ليست بشرًا
آنّا ماريا أنطون
كيف لها أن تكونَ كسائر البشر وهي ليست من تراب؟!
كيف لها أن تسيرَ على يابسةٍ وهي نصفُ سمكة ونصفُ فراشة؟!
كيف لها أن تُشبهَهم وهي من حَدْسٍ وماء؟!
كيف لها أن تنطقَ بلسانهم وهي من غير مكانٍ؟!
كيف لها أن تعيشَ بينهم وهي من غير زمانٍ؟!
كيف لها أن تحملَ هويّتهم وفي جوازها سفرُ الكواكب؟!
كيف لها أن تدعوَ إلى سمواتهم وهي نصفُ آلهة؟!
كيف لها أن تهابَ شياطينهم وهي سيّدةُ الأفاعي؟!
كيف لها أن تغفوَ في سكينتهم وهي تُضيءُ الّليل وتحرسُ الحياة؟!
كيف لها أن تطلبَ أمنياتهم إذا كان الشُّهُب يشتعلُ في عينها؟!
كيف لها أن تشاطرَهم أحاديثهم إذا كانت مشغولةً بإدارة الأكوان؟!
كيف لها أن تشيخَ وتفنى وهي ملكةُ الطبيعة؟!
كيف لها أن تكونَ وحيدةً وهي طفلةُ الخيال المُدلَّلة؟!
(15- 12- 2019)