً)، أُعطيت أقراص الليكوبين بمقدار 30 ملغ يومياً (قرصا ليكوبين 15 ملغ) لمدة ثلاثين يوماً قبل إجراء الجراحة. أما المجموعة الثانية (12 شخصاً) فلم تُعطَ أيِّ دواء. وقد تبيّن فيما بعد أنَّ الرجال الذين أخذوا الليكوبين كعلاج ما قبل الجراحة تدنّت لديهم نسبة مؤشر سرطان البروستات (PSA) (Prostate Specific antigen حتى 20-%). في حين لم تتغير هذه النسبة في المجموعة الأخرى، بل بقيت كما هي.

كما أظهر فحص البروستات ما بعد العملية الجراحية أنَّ السرطان قد انتشر في كل البروستات، في 7 حالات من أصل 21 من الذين تلقوا العلاج بالليكوبين، في مقابل 9 حالات من أصل 12 من الذين لم يتلقوا هذا العلاج؛ وهذا إنّما يدل على قدرة الليكوبين على منع تضخُّم الورم السرطاني وبالتالي المساعدة على علاج هذه الأورام الخبيثة في البروستات.

ومن المهم التذكير هنا أن الجوافة الزهرية اللون أي التي يكون داخلها زهري اللون تحتوي على 54 ميكروغراماً في كل غرام من الفاكهة الطازجة، وهي نسبةٌ جيدة جداً ولها قيمة مهمةٌ جداً في الوقاية من الإصابة بأمراض خطرة من قبيل سرطان البروستات والرئة والمعدة وغيرها، وخصوصاً أن الدراسات التي أُجريت إنَّما بحثت في تأثير تناول المصادر الغنية بالليكوبين في الغذاء على الوقاية من هذه الأمراض والأورام وليس فقط تأثير الدواء بشكله المركّب!

 

الجوافة أم أقراص الفيتامين C؟؟!

تُعتبر أقراص الفيتامين C من أكثر الأدوية التي يصفها الأطباء لمحاربة وتخفيف عوارض الإنفلونزا (الكريب) وكذلك تخفيف شدة ومدة الإصابة بهذا العارض المرضي الشائع جداً، وذلك بسبب خاصية الفيتامين C المضادة للهيستامين (Anti–histaminic effect) والمقوية لمناعة الجسم في وجه الأمراض كافةً.

كما أنّ للفيتامين C دوراً مهماً في محاربة الفيروسات المسببة للإنفلونزا (Antiviral effect) وحماية المجاري التنفسية والجهاز التنفسي عموماً (Airway–protective actions) حتى أنه يفيد في الحماية من الإصابة بذات الرئة (pneumonia) والالتهاب الرئوي (bronchitis) وهما من عوارض الكريب (الإنفلونزا)، وهذا ما أثبتته الدراسات العديدة.

وتحتوي الحبة المتوسطة (الحصة الواحدة) من الجوافة على 322 ملغ من الفيتامين C وهي نسبة مرتفعة ومهمة جداً في حين تتوفر أقراص الفيتامين C بجرعات ومقادير مختلفة من 100 ملغ، 500 ملغ وحتى 1000 ملغ.

 

الجوافة لحماية العين ومكافحة الماء الزرقاء (Cataract)

هل تعرف عزيزي القارئ أنَّ تناول الجوافة يومياً هو من أهم وأفضل الأدوية لحماية العين ومنع إصابتها بالماء الزرقاء أو ما يُسمى علمياً بالكاتاراكت (cataract)؟!

لقد بيّنت الدراسات والإحصائيات المتعددة أنّ هناك رابطاً قوياً بين تناول مقادير مرتفعة من الفيتامين C ونسبة الإصابة بالكاتاراكت. ومما أثبتته هذه الدراسات أن استهلاك الفيتامين C بمقدار 300 ملغ أو أكثر يومياً تزامن مع انخفاض خطر الإصابة بهذا المرض حتى حدود 70-%!! وفي دراسة أخرى ترافق استهلاك 490 ملغ من الفيتامين C يومياً مع انخفاض 75-% مقارنةً مع من استهلك مقادير أقل من 125 ملغ من الفيتامين C يومياً.

والماء الزرقاء أو الكاتاراكت هو مرض يصيب كبار السن فيسبِّب الغشاوة أو انطفاء البصر تدريجياً ولا يعود المريض يرى شيئاً أبداً، وهو مرضٌ شائعٌ جداً مع التقدم في العمر.

وقد أثبتت الأبحاث المخبرية أن الفيتامين C له القدرة على إبطاء التفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى تكدُّس البروتينات الموجودة في عدسة العين وتجمُّعها ما يؤدي تدريجياً إلى إعتام عدسة العين والغشاوة التدريجية حتى انطفاء البصر بالكامل. وقد أُجريت هذه البحوث على الحيوانات وعلى العين البشرية أيضاً، ومما تبيّن أن الفيتامين C يتمركز بنسب مرتفعة في أنسجة العين فيحميها، وله تأثير خاص على عدسة العين بسبب خصائصه المضادة للتأكسد ربما، أو لأسباب أخرى لم تُعرف بعد!؟ ولهذا انخفضت نسبة الإصابة بالكاتاراكت لدى أولئك الذين أخذوا أقراص الفيتامين C بنسبةٍ ملحوظة، ففي إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من النساء اللاتي أخذْنَ الفيتامين C كمكمِّلٍ غذائيٍّ على مدى عشر سنوات تبيّن أن 23-% فقط أُصبن بإعتام عدسة العين (الكاتاراكت) مقارنةً بباقي السيدات اللاتي لم يأخذن هذه المكمّلات أي إن نسبة الإصابة بالكاتاراكت انخفضت إلى أقل من الربع (¼)!

وفي هذه الدراسة كان متوسط استهلاك الفيتامين C 130 ملغ يومياً عند السيدات اللاتي لم يأخذن أقراص الفيتامين C الإضافية. وهي نسبة مضاعفة عن حاجة الجسم اليومية للفيتامين C، إلا أنها أقل بثلاث مرات من النسبة الموجودة لدى المجموعة التي تناولت الأقراص المكمّلة. لهذا ولكلِّ ما ذكرنا فإن تناول جرعات كبيرة من الفيتامين (C 300 ملغ وما فوق) يحمي بالتأكيد من الإصابة بالكاتاراكت أو الماء الزرقاء.

والجوافة هي أغنى مصدر غذائي بالفيتامين C حيث تحتوي الحبة الواحدة منها (حبة متوسطة) على ما يقارب 322 ملغ من هذا الدواء الطبيعي وهذه نسبةٌ مرتفعة جداً إذا ما قورنت بباقي المصادر الغذائية الغنية بالفيتامين C فعلى سبيل المثال تحتوي الحصة الواحدة من الكشمش الأسود (black currants) على 200 ملغ، وتحتوي الحصة الواحدة من الفريز (ما يوازي 10 حبات) على 92 ملغ أما البرتقالة الواحدة فهي تحوي ما يقارب 86 ملغ من الفيتامين C، وهذه جميعها نسبٌ جيدة جداً وهي أكثر من حاجة الجسم اليومية لهذا الفيتامين الأساسي إلا أنها أقل بكثير من نسبة الفيتامين C الموجودة في الجوافة الواحدة. من هنا، فإن تناول جوافة واحدة يومياً يقي من الإصابة بالكاتاراكت بنسبة 70¬%.

هذا من دون حساب العناصر المهمة الأخرى كالبتياكاروتين (609 ملغ في الحصة) الذي يمنع أيضاً الإصابة بالكاتاراكت إلى حدٍّ كبير.

 

الجوافة لتسريع التئام الجروح والحروق والكسور

لقد لاحظ الأطباء والباحثون تحسُّناً كبيراً بعد الاستفادة من الفيتامين C كمضادٍ للتأكسد في علاج عدد كبير من المصابين بالحروق الجلدية. وتبيَّن في ما بعد، وبعد إجراء العديد من الأبحاث أن للفيتامين C قدرة كبيرة على تسريع التئام الجروح والحروق المتعددة وعلى تحسين التئام الكسور العظمية أيضاً، ومن دون أية مشاكل وعوارض تُذكر.

ويعود ذلك إلى أنَّ الفيتامين C يساعد على حماية وتقوية جدران العروق، كما يمنع ارتشاح سوائل الجسم عبر هذه الجدران إلى حدٍّ كبير في المناطق المصابة بالحروق. وهذه التأثيرات نفسها هي التي تؤدي أيضاً إلى التحسن الملحوظ والسريع للجروح والكسور. من هنا، فإن من أهم ما يتناوله المريض المصاب بالحروق والجروح كدواءٍ طبيعي مساعد، ثمرةُ الجوافة الحاوية لثروةٍ من الفيتامين C الشافي، والإكثار بشكلٍ عام من تناول الخضار والفواكه الغنية بهذا العنصر المهم، فلذلك أثرٌ كبيرٌ في تسريع التئام هذه الجروح والحروق، والوقاية من حدوث أية مشاكل ومضاعفاتٍ قد لا تُحمد عقباها!!

 

الجوافة لحماية القلب والشرايين

تحتوي الجوافة على نسبٍ كبيرة من البوتاسيوم (322 ملغ في الحصة الواحدة) والفيتامين C (322 ملغ في الحصة الواحدة) أو ما يقارب (230 ملغ في كل 100غ) وعلى نسبةٍ جيدة من البيتاكاروتين وهذان الأخيران هما مضادان قويان للتأكسد ولهما دورٌ مهمٌ جداً في حفظ صحّة القلب والشرايين.

ويعتبر الفيتامين C بشكل خاص ضرورياً للحفاظ على سلامة الجدار الشرياني ومنع تصلّبه. ولقد أظهرت الدراسات الكثيرة أنَّ هناك رابطاً واضحاً بين استهلاك كميات أقل من الفيتامين C في الغذاء وظهور أمراض من قبيل ارتفاع ضغط الدم الشرياني والذبحة الصدرية والسكتة الدماغية.

ففي دراسة حديثة أُجريت في فنلندا على مجموعة كبيرة (1605 رجلاً ما بين 42–60 سنة من العمر) من الرجال السليمين من الناحية القلبية أي الذين لم يكونوا يعانون من أي مرض في القلب أو الشرايين في البدء، تبيّن أنَّ خطر الإصابة بالذبحة الصدرية (MI) ازداد بصورة كبيرة (13.2-%) لدى أولئك الذين كانوا يستهلكون مقادير أقل من الفيتامين C في غذائهم مقارنةً بالمجموعة الأخرى (3.8¬%) الذين كانوا يستهلكون مقادير أكبر!! كما أظهرت الأبحاث والإحصائيات أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الوفيات في فنلندا نتيجة أمراض القلب والشرايين، فإذا ما ربطنا هذا بالأبحاث التي تشير إلى أنّ أغلب الرجال الفنلنديين لديهم نقص في نسبة الفيتامين C في الدم طبقاً للفحوصات المخبرية، فقد يكون السبب الوحيد والأبرز هو أن نقص الفيتامين C هو المسبِّب لزيادة نسبة الإصابة بالذبحة الصدرية المميتة لدى هؤلاء!!

وفي إحدى الدراسات الحديثة أُعطيت مجموعة من المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أقراص الفيتامين C بمقدار 500 ملغ يومياً، في حين أُعطيت المجموعة الأخرى أقراص دواء وهمي (placebo) للمقارنة، وذلك لمدة ثلاثين يوماً، وقد أظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 13 ملم زئبق (mm Hg) في ضغط الدم لدى المجموعة التي تداوت بالفيتامين C في حين لم يظهر أيّ تحسّن في المجموعة الثانية.

وهذا إنّما يدلُّ على أنّ للفيتامين C أثراً مخفّضاً لضغط الدم، وعلى العكس فإن نقص الفيتامين C ترافق مع ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم طبقاً للعديد من الدراسات الميدانية الإحصائية.

هذا بالنسبة للفيتامين C فقط، إلا أن الجوافة تحتوي أيضاً على نسبةٍ كبيرة من البوتاسيوم، هذا العنصر الهام الحامي للقلب وللشرايين والمخفّض لضغط الدم والذي مهما أخذنا منه فإننا دائماً بحاجة إلى المزيد ولن يكون هناك أبداً فائضٌ أو زيادةٌ في البوتاسيوم.

وقد أظهرت الدراسات بما لا يقبل الشك أن الأشخاص الذين يستهلكون مقداراً أكبر من المصادر الغنية بالبوتاسيوم يصابون أقل من غيرهم بأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم الشرياني وعوارضه كالسكتة الدماغية بنسبة 38¬% بحسب إحدى الدراسات.

وهذا أيضاً ينطبق على المصادر الغنية بالألياف (Fiber) والجوافة من أغنى المصادر الغذائية بالألياف حيث تحتوي الحبة الواحدة على ما يقارب 6 غرامات من هذه الألياف المفيدة جداً في التخلص من الكولسترول الضار (LDL) وعوارضه على القلب والشرايين.

 

الجوافة الفاكهة المثالية لكبار السن

تُعتبر الجوافة من أهم الأغذية التي يُنصح بتناولها لكبار السن إضافةً للصغار أيضاً، لما تحتويه من عناصر مفيدة في الوقاية من الكثير من الأمراض والمشاكل التي تعترض أعزاءنا في هذا العمر الحسّاس. فالجوافة كما ذكرنا آنفاً هي أغنى الفواكه بل أغنى المصادر الغذائية بالفيتامين C الحامي من الإصابة بالماء الزرقاء حتى 70¬% (300 ملغ من الفيتامين C يومياً أو أكثر) وهي أي الماء الزرقاء من أكثر الأمراض شيوعاً بين كبار السن.

كما أنَّ الفيتامين C والبوتاسيوم والألياف الموجودة في الجوافة بوفرة تحمي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم الشائع جداً في هذه المرحلة العمرية كما تحمي أيضاً من الإصابة بالذبحة الصدرية والسكتة الدماغية، وذلك ما أثبتته الدراسات الكثيرة.

ومن أكثر المشاكل شيوعاً وإيلاماً لدى كبار السن الإمساك الذي يزول تلقائياً بعد إضافة عدة حصص من الخضار والفاكهة الكاملة إلى الغذاء، ومن أهم هذه المصادر الغذائية الجوافة التي تحتوي الحبة الواحدة منها على 5 أو 6 غرامات تقريباً من الألياف، 3.8 إلى 4 غرامات منها من الألياف غير القابلة للذوبان (Insoluble fiber) التي تعمل كالإسفنجة فتجذب إليها أضعاف وزنها من الماء في أثناء عبورها في الجهاز الهضمي فتسهِّل بالتالي عبور الفضلات مانعةً الإمساك وما يتسبّب به من عوارض كثيرة مؤذية كالتشقّق والبواسير والديفيرتيكولوز (diverticulosis) وهي حالة تتشكل بها عدة جيوب في جدار القولون.

كما تنفع هذه الألياف في الوقاية من الإصابة بأمراض خطيرة كسرطان القولون، فإضافة 13 غرام من الألياف فقط إلى النظام الغذائي بحسب إحدى الدراسات، قد يخفّض خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 31¬%. كما أنّ النساء اللواتي يتناولن 28 غراماً من الألياف يومياً انخفضت لديهن نسبة الإصابة بسرطان الثدي حتى حدود 38-% أقل من السيدات اللاتي يستهلكن 14 غراماً فقط من الألياف، طبقاً لإحدى الدراسات، كما أنّ الليكوبين (Lycopene) الموجود بوفرة في الجوافة الزهرية اللون أي (ذات الداخل الزهري اللون) يحمي من الإصابة بسرطان البروستات والرئة إلى حدٍّ كبير، وهذه جميعها من الأمراض الخطيرة والشائعة لدى كبار السن.

 

الجوافة أغنى الفواكه بالألياف المخفّضة للكولسترول

تحتوي الجوافة على ثروة كبيرة من الألياف المفيدة التي ترتبط بجزيئات الكولسترول الضار وتسهِّل دفعها إلى خارج الجسم مما يُسهم في انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين المميتة كاحتشاء عضلة القلب وتصلُّب الشرايين. وقد أظهرت الدراسات المخبرية بشكل واضح أنّ ارتفاع معدّل الكولسترول في الدم هو أفضل مؤشِّر على خطر الإصابة بتصلّب الشرايين لدى البالغين من الرجال.

وفي أشهر دراسة أُجريت بشكل متتابع على مدى سنين عدة وهي دراسة فرامنغهام (Framingham)، ثَبُت بما لا يقبل الشك أنّ خطر الوفاة نتيجة إصابة شرايين القلب يزداد تلقائياً مع ارتفاع نسبة الكولسترول العام في الدم.

 

كيف نحصِّل أفضل النتائج؟

  • اختَر الجوافة الصفراء الطازجة

من المهم اختيار الثمرة الناضجة والطازجة ذات الرائحة الجميلة النفّاذة، ويجب الابتعاد تماماً عن تلك الفاسدة ذات الرائحة الكريهة نوعاً ما أو غير الجامدة والتي تكون طرية في نواحٍ عدة ما يدل على فسادها وليس على نضجها فيجب الانتباه!! كما يجب الابتعاد عن الثمار الخضراء الفجة أو غير الناضجة والتي قد تحتوي على مادة السولانين السامة والتي تزول تماماً عند نضوج الثمرة.

  • الجوافة الزهرية اللون هي الأفضل

الجوافة أنواعٌ عدة وجميعها مفيدٌ جداً إلا أنّ الجوافة الزهرية اللون هي أفضل طبياً لاحتوائها على مادة الليكوبين (Lycopene) وهذه المادة هي التي تكسبها هذا اللون الزهري الجميل والليكوبين لا يضفي اللون الجميل فقط على ثمرة الجوافة، بل هو محارب قويٌ للسرطان بجميع أنواعه وخاصةً سرطان البروستات والرئة والمعدة إضافة إلى أنه قد يفيد في الوقاية من أمراض القلب والشرايين.

وتحتوي الجوافة المتوسطة الحجم على ما يقارب 5 غرامات تقريباً من الألياف أو 4.6 (3.8 غرامات ألياف غير قابلة للذوبان و0.8 غرامات ألياف قابلة للذوبان) أو بمقياس آخر فإن كوباً واحداً من الجوافة المقطّعة يحتوي على ما يقارب 9 غرامات من الألياف وهو أكثر من الألياف الموجودة في حبة واحدة من التفاح، المشمش، الموز والدراق (الخوخ) مجتمعة. وكما قلنا فإن زيادة مقدار الألياف في الطعام هي من أفضل الطرق لتخفيض معدل الكولسترول في الدم ومعها خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

وفي دراسة أُجريت في الهند على 120 رجلاً تبيَّن أن الأشخاص الذين تناولوا ما بين 5–9 حبات من الجوافة يومياً انخفض معدّل الكولسترول في دمهم بنسبة 10-% تقريباً.

بل وأكثر من هذا، فإن معدّل الكولسترول النافع (HDL) قد ارتفع لديهم بنسبة 8-%.

 

وصفات صحِّيَّة لذيذة

الجوافة مع صلصة اللايم

المقادير

*10 حبات جوافة ناضجة

* ملعقة طعام عصير لايم (ليمون حامض أخضر)

* ملعقة طعام سكر عادي

* ¼ كوب سكر ناعم

* ½ ملعقة صغيرة فانيليا

* رشة قرفة

طريقة التحضير

–تُقشِّر حبات الجوافة وتُقطع كل واحدة إلى شطرين.

–بواسطة ملعقة يُزال القسم الداخلي المليء بالبذور، يوضع في منخل أو مصفاة ويُضغط عليه بالملعقة حتى لا يبقى سوى البذور فقط.

–تُرمى البذور وتضاف عصارة الجوافة إلى السكر الناعم والفانيليا والقرفة وتمزج جيداً.

–في هذه الأثناء، يجب نقع أنصاف الجوافة الخارجية بعصير اللايم والسكر وتركها جانباً حتى اكتمال الوصفة كما ذكرنا سابقاً.

–تُصف أنصاف الجوافة في وعاء أو صينية خاصة للتقديم، ثم تحشى هذه الأنصاف بالمزيج المحضر سابقاً من اللب. وألف صحة.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *