من غنى لجبران؟ ولمن غنى جبران؟

Views: 429

سليمان بختي

من غنى لجبران خليل جبران (1883-1931)

من المطربين والمطربات اللبنانيين والعرب والأجانب.

بعد  89 سنة على وفاته نحاول أن نعرف سر الغناء عند جبران، ومن الذي جذبه الأثر الجبراني ودفعه صوب الغناء . وجبران أولى الموسيقى في حياته ونتاجه الاهتمام العالي . ألف في مطلع شبابه ما سمي “المواليات” وهي قصائد  زجلية نشرها وترجمها إلى الإنكليزية في مجلة “العالم السوري” التي كان يتصدرها في نيويورك المرحوم نعوم مكرزل (عدد أيار 1977)

وبينها تلك الرائعة :

“شوفوا رمان البساتين متلان حب / حتى نجوم السما من بعضها بتنحب”

“يا إمي افرشي الحرير بالورد وغطيني / أنا قتيل الهوى وناره بتكويني”

” وإن كان ما في ورق  لاكتب ع جنح الطير / وإن كان ما في حبر من دم عينيا”

 

ونشرت في كتاب “الأغاني العامية عند  سائر الشعوب”. وأشير إليها أنها من وضع وترجمة جبران.

وهناك  قصيدة ثالثة يفيد الباحث جوزيف أبي ضاهر بأنها الأشهر من “مواليات” جبرن ويقول فيها:

“واطلع ع راس الجبل وأشرف على الوادي   / وأقول يا مرحبا نسم هوا بلادي

ياالله يطوف النهر ويغرّق الوادي / لأعمل زنودي جسر و بقطعكليا “

وهذا المقطع بالذات غناه  صباح  فخري في أغنية “عالروزانا” .  وغنى المقطع عينه المطرب طوني حنا.

 كما أصدر جبران عام 1905  كتاب “الموسيقى” ويبحث فيه ازدهار الموسيقى وتأثيرها بأسلوب شعري عذب كما يشرح المقامات الموسيقية الشرقية.

 

 ولكن من غنى جبران ؟ 

  • والأولى والأكثر شهرة هي أيقونة لبنان فيروز و الأغنية هي: “سكن الليل ” وهي من قصائده العربية ، غنتها فيروز بألحان محمد  عبد  الوهاب . (1967)

“أعطني الناي وغني” من كتاب “المواكب”(1919) غنتها فيروز بألحان نجيب حنكش وتوزيع الأخوين رحباني عام 1964

ويقال  أن لهذه القصيدة قصة إذ كان جبران يجلس  في مقهى في بوسطن مع احد أصدقائه من أصل لبناني ولكنه لم ير  لبنان . وراح هذا الصديق يتفاخر بزيارته لأتلانتا ومعالمها وجمالها . فقال له جبران :” هل جلست العصر مثلي بين خفيات العنب والعناقيد تدلت كثريات الذهب”. عاد جبران إلى المنزل في تلك الأمسية واكمل كتابة القصيدة التي حملت عنوان ” أعطني الناي وغني ” ،كما غنت من كتاب ” النبي” مقاطع تحت عنوان ” المحبة”  ومن الحان الأخوين رحباني. “سفينتي بانتظاري” من ألحان زياد الرحباني (1981)

والنص مطعم من ” دمعة وابتسامة” و”رمل وزيد ” (1926)

“يا بني أمي” ( مقاطع مستمدة من مصادر عدة من النص الجبراني ) والألحان لزكي ناصيف  (1981)

 

  • غنى نجيب حنكش بصوته وألحانه ” أعطني الناي وغني ” من كتاب “المواكب” (1919) بحسب كتاب ” حكايات الأغاني ” (2013) لفارس يواكيم .
  • وغنت صباح في مغناه “العواصف ” وهي مستمدة من كتاب جبران وبألحان زكي ناصيف ووليد غلمية وعصام  رجى وروميولحود .
  • غنت نازك “سكن الليل ” من ألحان فريد غصن في العام 1957
  • غنت ماجدة الرومي “نشيد المحبة” الكلمات من ” دمعة وابتسامة” ( من مؤلفاته العربية) . والألحان لجوزيف خليفة.
  • غنت لونا أمين من فلسطين النشيد عينه مؤخراً في كنيسة المهد .
  • غنت كاميليا جبران (فلسطين ) من كتاب “العواصف” فقرة ” أنا الغريب في هذا العالم” .
  • وغنى غسان صليبا من كلمات جبران ” المحبة” من ألحان أسامة الرحباني في مسرحية “جبران النبي”(2015) والتأليف والمسرحية لمنصور الرحباني . وفي أغنية ” وطني بيعرفني” لغسان صليبا لحناً رائعاً لأسامة الرحباني بكلمات عامية مستمدّة من أفكار جبران.
  • وغنى نادر خوري موالية ” لاطلع ع راس الجبل ” في المسرحية عينها .
  • غنى كاظم الساهر من كلمات جبران بالإنكليزية “عن الحب”من ألحانه وتوزيع ميشال فاضل وقدمها على مسرح The Voice
  • وغنت جاهدة وهبي “أعطني الناي وغني” ومقاطع من “المحبة ” لجبران في فيلم “أرواح متمردة” لقناة الجزيرة الوثائقية.
  • غنى جبرائيل عبد النور قصائد لجبران في ألبوم كامل .

عالمياً ، استخدم جون لينون فقرة ” نصف ما أقوله لك  لا معنى له  تراني أقوله لعل النصف الآخر يبلغك ” من قصيدة ” “رمل وزبد” (1926)

مع  تغيير طفيف في أغنية ” جوليا ” التي أصدرتها فرقة البيتلز (1968) 

غنت له فرقة (Mr. Mister )  قصيدة “الأجنحة المتكسرة” .

 عزف له فنان الجاز الأميركي جاكي ماكلين مقطوعة موسيقية سماها “جبران النبي”.

غنى الأميركي  جوني كاش ” عين النبي ” تحية إلى جبران وسجلها  بصوته . 

غنى البريطاني دايفيد بوي كلام لجبران في أغنية “عرض الدائرة”.

غنى الفرنسي غيلار هوتشمان ” عن الموت ” من كتاب النبي في أغنية سماها “نهر الصمت”.

 

 ربما  التوسع في البحث قد  يظهر الكثير من المقطوعات والأغاني والقصائد من كلمات جبران  موزعة في العالم . علماً أن الكثير من فصول النبي رتلت وانشدت في الكنائس وبلغات عدة  . وبرأي المؤرخ الفني محمود زيباوي أن هناك العشرات  من الأغاني  في الثلاثينيات والاربعينيات  ولم تشتهر ويعطي مثلا ألحان جورج  فرح  لنصوص  جبرا ن بصوت المطربة سعاد الهاشم وغيرها  وإن فرح  كان الأكثر تلحينا لكلمات جبران. 

وبعد  لا  يزال النص الجبراني يجذب الأصوات ويغريها .

ولكن لمن غنى جبران ؟  ألم يقل في  قصيدته ” أعطني الناي وغني / فالغنا  سر الوجود / وانين الناي يبقى / بعد أن يفنى الوجود” جبران غنانا جميعاً. أغنانا. صعد إلى الأعالي ثم رشها  كالقمح في الأرض.غنى الألم ، غنى الحلم ، غنى الحب ، غنى الإنسان ، غنى لبنانه ، غنى الحياة . ألم يقل غير مرة ” ما أحب الحياة وما أبعدنا عن الحياة “. (lsu79.org)

أدرك جبران أن العالم لا ينتهي بالصخب والانين بل ينتهي بالصوت الحنون الهامس الصاعد  كأغنية والذي في نهايته حتماً بداية جديدة ، ولادة جديدة .

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *