سجلوا عندكم

يا ورد من يشتريك؟

Views: 749

د. جان توما

من المفيد أن ندرس تجربة مشروع إنشاء بناء مشاتل للزهور في بلديات المدن الكبرى، وأن يوزّع الناتج على المواطنين لتزيين أبواب محلاتهم أو شرفات منازلهم تعميما للثقافة البيئية وتجميلًا للمحيط.

لقد نجحت هذه التجربة شمالًا مع رئيس بلدية الميناء في طرابلس عبد القادر علم الدين والرجل البيئي نهاد الزيلع واستمرت مع وضّاح عدرة الذين استطاعوا بحسّهم البيئي أن يزرعوا كلّ وسطيات وأرصفة المدينة، وأنشأت البلدية ورشة خاصة بعمال الحدائق لصيانة هذه المنجزات والسهر عليها. إلّا أنّ هذه التجربة، لأسباب تمويليّة ولوجستيّة، لم تشمل توزيع سلال الزهر  أقلّه على المحلات التجارية، وتزيين أبوابها، أو على المواطنين لتوضع على شرفات منازلهم لتجميل مطلّات المدينة.

 

فد تكون هذه التجربة في إنشاء المشاتل مدخلًا إلى تخفيف سيطرة الباطون وما شابه من متطلبات العمران والسكن، والتخفيف من حدّة الجدران المعلّقة ناطحات للسحاب. هذا يستدعي إلى حانب إنشاء المشاتل البلدية تعميم الثقافة البيئيّة التجميليّة، وهو أمر قد يكون متلازمًا مغ الانقلاب الحاصل في المجتمع اللبناني في توجّهه بسبب الأوضاع الاقتصاديّة الصّعبة إلى الزّراعة وقبول اللبناني اليوم زرع كلّ شبر فارغ لتأمين قوته، اقتصادًا وتوفيرًا.

مطلوب اليوم اجتراح الحلول لتلوين حياة المواطن لدعم صموده أمام أوضاعه الصعبة، ورفد حياته اليوميّة بما يعيد له الأمل في مواجهة أعباء الحياة وتكاليفها. تَعِبَ المواطن، وكي لا يفقد أحلامه على البلديات أن تبتكر ما ينمّي يومياته ويجعلها فرحة منتعشة بانتظار الفرج.

لعلّ الوباء الذي غيًر مفاهيم الحياة اللبنانيّة اليوم ينعكس تعديلًا للقوانين المعتمدة كإجراء إعفاءات على الرسوم البلديّة لكلّ بيت يجمّل شرفته بالزّهر من مشتل البلديّة أو محل يلوّن أبوابه الخشبيّة بأحواض الورد وما شابه.

ذاهبون إلى المشهد الأحلى؟ نعم. فقد تَعِبَ المواطن، وأصيبت نفسيته بالمرارة. قليل من ألوان الزّهر يفرح قلب الإنسان.

 

( الصور من الصديقة Sourrazah Sassine Jollet- فرنسا)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *