من خواطر الحجر: ( طوبى لصانعي السلام فإنهم أبناء الله يدعون )

Views: 731

د. يوسف عيد

باكرت حديقتي ،حجري، بعد أن استدرجني إليها صوت عذب رنّ في أعماقي، صوت ليس من جوقات العصافير الجالسة الى مائدتي، يحفر في صدى مناخي حتى جعل أذنيّ غسيلة بعماد صفائه ،وقد محا أصواتا أخرى كانت تتغلب عليه ، وكان يلحّ عليّ ولا يتوقف عن الانشاد الساحر من دون سأم ، إنه صوت السلام في زمن القيامة، يدعو الى تبنّي المحبة ،ونبذ الاحقاد وصفاوة النيات والصدور .

صوت يدعو الانسان الى ملاقاة أخيه الانسان ، قولوا لهم : السلام لكم فإن كانوا أهلا نالوا نعمة المحبة وكانوا من أبنائي والاّ يعود إليكم .

صوت يزرع المحبة بين البشر فلا طوائف ولا أحزاب ولا مذاهب تقف دونه ،إنه صوت الرب العذب ، صوت الضمير الذي لا تشبه موسيقاه أي صوت معندل او أي صوت ملائكي ، خصّه الرب بالانسان فقط. طوبى لكم أحبائي اذا سمعتم هذا الصوت الآتي من فم الله فإنكم تستحقون  البنوّة والطوبى .

صوت ملكني فأنساني حجري وجعلني طليقا حرا في انتمائي الى الانسان في كل مكان،  أفرح لفرحه وأحزن لحزنه ،هذا الصوت أفرحني وأسعد قلبي بأخوّة لم أشعر بها قبل الكورونا . أخوّة الانسان بالمطلق . نسألك إلهي أن تنمي رجاء السلام في القلوب ليسمعوا الصوت الذي استدرجني الى دنياه الطوبى.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *