مارلين يونس تغني ” أسرار بيروت”

Views: 1495

د. جان توما

حين تستمع إلى صوت الأستاذة الجامعيّة مارلين يونس، فيما تسابق عيناك شريط الأغنية المصوّرة، لا تستطيع إلّا أن تجدّد إيمانك بقدرة اللبناني على اجتراح العجائب في زمن اليأس، وأنّ المواهب الوطنيّة تخترق الصعاب لتحقّق أحلامها.

في عملها الجديد” أسرار بيروت”، تنقل الدكتورة مارلين يونس سحر النغم اللبناني بتلحينها قصيدة للشاعرة الجزائرية هدى درويش من ديوانها؛ ” لأنك دائما تكون غيرك”. في هذه القصيدة تحاكي الشاعرة قدسيّة بيروت وعراقتها.

غريبة بيروت، كيف ترسم صورتها بنفسها في قصائد زائريها؟ فهي الحيّ القديم ومدينة الآلهة والترانيم، حيث تترنّح مسابح العطاء متباركة.

 في بيروت لا تموت الأيام الجميلة، وهي المدينة التي لا تنام، فكيف تروح في غفوة العين؟ هي تاريخ المدن وحاضرة وجد الحب وأرض الضياء.

لقد جاء العمل قطعة فنّية على المستويات التقنية، فهذا العمل أخذ عامًا من التحضيرات،

كما تمّ التصوير في  قصر بسترس و والوسط التجاري بطائرة drone.

بصوتها الأسمهاني تمكّنت الدكتورة مارلين من استعادة صور الطفولة المفقودة في الحي البيروتي الذي كان. تنقّلت الصورة بين الألوان والأبيض والأسود، وما كان جميلا، زمن انعدام الألوان، صار في الحاضر مُسْتَفْقَدًا في زمن طغت فيه التلاوين، وبغت وتجبّرت وتكبّرت في مجتمع الاستهلاك، فلا عجب إن خلا الشريط من أناس في الشوارع، للتركيز على وَلَدَين في طفولة مستعادة، وفي القناطر العتيقة والأحياء القديمة الممتدّة كشرايين الحياة في مدينة، تواجه بهندسة أبنيتها المتواضعة ارتفاع معايير الأبنية الملوّنة الناطحة السحاب.

أطلقت صرختها الدكتورة مارلين في بحثها عن بيروت التي عرفتها. خرجت إلى أزقتها وقرميد بيوتها وأسواقها التجارية الجديدة. تأملت في أقبية قصر سرسق، وساحة البرج بتمثال شهدائها، ولم تنس الروشة، ولو اخترق هدوءها زورق سريع كما الزمن الذي نعيشه، وبحركته المتلاحقة يستبدل الهويات الماضويّة بهويّات الحاضر المتغيّر المتبدّل الذي لم نعد قادرين على مواكبته، ولجم تسارعاته.

وحده صوت الدكتورة مارلين الكلثومي يجوب الشوارع، يسأل عن الوجوه، يرفع نبرته في الحبّ الذي كان، وما زال، لمدينة تجدّد شبابها كالنّسر في كلّ يوم ، وتقوم من بين أسوارها وحجارتها القديمة لتواجه الدنيا بصمت ، قائمة من حروب أنهكتها وغيّرتها، لكنها باقية في قلوب أبنائها وصوت من يغني لها.

للاستماع للأغنية: الرابط الآتي:

https://m.youtube.com/watch?v=pLAWbwFcQXw&feature=share

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *