مارون… “كمارونٍ هدانا”

Views: 143

د. نزار دندش

*ألقيت هذه القصيدة عصر الجمعة (22 آذار الجاري) في الاحتفال بعيد “البشارة”، الذي أقيم في المعهد الأنطوني (بعبدا – مسرح الأب يوسف الشدياق) بدعوة من جمعية “معاً نُعيد البناء”، تزامنا مع الذكرى الثانية لرحيل مؤسس الجمعية الأب مارون عطا الله:

 

وتحتارُ الحَناجِرُ يا لوانا

تُسمّيكَ المُعَلِّمَ أم أبانا

ومِثلُكَ كوكبٌ عَلَمٌ عليمٌ

ونجمٌ باتَ يسكنُ في سمانا

عَرَفنا فيكَ صدقاً بل صديقاً

وداعيةً لسانَ الحقِّ كانا

ودوّى في ارتحالِكَ عن عيونٍ

ضجيجُ الفَقْدِ في الأحداقِ بانا

فغابَ الوجهُ والتِحنانُ عنّا

عيونُ الكونِ قد رشحتْ دخانا

ويذرِفُ دمعَهُ قلبٌ وفيٌّ

غيابُ العينِ عن عينٍ شجانا

ونارُ الفَقْدِ في الأحداقِ سَيْلٌ

قصمتَ الظهرَ فينا يا هُدانا

وجدنا فيك قدّيساً طهوراً

ومُرْشِدَنا الذي جمع الزمانا

ومِقداماً كمارونٍ نضالاً

فمارونٌ كمارونٍ هدانا

وصرتَ لنا أميناً يا ابانا

بأزهارِ التُّقى ملأَ المكانا

ودرساً في التواضعِ والتسامي

إلى صدقِ المحبةِ قد دعانا

فأحيا في نفوسِ الجَمْعِ عزماً

وأعلى الكلَّ باللهِ استعانا

يرى لبنانَنا بيتاً وطيداً

ولو كَثُرَتْ بيوتٌ في حمانا

يرى لبناننا وطناً أصيلاً

وليس جموعَ مَنْ رغبوا اقترانا

وصار لنا الهدايةَ بل خلاصاً

إذا ما بعضُنا بعضاً أعانا

جمعتَ الكلَّ في كلٍّ مفيدٍ

رسمتَ الحب حين الحينُ حانا

رفاقُ الدربِ من سهلٍ منيعٍ

رفاقُ الفكرِ من جبلٍ روانا

رفاق الحرف من شطٍّ غنيٍّ

حروفُ البَدْءِ قد ملأتْ قرانا

معاً نبني لحاضرنا بلاداً

معاً ابداً تشارِكُنا رؤانا

ابونا علّم الغفرانَ دوماً

وعلّمنا نُقَدِّرُ مَنْ نَهانا

سنذكر ما حيينا يا نُهانا

قداسةَ مَن إلى صحوٍ هدانا

لقد بَلَّغْتَ لم تبخل بعُمرٍ

ودورُ الإرث في التبليغ حانا

غزانا الفَقْرُ بعدَكَ والتردّي

وكم من فاسدٍ جَهْراً غزانا

سيبقى صوتُكَ الماسيُّ فينا

وقد ينساكَ مَنْ كان الجبانا

سيبقى الوِدُّ بعدَ الموتِ وِدّاً

ولن ننساك يوماً يا ابانا

وفينا سوف تبقى ما بقينا

بفضلِكَ فكرُنا زاد اتزانا

ونذرِفُ دمعَنا سراً ونُخْفي

لأنك انتَ لا ترضى بكانا

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *