مع عينيك… أصلي

Views: 479

سهيل مطر

 

يا طفلتي

أشدّ على أصابعِكِ لأحفرَكِ فيّ،

لأرسُمَكِ على جسدي،

لأحمِلَكِ صليبًا وذخيرة،

أتسلَّحُ بِكِ…

وبَعد… لِتقُم القيامة.

***

يا صغيرتي

أقفُ أمام عتباتِ جسدكِ، كمن تخلّصَ من مطهره ليدخل السماء.

كانوا يتّحدون مع الألم، فيكتشفون الله، صرتُ أتَّحِدُ مع جسدكِ لأكتشِف نفسي…

***

يا صغيرتي

يا أميرة ساعاتي… لو تعلمين كم أشتهيكِ…

بجنون أشتهيكِ،

بجوعِ من صام أربعين يومًا وهو يمرّ أمام تينة…

أحرقيني، يا نارَها،

أعصفي بي، يا ريحها،

أنا خادمٌ على عتبات فساتينها القصيرة.

***

يا صغيرتي

يا زهرةَ الرمل في صدري، ويا إشراقةَ الضحكة…

سلامي لكِ،

 وحيث تكونينَ، أصلّي…

وحيث تمشين أسجُد…

وحيث تبكين، أبني لكِ مزارًا…

آه، كم ارتَعِش!! أعرِفُ أنني لمعتُ في عينيكِ

***

يومَ أحسُّ بشَعرِكِ صغيرًا في كفّي، ملكَ جنوني،

أشعُرُ أنني تحوّلتُ، كلّي، إلى أصابِعَ صقيعيّة،

بحاجة دائمة إلى الدفء…

شَعرُكِ يُناديها أن تغِلّ…

***

يا طفلتي الحلوة

ماذا تفعلين الآن؟

تدرسين؟

لو ينطقُ الحرفُ في كتابِكِ، لحدَّثنا عن رحلتِهِ في عينين ولا الضياء،

واستقرارِهِ الأخير على شاطئِ الشفةِ السُفلى…

***

يا حبيبتي

نسيتُ اسمَكِ… جرَّدتُك منه، ومن الثياب

والمجتمع…

وأصبحتِ عاريةً، كما الله…

تجلّي، يا حبيبتي، في جبل أعزل، ودعيني أحترقُ في بريق جسدِكِ.

***

(*) من ديوان “كتاب للحب في زمن الحرب” (2007)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *