ظلالُ حزنٍ…!
آنّا ماريّا أنطون
تتلبّدُ الغيوم، تتساقط الأوراق…
… وتبدأ العاصفة!
عاصفة الخريف الأولى تمحي ما بقي من ورود…
… وتواعدُ الليل بين مطرٍ وجفاف!
تُبحرُ تلك السفينة وحيدةً…
… فتُفاجئُها الرياح والأعاصير في ليلٍ بدا هادئًا!
لتغمرها المياه حتّى تستقيل الإبحار…
… وتصبح جزيرة أسطورية لم تطأها قدمٌ!
تُشرقُ الشمس، تتفتّحُ البراعم..
… ويبدأ العبيرُ يتطايرُ مع النسمات
فراشةٌ يافعة تطيرُ للمرّة الأولى
… جاذبها العطش والحنين
تستلقي على فراشٍ مخمليّ… مُنتشية
حتى تُدركَ أنّ للورود أشواكًا!
فتنزعُ عنها شظايا جراحٍ… وبقايا ورودٍ…
… لتُنهيَ عمرًا بعد التحليقة الأولى!
إنّها الحياةُ نفسها… بين فصلٍ وآخر
تتراوح بين ربيعٍ وخريفٍ لترويَ نهايةً أخرى!
رغم يقيني كلّ ذلك، سرتُ في خطى سَبَقَتْني…
… ولم تمنعني الدماء والأشلاء ولا الصراخ!
جازفتُ بما بقي عندي من حبٍّ…
… وغامرتُ بأنفاسي القليلة الباقية!
فتآمَرَتِ الفصولُ مع الصُدَفِ…
… لتُوقِعَ بوهمي وحلمي… ضحايا لواقعٍ ما!
وسقطتُ من الفضاء إلى أعماق البحار…
… حيث تلتقي الحياةُ بالغيبوبة…
… والوجودُ بالعَدَم…
… والنسيانُ بالذكرى…
… والهَمْسُ بالسكون!
فتنصهرُ كلُّ الأشياء معًا بخجلٍ…
… وتذوي تلك الشمعة التي أضاءت عتمة الليل طويلاً…
… حتى خارَتْ دموعُها وانسحبت بصمتٍ!
وتلتقي كلُّ آفاق الكون في نجمةٍ واحدة…
… تشتعلُ لتُضيءَ قطراتٍ من البحر…
… وتبينُ ظلالُ حزنٍ…
… وهي ليست سوى ظلال!