جورج خضر في عيد ميلاده الـ ٩٧

Views: 32

د. جان توما

يأتيك من ذاك التراث الذي فجّره نورُ فهمٍ ومعرفةٍ كما يأتيك الغيثُ بعد يباب. لعلّ التيه طالَ إلى أن قذف العليّ نورًا ، من عنده وإليه، للسالكين. أسقط جورج خضر وجهه كي لا نرى إلّا ذاك الذي يعرف ما في الكلى والقلوب.

لم يعرف جورج خضر السيّد المسيح إلّا كونيّا، فأخرجه من حدود الطائفة إلى لامحدودية العالم.

٩٧ سنة وما الألف عام إلّا كأمس الذي عبر وجورج خضر لم يك مجرد خاطرة مرّت، بل كان عاصفة أخرجنا فيها من الكبسلة المعلّبة إلى حرية المؤمنين بالواحد الأحد. يوافيك تواضع جورج خضر من هذا التوغّل في أيك المعرفة المستنيرة في محاولة لامتداد المحبة في أطراف الدنيا ليقوى الأحياء على أنفسهم إصلاحًا، لا على الآخرين تسلّطًا. (https://vallartainfo.com/)

 

ما ترجمه جورج خضر في معجمه اللغوي العربي والآخر الأعجمي أنّه تعالى قال كلمته ليصير المؤمن الكلمة لا أن يرصف الكلمة. دعا جورج خضر كلّ مؤمن إلى أن يأكل الكتاب ليصرْهُ، وإلًا ما معنى أن نكون عبيدًا للذي في السموات إلّا بالحريّة المرجوة؟.

حين فتح جورج خضر نوافذ النهضة لم يخترع جديدًا لأنّ الروح يهبّ حيث يشاء، لكنّ جديده أنّه ذهب إلى التكريس تواضعًا لا استعلاء على المدنيين، بل قال نحن منذ نزلنا جرن المعمودية وقمنا صرنا إلى حضرته ليكون فينا وبيننا.

بهذا الاحتضان للمعمّدين المكرّسين يفهم المعتصمون بحبل الله أنّهم، على تنوّعهم واختلاف سُبلهم إنّما هم في سعي واحد ودعوة لكي لا تتفرّقوا.

جورج خضر نفض الغبار عن عطايا المولى في ترجمة التراث، لم يبدّل تبديلًا وإنما راح إلى جمالات الحضور الإلهي في الدنيا وتبتل عنده في نسكيّة صلاة تقود إلى تلك المعارج المشتهاة.

تتلمذ كثيرون على يديه، وخرج كثيرون إلى لغته العربية المتجدّدة، وإلى معجمه اللغوي، وإلى انفتاحه المتألق، فجاء التتلمذ تواضعًا دون ادعاء، وصلاة دون انقطاع، وإيمانًا لا يفتر ولو صار في كروم تسعينيات العمر المقدّس.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *