سجلوا عندكم

الأزمة العميقة

Views: 755

خليل الخوري 

ما يجري في لبنان ليس أزمة حكومة. إنها أزمة وطنية عميقة. إنه النظام الذي لا يوفر الطمأنينة لأطيافه. فما يشكو منه بعضنا ويعتبره غبناً لا يراه بعضنا الآخر هكذا.

لنأخذ، على سبيل المثال لا الحصر، ما كان يقول به الفريق المسيحي من خروج   آخرين على الميثاقية الوطنية، كان يعتبره الآخرون غنجاً ودلالاً ليس لهما من مبرر. وما يعتبره أهل السنة اليوم خروجاً على الميثاقية يعتبره الآخرون غنجاً ودلالاً ليس لهما من مبرر. وما كان يعتبره الشيعة، قبل الحرب، خروجاً على الميثاقية كان سواهم يعتبرونه غنجاً ودلالاً ليس لهما من مبرر. وسنظل ندور في هذه الدوامة.

كان فريق منا يؤثر الفلسطيني على أخيه في الوطن. بينما ذهب الفريق الآخر الى الإسرائيلي طالباً الحماية. وفي الموقف من الوصاية السورية: كان بعضنا يعتبرها عدواناً موصوفاً واحتلالاً بالقوة، فيما اعتبرها بعضنا الآخر شرعية وضرورية وموقتة. وبعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كانت انتفاضة 14 آذار ضد الوجود السوري عندنا بينما نظمت 8 آذار تظاهرات الشكر لسوريا.

على ماذا لم نختلف؟

من يرشدنا الى أمر مصيري  واحد اتفقنا عليه. ألم نختلف على النزوح السوري ولا نزال مختلفين عليه الى  حد التناحر في ما بيننا حوله! ألم يقرأ بعضنا في المواقف الدولية والاممية من اللجوء الفلسطيني والنزوح السوري على أنها قرار دولي وأممي صريح بتوطين الجماعتين في لبنان، بينما ينزل ذلك الموقف برداً وسلاماً على قلوب بعضنا الآخر؟.

ألا ينشب خلاف جوهري بيننا على سلاح حزب الله فيراه بعضنا أداة ردع فعالة ومشروعة في مواجهة العدو الإسرائيلي، بينما يراه بعضنا الآخر سلاحاً فائض القوة يستخدم في الداخل وفرط قوة لضرب التوازن الوطني؟.

تلك هي حالنا. هذا في الستراتيجيا… أما في الشأن “العادي” فحدث ولا حرج. وتلك حال مرشحة الى طويل بقاء.

وبعد، هل إن كل شيء (في  نظامنا) هو “على ما يرام يا سيدتي المركيزة”؟!.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *