“قوة الشفاء في الفاكهة” (19)…الموز… منوِّم طبيعي، مضاد للاكتئاب، مخفِّض لضغط الدم، مزيل للحرقة وبديل فعّال لدواء القرحة

Views: 752

د. أماني سعد ياسين

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها  “قوة الشفاء في الفاكهة” (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة التاسعة عشرة.

 

أشهر من أن يُعرَّف، عُرِف أول ما عُرف في بلادنا بالبَنان (الإصبع) نسبة إلى الأصابع، وانتقلت هذه التسمية إلى الغرب فسُمِّي بنانا (banana).

والموز غذاء ممتاز للصغار وللكبار، فإذا أُضيف إليه الحليب أصبح غذاء كاملاً تقريباً، يُناسب الأطفال بشكل خاص، فهو سهل الهضم، مُغذٍ، غني بالطاقة اللازمة لأجل نموٍّ جسدي وعقلي سليم إضافة إلى أنه لذيذ الطعم يرغبه غالبية الصغار.

أفضلُهُ ما كان أصفر اللون، طريّ القشرة أملسها، زكي الرائحة. لا بأس من تناول ثمار الموز الناضجة جداً أو ذات القشرة المائلة للسواد قليلاً شرط ألاّ تكون متحمّضة.

 

مكوناته

إن أحد أهم ما يحتوي عليه الموز من الناحية الطبية الدوائية هو تلك السكريات المتعددة النافعة المعروفة باسم الإنولين (Inulins) والفروكتو أوليكوساكاريد (Fructo oligosacharides).

وما يميِّز هذه السكريات أنها لا تُهضم بتاتاً في المعدة والأمعاء الدقيقة، بل تصل كما هي إلى الأمعاء الغليظة حيث تختمر بمساعدة عدد من البكتيريا ومنها البيفيدوبكتيريا الموجودة أصلاً في القولون، ما يخلق بيئة ملائمة لنمو بعض أنواع البكتيريا النافعة لصحة الإنسان، وأهمها البيفيدوبكتيريا (Bifidobacteria) نفسها، التي تمنع نمو البكتيريا الضارة المسبِّبة للإسهال والتسمُّم، من قبيل الإيشرشيا كولي (E. coli) والكلوستريديوم (Clostridium Perfringens).

 

المركّبات الدوائية الفعّالة

Inulins      B–complex vitamins

Potassium        Vitamin E

Magnesium      Tryptophan

Tyrosine    

ويحتوي الموز أيضاً على مادة كيميائية نباتية فعّالة تدعى (proptease inhibitor)، لها دور مهم في التخلص من البكتيريا الضارة المسبِّبة لقرحة المعدة والاثني عشر.

وكما بقية الفواكه، فإن الموز يحتوي على نسب كبيرة من الفيتامينات والأملاح المعدنية، إلا أن أهم ما يحتويه هو ثروة مهمة من البوتاسيوم (Potassium) الحامي الأول للقلب وللشرايين، فهو يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع إلى حدٍّ ما، كما يعمل على خفض مستوى الكولسترول الضار؛ وتحتوي الموزة المتوسطة الحجم على 400 مليغرام من البوتاسيوم.

ويحتوي الموز أيضاً على نسب جيدة من المغنيزيوم (34 ملغ في الحصة) والفوسفور (28 ملغ في الحصة) والمنغنيز (0,4 ملغ) والحديد (0,3 ملغ) واليود (8 ميكروغرام) والزنك (0,2 ملغ).

أما بالنسبة للفيتامينات فإن الموز يحتوي على نسب جيدة من الفيتامينات وأهمها مجموعة الفيتامين B والفيتامين E. وفيه نسبة لا بأس بها من الفيتامينات A وC.

 

الموز مطهِّر طبيعي للجهاز الهضمي

يحتوي الموز على مادة الإنولين (Inulin)، وهي نوع طبيعي من أنوا البريبيوتيك (Prebiotic) التي تضاف في أيامنا هذه إلى الكثير من المنتجات الغذائية والدوائية من قبيل الحليب المخصص للأطفال الرُضّع والأغذية المنوّعة المخصّصة للأطفال. كما توجد في الصيدليات على شكل أقراص دوائية أو بودرة (Powder) حيث توصف بكثرة في علاج الأمراض المعوية الجرثومية.

والإنولين (Inulin) عبارة عن نوع من السكريات التي لا تُهضم على الإطلاق أثناء عبورها في الجهاز الهضمي، بل تصل كما هي من دون أي تبدّل أو تغيير إلى المعي الغليظة حيث تتخمّر بمساعدة من بعض أنواع الميكروبات النافعة وأهمها البكتيريا المعروفة البيفيدوبكتيريا (Bifidobacteria) الموجودة أصلاً في القولون (colon)، وهذا ما يخلق بيئة مناسبة لنمو أنواع البكتيريا المفيدة للإنسان وأهمها البيفيدوبكتيريا نفسها التي تأخذ مكانها في المعي الغليظة وتمنع نمو الميكروبات الضارة المسبّبة للإسهال والتسمّم كالإيشرشيا كولي (E. coli) والكلوستريديوم (Clostridium perfringens).

 

الموز مضاد لسرطان القولون

أظهرت الدراسات التي أُجريت على الفئران أن للإنولين أثراً مضاداً للسرطان وخصوصاً سرطان القولون، ولعل السبب الأهم هو زيادة نسب حامض البيوتيريك (Butyric acid) في القولون، وهو حامض دهني يتشكّل في الحالة الطبيعية بمساعدة البكيريا النافعة المسماة البيفيدوبكتيريا (Bifidobacteria) الموجودة طبيعياً في الأمعاء والتي تحتاج لنموها إلى هذه السكريات المتعددة وأهمها الإنولين (Inulin).

ويساعد البيوتيرايت (butyrate) على تكوين المادة المخاطية (Mucin) وهي عبارة عن مادة لزجة تشكّل حاجزاً أو طبقة رقيقة عل سطح القناة المعدية المعوية (Gastrointestinal canal) فتحميها وتقيها من الأذى.

كما يساعد أيضاً على إصلاح الأغشية المخاطية التالفة، أي التي أصابها الأذى نتيجة التعرّض للحرارة أو لبعض العوامل الكيميائية المنظِّفة والمطهِّرة. وتشير بعض الدراسات أيضاً إلى أن حامض البيوتيريك له تأثير مباشر على منع وتكاثر الخلايا السرطانية حيث يوقف تأثير المواد المسرطنة (carcinogens) بواسطة تفعيل عمل الأنزيم المعروف بـ (Glutathione S–transferase). بل وأكثر من هذا، فالإنولين يساعد على جذب الكالسيوم والمغنيزيوم وزيادة نسبتهما في القولون وهذا له تأثير مهم على إبطاء أو منع نمو الخلايا السرطانية.

 

الموز مخفِّض للكولسترول وضغط الدم

ليس غريباً القول بأن الموز غذاء ودواء مهم للقلب لما يحتويه من عناصر طبية نافعة، فالموز يحتوي على نسبة كبيرة من البوتاسيوم المُلقّب بحامي القلب، وعلى العكس من ذلك فهو يحوي مقداراً ضئيلاً جداً من الملح الممنوع على مرضى ضغط الدم المرتفع.

والبوتاسيوم هو حقاً حافظ للقلب فهو يساعد على خفض ضغط الدم الخفيف والمتوسط، وهو بذلك يخفِّف الحِمل الملقى على عاتق القلب عند كل ضربة أو انقباضة قلبية، كما يُخفّض البوتاسيوم نسبة الكولسترول الضارب (LDL) وبالعكس فهو يرفع نسبة الكولسترول النافع (HDL) كما أن له دوراً في منع تأكسد الكولسترول الضار وبالتالي منع ترسُّبه أو التصاقه بجدران الشرايين الداخلية.

والثابت أن البوتاسيوم يقي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين الخطيرة بطرق عدة، وأخطرها الذبحة الصدرية والسكتة الدماغية، وهذان الأخيران هما المسبِّبان الأكثر شيوعاً للموت لدى كبار السن.

فكم هو مهم الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم التي هي بحق دواء واقٍ، وهي الأغذية التي كان يتناولها أجدادنا بحسب قول الكثير من الباحثين، وحالياً يتم التركيز على العودة إلى هذه الأغذية وأهمها الفاكهة والخضار. وقد بيّنت الدراسات على الفئران أن للإنولين القدرة على خفض نسبة الدهون الثلاثية (التريغليسيريد Triglycerides) في الدم.

وفي دراسة أُجريت مؤخراً على اثني عشر شخصاً سليمي الجسم تناول فيها كلُّ واحد منهم إفطاراً مؤلفاً من الحبوب والعناصر التي تحتوي 18-% من الإنولين لعدة أسابيع متتالية، أظهرت النتائج انخفاضاً واضحاً لنسبة الكولسترول والدهون الثلاثية أو التريغليسيريد في الدم.

في النتيجة، فإن الموز هو دواء مهم يفيد بالتأكيد في خفض ضغط الدم المرتفع أو أقله يساعد في تخفيض عدد الأدوية المخفِّضة لضغط الدم الشرياني وحصرها ربما بدواء واحد، وهو مؤثّر جداً في هذا المجال، لكن يجب بالطبع أن يكون ذلك تحت إشراب الطبيب المختص.

 

الموز للوقاية من ترقُّق العظام

كما ذكرنا سابقاً، فإن الإنولين هو من المركّبات الأساسية للموز، والإنولين شبيه بالألياف كونه يجتذب إليه الأملاح المعدنية من قبل الكالسيوم والمغنيزيوم في المعي الدقيقة.

من ناحية أخرى، فإن تخمُّر الإنولين في الأمعاء بمساعدة البكتيريا الموجودة في هذه الأمعاء وتوليد مركّبات البوتيرات (butyrate) والبروبيونات (propionate) والأستات (acetate)، قد يساعد في انتقال الكالسيوم والمغنيزيوم من القولون إلى الدم.

من هنا، فإن الموز يساعد على تقوية العظام ومنع ترقُّقها، ويُنصح دائماً بشرب الحليب المخفوق مع الموز لهذا الغرض ويُفضّل الاستفادة من الحليب الخالي من الدسم أو قليل الدسم للبالغين ولكبار السن.

 

الموز بديل فعّال لدواء القرحة؟!

من اليوم فصاعداً يمكن للمرضى الذين يشكون من آلام قرحة المعدة أو الاثني عشر أن يستعيضوا بالموز عن دواء القرحة المعروف بالإنتي أسيد (Antacid) فله فعالية مدهشة في تسكين حرقة المعدة المؤلمة وآلام سوء الهضم.

ويعتقد العلماء أن الموز يحمي الغشاء الداخلي للمعدة ويعالج القرحة من طرق عدة:

أولاً، يحوي الموز مادة كيميائية تدعى (protease inhibitor)، وهي فعّالة في التخلّص من البكتيريا المسبِّبة للقرحة قبل أن تبدأ بتخريب الغشاء المخاطي للمعدة.

ثانياً، إن الموز يساعد على تشكيل الغشاء المخاطي الداخلي الذي يغلِّف المعدة من الداخل ويشكِّل عازلاً ما بينها وبين الحوامض المهيّجة للمعدة. وذلك سببه حامض البيوتيريك (Butyric acid) المتولد نتيجة تخمُّر الإنولين الموجود في الموز بشكل طبيعي.

 

الموز علاج فعّال للإسهال

خلافاً لظن الكثير من الأمهات اللواتي يمنعن أطفالهن من تناول الموز عند الابتلاء بالإسهال، فإن الموز هو علاج طبيعي فعّال في هذه الحالة. فهو يُعوِّض الجسم عن الإلكتروليت أو العناصر والأملاح الأساسية التي يفقدها نتيجة للإسهال كالبوتاسيوم الموجود بوفرة في الموز.

هذا مضافاً إلى احتواء الموز على البكتين (pectin) الذي يعمل كالإسفنجة فيمتصّ السوائل ويتحوّل إلى مادة هلامية (jelly) مخفِّفاً بذلك عوارض الإسهال المؤذية.

والأهم من ذلك كله هو احتواء الموز على الإنولين (Inulin)، البريبيوتيك (prebiotic) الطبيعي الموجود في بعض النباتات ومنها الموز، ويضاف حالياً الإنولين أو ما يُسمَّى بالبريبيوتيك إلى حليب الأطفال الرضّع وأنواع الأطعمة الجاهزة للأطفال وذلك لما له من تأثيرات إيجابية في معالجة الإسهال عند الأطفال الرضّع.

من هنا، فإن الموز دواء متعدّد المنافع في علاج الإسهالات عند الأطفال علاوة على الكبار إلا أنه يجب أن لا يُعطى للطفل قبل الشهر السادس من العمر، وفي جميع الأحوال يجب الأخذ بتوصية الطبيب المختص وهو الأعلم بحال الطفل وما يجوز وما لا يجوز في هذه الحالة بالخصوص.

 

الموز منوِّم طبيعي ومضاد للاكتئاب

الموز هو من أغنى الأغذية بالتريبتوفان (Tryptophan)، الذي يتحوّل في الجسم إلى سيروتونين (Serotonin). والسيروتونين هو الناقل العصبي المعروف الذي ارتبط اسمه بمرض الاكتئاب (Depression) فقد وُجِد أن المستويات المنخفضة من السيروتونين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوجود حالة الاكتئاب لدى الفرد.

وهناك عقاقير معروفة مضادة للاكتئاب كالبروزاك تؤثِّر في مستوى السيروتونين في الدماغ. وتعمل هذه العقاقير على منع إعادة امتصاص السيروتونين فتسمح له بالبقاء متوفّراً في الدم ما يعطي شعوراً بالراحة النفسية، وقد يؤدي بالتالي للتخلص من مشاكل النوم.

كما يحتوي الموز أيضاً على التيروزين (Tyrosine) الضروري لتركيب الدوبامين (dopamine) وهو أيضاً ناقل عصبي معروف بارتباطه الوثيق بحدوث حالة الاكتئاب حيث إن مستوياته المرتفعة تُحدث شعوراً بالراحة النفسية أيضاً! من هنا فإن الموز هو من أفضل الأغذية المضادة للاكتئاب.

 

وصفات صحِّيَّة لذيذة

بوظة الموز

لذيذة الطعم، يحبّها الصغار والكبار إضافة إلى كونها سهلة التحضير. يمكنك الاستفادة من الموز الناضج جداً في مطبخك، فلا ترمه بل ضعه في الثلاجة لتحضر هذه الوصفة اللذيذة!

المقادير

* موز ناضج جداً (أي عدد)

طريقة التحضير

–قشِّر الموز، ضعه في الثلاجة في كيس شفّاف محكم الإغلاق.

–أخرج الموز المجمَّد من الثلاجة، وامزجه في الخلاّط الكهربائي مع إضافة قليل من الماء أو عصير البرتقال الطازج. يُقدَّم مباشرةً وصحتين!

 

بسكويت الموز والشوفان

بسكويت لذيذ، سهل التحضير وصحي جداً.

المقادير

* 3 موزات كبيرة مهروسة

* كوبان من حبوب الشوفان (متوفر في السوبرماركت)

* كوب من التمر المقطّع قطعاً صغيرة

* ⅓ كوب زيت

* رشة ملح

* ملعقة صغيرة فانيلا

طريقة التحضير

–امزج الموز، الشوفان، التمر، الزيت، الملح والفانيلا معاً حتى تختلط جيداً فتحصل على عجينة ليِّنة نوعاً ما.

–دع المزيج يرتاح لمدة 15 دقيقة أو حتى تمتزج النكهات.

–في هذه الأثناء يُحمَّى الفرن لمدة دقائق معدودة أو على حرارة 180 درجة.

–ضع ورق الشيّ على صينية من دون دهنها بالزيت. ثم بواسطة ملعقة طعام قسِّم المزيج إلى قطع متساوية على الورقة أو اخبزها لمدة 20 دقيقة أو حتى يسمرّ لونها.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *