بين همس كلماتها وصراخنا الداخلي، مغناطيسٌ سريّ

Views: 596

ميشلين مبارك

في كتابتها للقصة القصيرة تمرّ الاديبة سميّة تكجي على القارئ كهبوب النسيم في مساء ربيعي ناعم، بسلاسة وانسيابية من جهة وبجمالية أدبية وعمق من جهة أخرى. 

تقرأ لها وفي كل مرة كأنك تقرأها للمرة الأولى، لما لحروفها من قدرة على الدهشة وما للسرد عندها من كثافة في المعنى. ولعل الاجمل ما في كتاباتها الإبداعية، تلك المتعلقة بالوطن، فتشعر بنضال الثائرة التي تسكب من جوع الفقراء خبزا على مائدة الكلمة، تبوح بالجرح همسا وإذ بصوته يصدح في الاعماق.

هذا في النثر، اما في الشعر فجاذبية ممتعة، يشعر القارئ بمغناطيس سرّي في قصيدتها، تخرج عن المألوف لتحتفل معك بالألم، بالفرح او بالحب وفي وليمة شعرية ساحرة عابرة للزمن. على سبيل المثال، في الحب نقرأ للشاعرة تكجي:

تعال نحتفي بالحب بشكل مختلف…
تعال نتبادل الهدايا …
بأسلوب سوريالي
لا ورد و لا عطر
ولا حتى ثياب …
نعري الأشياء من شكلها
المألوف
تهمس في أذن الوقت
بكلمة قديمة
فيأتي ذاك اليوم البعيد
و يجلس معنا ……
تعال نرسم بأقلام التلوين
شفاها من كل الألوان
و نعيش ساعة صمت
تعال نحرق الرزنامة
نذوِّب الوقت في قوارير
نسميها عطري المفضل
نمد ايادينا و نختار
اللحظات…

وفي الألم، ينسحب هذا المغناطيس الذي تكلمت عنه سابقا ليدخل الى اقبية الروح. فنقرأ:

لا تسافر إلى الجرح
قالوا …
لا …لن احرض الألم البعيد
لكنني كلما اشتقت لمدينة جديدة
و هممت بالسفر
رأيته في المحطة …!!!

في الختام، نحن واياك ايتها الاديبة في غاية اللهفة لنحتفل معاً بوطن خارج هذا الزمن البغيض، نصنع من زهور الألم عطرا من نور ومن همس القصيدة شهقة للفرح.

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *