قصيدتان
هنيبعل كرم
1- تسألُني طبيبتي النّفسيّةُ عن المغزى…
أقولُ
“أنتِ جميلةٌ جدًّا كي أغضَّ الطّرْفَ عن السّؤال!
ستفهمينَ حين يغدو لا شيءَ بالمجان
غيرُ الحبّ…
أرى العالمَ ساعةً رمليَّةً مكسورة،
كرةً تتدحرجُ،
كونًا لا يبالي بأمراضنا…
كوني جميلةً
كي أتابعَ العلاجَ
وأكتبُ،
وأنا أغادرُ عينيكِ الحائرتين،
وصيّتي:
(لا فرحَ ولا حزنَ
حين يغدو الرّحيلُ أمرًا مستمرًّا في المكان،
بل يقظة دائمة حتّى في المنام!
في عيني بقايا من غبار الدّنيا
تزعجني…،
وقلبي يتّسعُ… ليبتلعَ كلَّ شيء)”.
***
2- غيظٌ دفين
يسقطُ من رذاذِ اللّعاب…
ألاحقُه في صحني
بين الخضارِ المهروسةِ بدبسِ الرّمان.
ألاحقه مراعيًا آدابَ الموائدِ الغضّة،
أحشرهُ بين فكِّ الشّوكةِ والسّكين،
أبتلعه من جديد…
لا شيء غيرُ هذا الغيظ الدّفين
بين الشّوكةِ والسّكين…
ليتَ لي…! ليتَ أسناني حديد
لأعضَّ الجرحَ حتّى العظم
أكسره،
لا أبالي…
لا أبالي…
أنا لي…
والأرضُ التي رحلتْ في جيوبكم،
والقنديلُ المطفَأ فوق الباب،
وجوازُ السّفر إلى الموتِ المؤجَّل،
والعرَقُ فوق الجبين،
والنّساءُ اللّواتي يذكرْنَني بابتسامةٍ
تلدُ ألفَ جرح…
كلُّها… كلُّها تسقطُ من رذاذِ اللّعابِ
إلى الخضارِ المهروسةِ بدبس الرّمان!
أعلكُها كما تعلكون الأخبار،
أمسحُ يديَّ بوَهمِ الجرائدِ،
أنتظرُ احتراقَ الأرضِ كلّها،
ووجهي، ذاك المُدمَّى،
قائدُ الفيلقِ الأخير…