… ويبحثون اليوم عن حلول ورؤية

Views: 577

د. جان توما

فرح أنطون:  المتخرّج من مدرسة بكفتين الوطنية- الكورة عام ١٨٩٠م ، أبحر في علوم الفلسفة مؤمنًا بالعقل، غاسلًا  وجهه بماء بحر  مدينة الميناء التي ولد فيها عام ١٨٧٤م. ليزيل بالملوحة غشاء عينيه، ولتقبّل شمس الحقيقة العلميّة وجهه قبل أن يتوجّه إلى الاسكندرية عام ١٨٩٧م،  ثمّ منتقلًا إلى أميركا عام ١٩٠٧م. ليعود إلى مصر حيث توفي عام ١٩٢٢م. ودفن هناك، تاركًا شعارًا على مدخل مدرسة مار إلياس الموسكوبية في الميناء :” لا يصلح المجتمع إلّا إذا كان التعليم إجباريًّا ومجانيًّا”.

ويبحثون عن رؤية، وقد سبق فكتب في كتابه ” أورشليم الجديدة” عام ١٩٠٤:

“كأنّ غطاء المستقبل يكشف الآن عن عينيّ وأرى الانسانيّة الآتية الجديدة. أرى الإنسان يسير في البرّ والبحر والهواء، بسرعة الطير، ويحمل المصنوعات والمزروعات لأمم بعيدة. أرى البشر يتخاطبون من قارة إلى قارة كأنّهم في غرفة واحدة”.

هل ما زال كتّاب القرن التاسع عشر يسبقون الباحثين اليوم عن حلول؟ عن رؤية؟ عن التغيّرات الحاصلة المتحوّلة؟ لما كان الإنسان بحجم حارة، تواضع بعلمه، واكتشف رؤيته للعالم ببصيرته، ولما صار الإنسان بحجم العالم، ظنّ أنّ البصر يقوده إلى  الرؤية، فعجز إذ فقد بصيرته بكبريائه العلمي.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *