“هيوستون” عندنا مشكلة

Views: 414

د. جان توما

هذه عبارة مشهورة لروّاد الفضاء في ندائهم من مركبتهم الفضائية إلى “هيوستون” مقر مركز الاتصالات للرحلات المأهولة التابع لناسا، عندما تطرأ لديهم مشكلة أو طارىء ما.

إنّ زائر هذا المركز عندما يركب قطارًا يجول به بين هذه المنشآت التي تحوّلت إلى معارض لرحلات غزو الفضاء أو اكتشافه، لا يستطيع أن  يمنع استقدام مخزون ذاكرته المشهديّة السينمائيّة التي كوّنها في مخيلته، في ثراء فنّي يستعيده بحرفيته كواقع حاصل لانبهاره بأبعاد الفضاء اللامتناهيّة.

يشعر الزائر أنّ حرب النجوم هنا، وstar gate هنا، والأساطيل الفضائية المتحاربة هنا، وكلّما داس سائق القطار المكشوف عجلة الوقود تشعر أنّك تنتقل من مجرّة إلى أخرى، وأنك تشارك في السفر عبر الزمن أو أنّك في زمن غير زمانك.

تقف أمام آلات السفر، المستقلّ منها والمحمول، فتتأمل في هذا العقل البشري الذي التفت إلى الكون الوسيع، ولم يلتفت إلى كونه الصغير، إلى مشاكل هذه الكرة الأرضيّة ليعالج المشاكل التي كان طمعه هو السبب الأساس، كما في صناعاته الثقيلة الني شوّهت الطبيعة وأحدثت ثقب الأوزون، وخرّب أنماط الحياة البسيطة وعقّدها.

في هذه البقعة الأرضية يشعر الإنسان بهيمنة العقل المبرمج علميا وبمواهبه الدقيقة في تنظيم جداول المقاييس ما بين تحت وفوق، إذا بقي في عقلهم مساحة بين ال”هنا” وال”هناك”.

لم تعد العولمة هنا على الأرض، امتدت إلى الكون، وما كان محجوبًا وراء الغيم انكشفت أبعاده الأوّلية،  فيما طمع الإنسان في ما وراء المنظور الكوني إلى نظرة بانوراميّة لسكن أو استقرار لكرة أرضيّة تتوسّع أراضيها كما لو كان الاكتشاف الجديد، كاكتشاف القارات في الزمن البعيد فاكتشاف المجرّات في الزمن العتيد.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *