سجلوا عندكم

عُقدٌ بلا فراش وخيال فقد عذريته!

Views: 82

أمل سويدان

أنا لست على قيد الحياة ولا أعيش في عالم الأموات.

 الجميع يسأل، الجميع يجيب، ثم يُسكت الجميع بعضهم. 

ما الذي نريده من أنفسنا؟ 

كثيرة هي الصور التي نرى أنفسنا فيها، لكننا لم نستطع أن نختار صورة واحدة نستمر بها. عديدة هي اللقطات التي نأخذها بعفوية سواء أكنّا غير منتبهين أم ندّعي عدم الإنتباه، لكننا -لمرة واحدة- لم نكن صريحين إزاء رغباتنا؛ أكُنّا نهوى الأمل فعلاً أم اعتدنا على السكوت والفراغ؟

 كدتُ أصل إلى النهاية التي وصلت إليها العصافير في رحلتها، إلى العلو الذي اجتازته الأشجار في ارتفاعها، نحو الغروب الذي حطّت عنده الشمس رحالها، لكنني كنت عاجزة عن الوصول إلى عالمي.. كأن أجعل مني أرضاً قاحلة مثلاً؟ أم جزيرة بعيدة لا يدركها سوى الأثرياء؟ أم ساحلاً مكتظاً بمخاوفي وأحزاني وعقدي وآلامي وجدراني المتزعزعة؟ أم معلقة تحكي قصتي وذكرياتي وآمالي ورجائي؟ أم صفحة فارغة يترك أثره عليها كل من يأتي ويرحل؟   

أنا أقترح أن أموت…

 أمضيت إثنين وعشرين عاماً كنت فيها أملاً للكل، ولم يكن أحدٌ أملاً لي حتى أملي خذلني. صرفتُ ساعات من عمري أجيب فيها على مخاوف الحزنانين ولم يقبض أحدٌ مخاوفي على محمل الجد فيجيبني. 

أين أنا؟ لماذا أرى أنني ضائعة؟ لماذا لا يبحث أيّ منكم عني؟ كيف يمكن لأرض لامحدودة أن لا تسعنا؟ أم أننا أرقام زائدة عليها وستتخلص منا يوماً ما؟ لماذا أشعر أنّ السماء قريبة وبيننا سبع سماوات؟ عشرة أعوام مرت وأنا في كل عام أستغل قلمي ومفاتيح حاسوبي لأرغمهما على سماعي، لكنهما كانا أقوى مني فلم يستجيبا لي! 

كل نوتات الموسيقى كانت أنانية عليّ! الجمل البلاغية، الخواطر، الأشعار، حتى منشورات الكُتاب الإلكترونيين لم تستطع أن تعْبر بي الجسر بأمان، بقدماي المبتورتين… 

كم من الأنفس يجب أن نخسر حتى نشعر أننا ضعفاء نحتاج للقوة؟ كم من الأسئلة قُدّر علينا طرحها كي نلملم الأجوبة من المارة؟ نعم المارة. أولئك الذين يلومونني في كل نظرة على  لامبالاتي المستمرة حول حالهم، فيمضون بلا عتاب أو محاكمة. أما أصحاب السعادة فقد كانوا غارقين في كؤوسهم الحمراء، صُمّ بقدر ما اخترقت الموسيقى الصاخبة آذانهم فلا يسمعون أنفسهم ولا يشعرون بغباشة عقولهم.

 الكل يقرأ، الكل يُعجب، لكن واحد  فقط يمارس القراءة. هو أنا. أنا أمارس العلاج بالكلمات كما تمارسون الحب بالقُبل؛ فالقُبل ترحل وتبقى العبارات المرهقة التي لا ليل لها ولا عاشق تتأنق لأجله. 

أنا أضاجع مخاوفي سراً خوفاً من أن تحكموا عليّ بالرجم فتبقى عُقدي بلا فراش يأويها. 

أنا أُفقد خيالي عذريته عله يصبح واقعياً لا يقودني نحو الهاوية. إني أنقش بالعدم لأستخرج منه سبباً لوجودي فلم أرَ غير نفسي والأربعين شبيهًا. أمزق كبريائي وغروري علّني أراني بشفافية فكنت عمياء عني. (https://www.hanakaimaui.com/) فما بين سببي ونتيجتي كنتُ أنا التي ما زالت مني ضائعة..

Comments: 1

Leave a Reply to علي قديح Cancel Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked with *