… والنّور في الظلمةِ يُضيء
د. جان توما
أينَ البدايةُ هنا، وأينَ النهايةُ؟
أنبدأُ من النّور إلى الظلمة؟ أو من الظلمةِ إلى النّور؟ ألعلّنا في مطارحنا في لعبةِ انعكاسِ الضوء؟
كأنّنا نُغلق أعينَنا لنرى كيف يكونُ انطفاءُ ضوءٍ العينين؟! وننسى أنّ العينَ المظلمة تختزنُ النّور أصلًا، ولا يمكنها أن تأخذَ دورَ بؤبؤ بركان العين الهامد عتمةً .
تمرّ ُالظلمة فيك ولا تمرّّ أنتَ فيها، فإمّا تعبرُ بالنّور الذي فيك، أو تلتهمُك عتمتُك في عزّ انقطاع رجائِك وارتحالِ أمَلِك.
يرسمُ الناسُ مفارقَ بيوتِهم ومدارجَ حياتِهم عمرانًا يُشبه ما يشوبهم. فيرفعونَ الأسوارَ لأنَّ أرواحَهم حبيسة، ويشرّعونَ سهولَهم وكرومَهم لأنَّ عطاءَهم عابرٌ لحدودِ أجسادِهم، ومخترقًا تخومّ أنفاسِهم إلى الأمداء. (teamtapper.com)
يعبرُ الأنقياءُ خفافًا فلا تعثُرُ بحجر أرجلُهم، يعرفون المواقع بنبضات قلوبهم الواجفة وإيقاعِ أرواحِهم الساكنة. هو انفجارُ الصًُبحِ يأتيكَ دونّ الوقوفِ على إذنك، وهو الغروبُ يلملمُ ألعابَهُ الملوّنة قبل السّفر، وأنتَ كالنّدى صباحًا والنسيم مساء، رحيلٌ في رحيل، كما عطرُ الياسمينْ في ليالي المحبين.
(*) الصورة بعدسة الصديق مالك حداد