تعب

Views: 750

سلمان زين الدين

 

   وتعبْتُ من خوضِ الغمارِ،

على الزمانْ،

والضَّربِ في الصَّحراءِ

أَنشُدُ واحةً

أُلقي عَصا التَّرحالِ

عندَ نخيلِها

حتى إذا ما اسّاقط

الرُّطَبُ الجَنِيُّ

سَبَرْتُ أغوارَ المكانْ

 

 

لكنّني رغمَ التَّعَبْ    

ما زلْتُ أَضربُ في القفارْ

وأخوضُ عاتيةَ البحارْ

وأرومُ قاصيةَ الرُّطَبْ

لا ثورةُ الأمواجِ تَثنيني

عن الخوضِ الخطيرِ

ولا هبوبُ الرِّيحِ يَصْرِفُني

عن الرَّقصِ العنيدِ

على أراجيحِ الخطرْ

 

 

فأنا المعلّقُ

بينَ ماضٍ لا يَعودُ

وبينَ آتٍ لا يَجيءُ

تُحاصِرُ الصَّحراءُ أشرعتي

ويُغْويني السَّرابْ.

لا فضّةُ الواحاتِ تُدرِكُني

ولا ذَهَبُ الإيابْ،

وَيَظَلُّ يَشرَبُني المطرْ

وأَروحُ أَقتحمُ الغِمارَ

وليسَ ثمّةَ نورسٌ

يُومي إلى عَسَلِ الأمانْ

 

 

مُذْ راودَتْنا فاتناتُ الحُلْمِ

عن أعمارِنا،

رُحْنا نُطارِدُها بأجنحةِ النُّسورِ

لعلّنا نَحْظى بها

فَنَنالَ عاليةَ الرُّتبْ

لكنّها راحَتْ تُخاتِلُنا

وتنأى كلّما منْها دَنَوْنا

لا طِرادُ النَّسرِ أتعبَها

ولا عزمُ القوادمِ والخوافي

أنقصَتْ منْهُ معاقرةُ التَّعَبْ

 

 

فَكَأنَّما قَدَرُ المطارِدِ

أنْ يَظَلَّ معلّقًا

بينَ المحرّمِ والمباحْ

حتى يُحقّقَ حُلْمَهُ

أو دونَهُ يَطوي الجناحْ

 الإثنين، في 1 / 1 / 2018

***

(*) من مجموعة “أحوال الماء” 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *