بيت العمر

Views: 968

د. جان توما

من يصون البيوت القديمة؟ تلك التي كتبت تاريخ المدن والدساكر، تلك القناطر والأعمدة والحجارة التي شربت من عرق العمال البسطاء الماهرين الذين لوّحت الشمس جباههم وأحرقت زنودهم العارية.

هذا بيت خضع لترميم عبر العصور. إذ تشير هندسته إلى القرن الخامس عشر.

هنا كان أحد الفرسان يكتب قصص بطولاته بعد أن أستقر فيه وتوارثت هذه العقود الجميلة أجيال سكنت فيه إلى أن آلت الأرض الى البعثة الاميركيّة الّتي بنت مستشفىKennedy Memorial hospital عام ١٨٨٢ مع الدكتور جيري هاريس جيساب(١٨٣٢-١٩١٠)الذي توفي بالهواء الأصفر،ثم أدارها الدكتور هنري بويز (….- ١٩٦٥).

تحيّة لمدير البيت الفنان عبد الناصر ياسين

 

 

كنا نمرّ من هناك، حيث يخترق آذاننا صوت آلة الأرغن الموسيقية ترتيلا بروتستانتيا، في كنيسة داخل إحدى هذه القاعات التي كانت مخصصة للأرمن البروتستانت الذين قدموا هربًا من تركيا في النصف الثاني من القرن العشرين.

توقّف العمل في المستشفى الأميركي عام ١٩٦٣، واشترى العقار نهاد الزيلع الذي بنى مجمعًا سكنيًّا محافظًا على هذه القناطر، وحوّلها إلى مركز ثقافي عام ١٩٩٥شاهدًا على التفاعل الحضاري هنا، كما استمر الرئيس نجيب ميقاتي بعد ملكيته للمقرّ على الهويّة الثقافيّة للبيت وحضوره في الحياة الفكرية العامّة.

يستند السلّم إلى جدار العمر العتيق. تحكي درجاته حكايات من كان هنا، ومن حضنه تراب الميناء المالح أو وجوه من رحلوا إلى أماكن أخرى. تبقى القناطر انحناء عمر مضنٍ في طلعة رجاء في انكسارات الزمن الصعب المأزوم.

صورة الطاقم الطبي للمستشفى الأميركي من أرشيف إبراهيم توما

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *