علاج جيني مطوّر يضع حدًا لمشاكل السمنة والسكّري

Views: 414

طور باحثون كوريون بجامعة هانيانغ في كوريا الجنوبية علاجا جينيا جديدا للسمنة والسكري من النوع الثاني يعتمد على تقنية ‘كريسبر كاس 9’ لإصلاح العيوب الجينية.

وقال الباحثون إنهم “طوروا علاجًا جينيًا للسمنة والسكري من النوع الثاني”. ونشروا نتائج أبحاثهم في العدد الأخير من دورية (Genome Research) العلمية الصادرة الخميس الماضي.

وأوضحوا أن وباء السمنة الذي يصيب نحو نصف مليار شخص حول العالم، يحدث عادة بسبب العوامل الوراثية والبيئية، ما يربك تطوير عقاقير فعالة مضادة للمرض الذي ينجم عنه مضاعفات صحية خطيرة أبرزها أمراض السكري من النوع الثاني والقلب والسرطان.

وطور الباحثون للتغلب على الآثار الجانبية للأدوية الحالية المضادة للسمنة، علاجًا محددًا لإسكات الجينات يستهدف جين التمثيل الغذائي للأحماض الدهنية الذي يطلق عليه ‘Fabp4’.

واستعان الفريق في أبحاثه بتقنية ‘كريسبر-كاس 9’ لإصلاح العيوب الجينية، وهي تقنية تعديل جيني ثورية بإمكانها تعديل أي منطقة من مناطق الجينوم لأي نوع من الكائنات بإحكام ودقة عاليتين، دون الإضرار بغيرها من الجينات.

ونجح الفريق بعد دراسة أجريت على الفئران المصابة بالسمنة، في تطوير علاج جيني يقلل بشكل خاص من الأنسجة الدهنية في أجساد الفئران، ويحد من الأمراض المرتبطة بالتمثيل الغذائي لدى الفئران المصابة بالسمنة، وأبرزها السكري من النوع الثاني.

وقام الفريق باختبار علاجه على الفئران البدينة، حيث تم تغذيتها بأطعمة غنية بالدهون، ما أدى إلى إصابتها بالسمنة ومقاومة الأنسولين.

وأدى إسكات جين ‘Fabp4’ إلى انخفاض في وزن الجسم وتحسين مقاومة الأنسولين والالتهابات بعد 6 أسابيع فقط من العلاج.

وقد لاحظ الباحثون تحسينات إضافية لدى من تلقوا هذا العلاج، بما في ذلك انخفاض ترسب الدهون في الكبد وانخفاض الدهون الثلاثية في الجسم.

وقال الدكتور جي يونج تشونج قائد فريق البحث “في حين أن هذا العلاج يقدم نتائج واعدة في الفئران، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل تطبيقه كعلاج سريري ضد الأمراض التي تصيب الإنسان”.

وأضاف بأن “الأهم من ذلك أن هذا العمل يسلط الضوء على التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهدته تقنية تحرير الجينات الدقيقة ، ما يقود إلى علاجات ثورية للأمراض”.

ولا تزال التطبيقات الطبية التي تعتمد على تقنية ‘كريسبر-كاس 9’ في مراحلها الأولي، حيث تم اكتشافها وتعريفها في شكلها الحالي عام 2012.

وجرت منذ 2012 محاولات عدة لاستخدام هذه التقنية لإصلاح العيوب الجينية، منها البحوث التي قامت بها فرق في الصين في عام 2015 لإصلاح العيوب الجينية التي تسبب أمراض الدم.

ولكن تلك البحوث لم تتمكن من إصلاح كافة الخلايا المصابة، ولذا كانت الأجنة التي عولجت عبارة عن خليط من الخلايا المريضة والسليمة. كما أدت تلك البحوث إلى حصول طفرات في التسلسل الجيني.

وكان فريق بحث دولي من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قد استخدم في أبريل 2017 ، هذه التقنية لتعديل جينات لأجنة بشرية، بهدف تصحيح طفرة مسببة للأمراض،ما يحول دون انتقال مرض قلبي مميت وتوريثه إلى الأجيال المقبلة.

ورأى فريق البحث الدولي أن هذا الإنجاز يفتح الباب لإمكانية منع توريث عشرات الآلاف من الأمراض من جيل إلى جيل، مثل سرطان الثدي والتليف الكيسي الذي يصيب العديد من أعضاء الجسم كالرئتين والجهاز الهضمي وغيرها.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *