جان توما “نحّات حكايات عمر”

Views: 707

نيفريت دالاتي غريغوار- باريس

 

ردًا على “صمت القصيدة” التي كتبتها (24- 4- 2020). على  صفحتك الفيسبوك وفي مجلة “الف لام”.

 

بالأمس كنّا نصحو على صوت “فيروز” التي اعتبرها أغنية عمر، واليوم صحوت باكرًا في باريس، واصطبحت “بصمت القصيدة”. فأيقظت ضجيج الحنين في زواريب عمري، وانبعثت رائحة الماضي من خلف الأبواب العتيقة، حيث تغفو حكايات وجوه عَبَرَت.

“تراصفت حجارة الحي القديم كالشّهب في جبين العتمة”

حجارة الحي هذه، تتحوّل في كلماتك الى حكايات عمر عبر، حيث تغفو أوجاع الأيام خلف أبواب الزمن المثقلة بالسنوات.

 “جان توما” ينحت الزّمن الضائع، وينقش وجوهًا سافرت مع أسراب طيور الغربة.

كلماتك جعلتني أسافر الى وطن لم يعد إلاّ وهمًا في ذاكرتي.

“من هذا الزقاق، وجوه خرجت الى استراليا واوروبا واميركا  والبرازيل وغيرها، ……وما زالوا يحنون الى ضيق المكان هذا، لأنّه من مفارق أعمارهم الجميلة”.

وكأنك يا “د. توما”، هذا الباحث عن الزّمن الضّائع كزمن “مارسيل بروست” لا تترك حجرًا في مدينتك إلّا وتنقش عليه حكاية عمر، بعد أن كانت منسيّة على رصيف الماضي الجميل. تدقّ الأبواب الغافية لتخرج الدموع المحبوسة خلف أسرار الحكايات العتيقة..

قصيدتك هذه، خطفتني من خلف البحار، وأرست سفينة أيامي على شواطىء الحنين، بعد أن ضاع العمر بين تجاعيد صفحات الخريف.

“هنا ممر الخيال، وملاعب الطفولة وتهجئة الكلام الأول”.

ريشتك الرائعة هذه، هي الّتي تخطّ ملاعب خيالنا، تجرّ مواكب الذكريات الموجعة في غربتنا، تشلحنا خلف الزّمن الرديء، نختبىء وراء عتمة الزّمن، لنعود هؤلاء الأطفال، الذين يلهون على أرصفة الماضي البعيد.

وهكذا تسرقنا كلماتك، وتطير بنا بعيدًا عن جنون العالم الذي يطعن أيامنا. وكأنّك بلسم لجراح العمر من هذا الزّمن الرديء.

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *