ظلالُ حزنٍ…!

Views: 433

آنّا ماريّا أنطون

  

 

تتلبّدُ الغيوم، تتساقط الأوراق…

… وتبدأ العاصفة!

عاصفة الخريف الأولى تمحي ما بقي من ورود…

… وتواعدُ الليل بين مطرٍ وجفاف!

 

تُبحرُ تلك السفينة وحيدةً…

… فتُفاجئُها الرياح والأعاصير في ليلٍ بدا هادئًا!

لتغمرها المياه حتّى تستقيل الإبحار…

… وتصبح جزيرة أسطورية لم تطأها قدمٌ!

تُشرقُ الشمس، تتفتّحُ البراعم..

… ويبدأ العبيرُ يتطايرُ مع النسمات

فراشةٌ يافعة تطيرُ للمرّة الأولى

… جاذبها العطش والحنين

تستلقي على فراشٍ مخمليّ… مُنتشية

حتى تُدركَ أنّ للورود أشواكًا!

فتنزعُ عنها شظايا جراحٍ… وبقايا ورودٍ…

… لتُنهيَ عمرًا بعد التحليقة الأولى!

 

إنّها الحياةُ نفسها… بين فصلٍ وآخر

تتراوح بين ربيعٍ وخريفٍ لترويَ نهايةً أخرى!

رغم يقيني كلّ ذلك، سرتُ في خطى سَبَقَتْني…

… ولم تمنعني الدماء والأشلاء ولا الصراخ!

جازفتُ بما بقي عندي من حبٍّ…

… وغامرتُ بأنفاسي القليلة الباقية!

فتآمَرَتِ الفصولُ مع الصُدَفِ…

… لتُوقِعَ بوهمي وحلمي… ضحايا لواقعٍ ما!

وسقطتُ من الفضاء إلى أعماق البحار…

… حيث تلتقي الحياةُ بالغيبوبة…

… والوجودُ بالعَدَم…

… والنسيانُ بالذكرى…

… والهَمْسُ بالسكون!

فتنصهرُ كلُّ الأشياء معًا بخجلٍ…

… وتذوي تلك الشمعة التي أضاءت عتمة الليل طويلاً…

… حتى خارَتْ دموعُها وانسحبت بصمتٍ!

وتلتقي كلُّ آفاق الكون في نجمةٍ واحدة…

… تشتعلُ لتُضيءَ قطراتٍ من البحر…

… وتبينُ ظلالُ حزنٍ…

… وهي ليست سوى ظلال!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *