إِذا نَدَرَ الوِصالُ!
مُورِيس وَدِيع النَجَّار
نَمُرُّ، وشاقَنا مِ العُمرِ حائِلْ(1)، فَتَلقانا الرِّياضُ بِكُلِّ نائِلْ(2)
دُرُوبٌ كَم يَتِيهُ بِها دَلالٌ، وَواحاتٌ تُوَشِّيها الخَمائِلْ
وَيَصدَحُ صادِحٌ، وَيَمُوجُ ماءٌ، وَيَعصِفُ عاصِفٌ، وَيَمِيلُ مائِلْ
غَوانٍ تُشعِلُ الإِحساسَ حَتَّى لَيَصرِفُنا عَنِ التَّفكِيرِ شاغِلْ
أَمانٍ تُزهِرُ الآهاتُ مِنها، وأَحلامٌ تَهُونُ بِها المَعاضِلْ
يَعِزُّ بُلُوغُها فَالشَّيبُ فِينا قُصُورٌ في المَفاصِلِ والحَصائِلْ
أَيَحدِجُنا الجَمالُ ولا يُبالِي، وكانَ بِعِزِّ صَبْوَتِنا يُغازِلْ؟!
أَباتَ مُحَرَّمًا أَن يَستَفِيقَ الهَوَى ــــــــــ بِصُدُورِنا، وَيَهُلَّ قابِل؟!
إِذا نَدَرَ الوِصالُ، وباتَ شَوقٌ يُدَغدِغُنا مَهَمَّةَ كُلِّ عاذِلْ
وقد غَفَلَ الرُّوا عَنَّا، فَإِنَّا ــــــــــ سَنَخلُقُ مِ الخَرِيفِ بِنا الجَلائِلْ
سَنَجعَلُ مِ القَوافِي خَيْرَ مَغْنًى يُباهِي بِالسَّنا عِلْيَ المَنازِلْ
فَنَرحَلُ والزَّمانُ بِنا يُباهِي، وتَحلُو الذِّكرَياتُ لِكُلِّ قائِلْ!
ـــــــــــــ
(1): الحائِل: المتغيَّر؛ إِسم فاعِل مِن حالَ
حالَ الحَوْلُ: مَضَى وَتَمَّ / حالَ العَهْدُ وَتَغَيَّرَتِ الأَحْوالُ: انقَلَبَتْ
(2): النَّائِل: الكَرَم
(Xanax)