قيامة

Views: 498

د. كريستيان أوسي

إلهي،

في السبت الذي أَشَعْتَ نورك على الإنسان، أتوجّه اليكَ ربّي، أن تُعيدَ إلى وطني نوراً صار يفتقده.

من عتمة القبر حيث نقيم منذ ثلاثين عاماً، أضرع إليك الهي أنْ – و كما فعلت مع اليعازر في يومه الرابع – إفعل معنا، و أخرجنا من حيث نحن الى حيث يجب ان نكون.

ربي،

غداة يوم الجمعة العظيمة التي إرتقيتَ فيها الى العلى، متخلّياً عن جسدٍ أثخنته الجراح لِتُضمّدَ جراحنا، أصلّي الى رحمتك و حنانك أن أرمِقْنا بعظَمَةِ حبك الأبوي، إغفر لنا آثامنا و معاصينا، لا تشملنا بغضبك الذي يجب ان يقوم على أهل السياسة الذين أمعَنوا في نهب خيرات ارض أرز الرب الذي اصطفيته لكَ أرزاً.

يا يسوع،

انتَ الذي أطلَقْتَ أولى عجائبك في قانا،

زرتَ صور وصيدا،

أقامت والدتك لها في مغدوشة موطىء قدم،

إرحم عبيدك، في العالم وهنا،

فنحن لك و سنبقى،

نؤمن بك و سنبقى،

ستبقى إجراسنا تُقرع فوق رؤوس التلال وبطون الأودية، تُسبّحك مع الترانيم، سيبقى أبناؤك مخلصين لك، انت الطريق والحق والحياة….

منَعنا الوباءُ عن إحياء أسبوع الآلام في المعابد فَفعلنا ذلك عبر قنوات التواصل والأقنية التلفزيونية الخاصة بالرعايا..

نعم سيدي،

سجَدنا للقربان في خميس الأسرار،

بكينا في رتبة الدفن ورتبة السجود للصليب يوم الجمعة العظيمة،

اليوم، نفتح قلوبنا في سبت النور مع رتبة المسامحة،

غداً، نُحيي قداس الفصح ورتبة السلام في أحد القيامة،

…وسنستذكر احباءنا الذين غادرونا بعد غد الاثنين في تذكار الموتى في اثنين الفصح.

سيدي،

سنظل نرنو إليك،

سنزداد تعلقاً بك كلّما ثقلت علينا الظروف، وهي تتوالى على شعبك في لبنان منذ أربعين عاماً.

في سبت النور، أصلّي لك سيدي لتزرع نور حبّك وفيضك في قلوب المسؤولين، فيُدرِكوا ان لبنان امانةٌ، منك، في أعناقهم، وأنّ اللبنانيين شعبُك المؤتمن منذ ألفيْ سنة في أرضك… ويجب أنْ يبقوا.

أناجيك ربي في أسبوع الآلام العظيم هذا، أن تَذكرنا، كما ذكرتَ لصَّ اليمين، ساعة التخلّي، فيخفّ غضبُ القدَرِ عنّا.

ربّي،

في سبت النور ،

لن أقول: ” إيلي إيلي لَما شَبَقتَني” (إلهي إلهي لماذا تركتني)،

بل سأردّد:

“أبَتاه ، بين يديكَ أستوْدِعُ لبنان وشعبَكَ فيه”

***

VDL news

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *